هذا هو النفط الأردني أيتها الحكومة

mainThumb

29-06-2010 07:19 AM

   بداية ليس المقصود بمقالي هذا ذلك الذهب الأسود والذي يفتقر إليه الأردن مع عدم اقتناعي بعدم توفره في بلدنا ،ولكني اقصد بنفط الأردن  ثروته البشرية والطبيعية ، والتي إذا ما استغلت الاستغلال الأمثل فسوف تدر علينا ثروة ربما تفوق ثروة النفط في البلاد التي حباها الله هذه النعمة ،فالبلاد الفقيرة نفطيا استغلت ثرواتها الحقيقية المتمثلة في الجانب البشري والطبيعي مثل التعليم والسياحة ، فغدت متقدمة أكثر من بعض الدول صاحبة الثروات ووفرت لمواطنيها مستويات متقدمة في الجانب المعيشي. .



  وأول هذه الثروات التي يتمتع بها الأردن الكوادر البشرية الأردنية الكفوءة، فلا يخفى على احد سمعة وجدية وكفاءة الأردني أينما عمل ، ويعد المغتربون الأردنيون رافدا أساسيا من العملات الصعبة ،فقد قرأت تقريرا ماليا مفاده أن تحويلات الأردنيين في الخارج خلال أربعة أشهر بلغت 800 مليون دولار ،واذكر بالخير جهود سمو الأمير حسن في نهاية الثمانينات ،وكيف كان يعقد مؤتمرا للمغتربين صيف كل عام ،وإرشادهم إلى كيفية استثمار أموالهم في مشاريع تخدم الوطن والمواطن ولننظر إلى الإخوة في مصر ونستفيد من تجربتهم في ذلك المجال..ومن خلال عملي الحالي فان السعودية مثلا ستحتاج إلى عدد هائل من حملة الماجستير والدكتوراه، هذا العام والعام القادم ،وللأمانة فان التوجه دائما نحو الكفاءات الأردنية، ولذلك فالحكومة مطالبة بتلمس حاجات المغتربين والعمل على تسهيل إجراءات تعاقدهم والتواصل معهم واحتساب سنوات العمل في الخارج ضمن سنوات التقاعد الترقية،



وكل هذا يستوجب المحافظة على روافد هذه الكفاءات ،وأهمها التعليم فتحسين جودة التعليم بحيث يكون موجها نحو اقتصاد المعرفة كما هي رؤية جلالة الملك يصب في هذا الجانب إلا أن الملاحظ أن التعليم في بلدنا أصبح يتراجع أو لنقل يقف مكانه ،وبرأيي فأن ذلك يعود إلى إغفال عنصرا أساسيا من عناصر العملية التعليمية ،وهو المعلم فعندما نطالب بتحسين أوضاع المعلم فنحن نعزز هذا الرافد ،ويمكن أن نستقطع ضريبة عشرة دنانير سنويا على كل عقد عمل خارجي لدعم المعلمين والذين لهم الفضل الأول في الوصول إلى هذا العقد.



  أما المجال الأخر فهو المتمثل بالثروة الطبيعية لقد حبانا الله بلدا سياحيا من الدرجة الأولى، فتعدد طبيعته الجغرافية وأصالة ماضية وندرة أثارة وفوق كل ذلك الأمن الذي يسوده يجعله محط أنظار العالم .واذكر في هذا المجال تصريح احد رؤساء فرنسا عندما زار البتراء(واعتقد انه شيراك ) حيث "قال تشكون من قلة النفط ولديكم نفطكم لو كانت البتراء في فرنسا لجعلتها تستقطب 10 ملايين سائح سنويا ".ومما يضعف جانب السياحة لدينا عدم توفر المرافق السياحية والخدمات المقدمة للزوار سواء من داخل الأردن أو خارجه ،فقد أصبح الأردن طريق مرور للسياح الخليجيين  إلى سوريا ولبنان وتركيا وللأمانة هم يفضلون الأردن لطيبة شعبه وتقاربه مع عاداتهم وتقاليدهم ولكنهم يشكون مثل شكوانا كالتكلفة المرتفعة وقلة الخدمات ،فتكلفة الإقامة في العقبة مثلا مرتفعة فيومين فيها تعادل أسبوع في دول أخرى.



  والاهم توفر الخدمات والاهتمام قليلا في المواقع السياحية وان نصل إلى مستوى فهم اكبر لثقافة إرضاء العميل واحترام خصوصيته ،والتعامل بلطف مع السياح سواء على الحدود أو في الطرقات من قبل رجال الأمن وغيرهم، وقد سمعت وشاهدت قصصا في هذا المجال من الإخوة العرب والأردنيين المقيمين في الخارج ما لا يصدق ولا يطاق.هل تصدقون أن احد الكوادر في منفذ حدودي بري أردني أخر مجموعة من الأكاديمين السعوديين الزائرين نصف ساعة لختم جوازاتهم وكان يخاطبهم " انتم ما تجوا بالذوق " !! وهذا والله حدث أمامي.



  وهناك أيضا ثروات حقيقة لا يتسع المجال للتفصيل فيها مثل جذب الاستثمارات الخارجية والسياحة العلاجية والتدريب وتسهيل القبول في التعليم الجامعي وثبات قوانينه والاقتصاد في مجال التكنولوجيا والتصنيع وغيرها .



صدقوني هذا هو نفط الأردن الحقيقي ولننظر إلى تجارب الدول الأخرى مثل ماليزيا وسنغافورا وبقية البلدان الفقيرة في مواردها الغنية في عقولها.وعندها لن نشكوا قلة الموارد وعدم توفر النفط 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد