ظاهرة البحث عن عرائس وعرسان من خلال صالات الأفراح

ظاهرة البحث عن عرائس وعرسان من خلال صالات الأفراح

06-07-2010 07:32 AM

جاء الصيف ، وجاءت معه فكرة  إحياء  الحفلات العامة والخاصة .وإقامة الليالي الملاح .  ولعل أنه من بين   أهم هذه الإحتفالات التي نشهدها جميعا  في كل موسم صيف  ، هي حفلات الأعراس ؛ والتي نجدها  غالبا ماتقام في صالات الأفراح .


ولما كان الزواج  بحد ذاته  يعد مطلبا للجميع شبابا وصبايا  ، وهو  أمر إن لم يحدث اليوم فلاشك أنه سيحدث غدا  ، وإن لم يكن غدا فسيكون بعد غد وهكذا. وخاصة  إذا كان العروسين ناضجين  عقلا وجسما .


وبالرغم من  أن الزواج يظل  في جميع الأحوال ( قسمة ونصيب )  !!! سواء كان اللقاء بين العروسين قد تم في حفلة  ما أو في شارع ما  أو في أي مكان آخر .!!!


إلا أن الذي  أحب أن  أوضح فيه وجهة نظري هنا ،وجعلني أكتب بسببه هذا الموضوع ؛ هي الظاهرة  التي  لفتت  انتباهي كثيرا  ، ألا وهي  ظاهرة البحث عن عرايس وعرسان  من خلال   صالات الأفراح.



فيا إخوان ويا أخوات : ـ
 أن الزواج الذي يأتي من خلال  مشاهدة  الطرفين  لكليهما  في صالة أفراح ، أو نتيجة  لمشاهدة والدة العريس لفتاة معينة في  هذه الصالة ، أو من خلال  مشاهدة والدة العروس  لشاب معين  تمنته لإبنتها  .فأنه من  المغامرة  أن نحكم على  مدى  إمكانية نجاحه واستمراره مستقبلا .  !!!


وخاصة إذا علمنا  أن أطول حفلة، و مهما طالت ومهما  امتدت . فإنها سوف لن تزيد مدتها عن الساعتين  أو عن الثلاث ساعات  على أبعد تقدير  !!


ولهذا !!  فهل تعتقدون  أن هذه المدة الزمنية ستكون  كافية فعلا  على أن  تجعل أي منا  قادرا على تكوين فكرة كاملة عن تلك  الفتاة  أو عن ذلك الشاب من جميع النواحي .!!؟؟


وخاصة إذا علمتم ؛  إن حدث إعجاب ما  منكم  بفتاة ما أو  بشاب  ما ،  في حفلة ما فإنه غالبا مايكون الإعجاب   قد تم بناء على الشكل الخارجي لهما  فقط !!


من غير ومن دون التمكن من معرفة المزيد من المعلومات  وغيرها   من الأمور المهمة الأخرى عنهما !! و التي  تستحق فعلا  أن يتم الإرتباط بالزواج  لأجلها.


راجية أن أضع أمام أعين الكثيرين منكم وخاصة  الأمهات الباحثات عن عرائس لأولادهن  وبناتهن ؛ معلومة هامة  وهي : ـ


 إن طريقة البحث هذه  تعتبر غير صائبة تماما  ، وأرجو أن تعلموا   جميعا  :  بأن كل من يحضر هذه الحفلات من الصبايا والشباب ، فإنهم يكونون  حريصين   كل الحرص  على أن يظهروا في أحلى صورة ممكنة لهم في تلك الحفلة ، ويكونون يتفننون ويعملون كل جهدهم على  الظهور أمام الغير  بطرق شتى مستخدمين جميع الوسائل الممكنة وغير الممكنة  ،حتى  يستطيعون من  خلالها لفت الإنتباه جيدا  لهم .


 وربما يكون يصل بهم الأمر  ببعضهم  على القيام بالتدرب  على هذه الأمور  وعمل بروفات خاصة في بيوتهم قبل الحضور    وخاصة  إذا كانت الحفلة المقامة  سيحضرها  أناس من طبقة معينة  !!!.


ولهذا أقول  للأمهات  الباحثات عن عرائس  لأولادهن :


ما أدراكن  يا أمهات (إن كان  اختياركم لعرائس  لأولادكم كان قائما على  أساس  " الجمــــــال " فقط) . أن هذا الجمال الذي أعجبتم  به يا أمهات  أنه  لم يكن جمالا حقيقيا . بل كان جمالا  مزيفا ! حرصت فيه هذه الفتاة  أو تلك على  إظهاره وإخفاء كل العيوب الظاهرة والباطنة  في جسمها وشكلها  !  لأنها  تعلم  علم اليقين ، وتضع في اعتبارها   أنه ربما  سيأتي نصيبها يالزواج من وراء  مثل هذه الحيل الزائفة  ، ولهذا  نجدها  وقد تفننت كل هذا التفنن  لكي تجلب وتجذب الإنتباه لنفسها !!!
.

ولهذا فأنا   لا أشجع أبدا في  أن يكون  مبدأ إختيار العرائس قائما على هذا الأساس الخاطيء . مع العلم  أنه  أحيانا تكون الفتاة  التي وقع عليها الإختيار محققة لجميع الشروط ،  وتكون جميلة في الشكل داخليا وخارجيا  !!


 لكن هذا الأمر لايكون  صائبا دائما   !!  "فليس كل مايلمع ذهبا "  ، "  (ومن برا  هالله الله  ومن جوا يعلم الله ") !!


ولهذا يجب توخي الحيطة والحذر دائما   من سوء الإختيار .!! وخاصة إذا علمتم أن الزواج ليس نزهة   قصيرة  نذهب إليها متى نريد ونهيها متى نريد . كما أن الزواج ليس  بدلة  ولا فستان  نغيره  متى نريد   وكيفما نريد !!


فالزواج مسؤولية كبيرة  ليس من السهل على  أي منا  القيام بها  إذا لم يكن كل باحث عنه  كفؤا لهذا الزواج  ، ويستطيع تحمل نتائجه ومسؤولياته !!!!


مع تمنياتي للجميع ؛ عرسان وعرائس  ، بحياة سعيدة هانئة  ملؤها الفرح والسرور والحبور  دائما وأبدا.


 ودعائي إلى الله ، أن يكون  إختيار كل الأزواج والزوجات لبعضهم   إختيارا موفقا ، يكون قائما على الأسس السليمة التي  تدعم  بناء   الحياة  الزوجية الأسرية  الناجحة والسليمة  .


 وأن يكون الجميع من العرسان والعرائس  واضعين  في  عين  إعتبارهم   ضرورة استمرار  هذا الزواج طوال العمر من غير منغصات  ومن دون منكدات ،  حتى يبارك الله لهم فيه ،  وليرزقهم من خلاله    صبيانا وبناتا  تقر بهم  أعينهم  طول حياتهم .

.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد