orange

orange

09-07-2010 07:00 AM

في بلاد "العم سام" – بنظري أنه سام جداً- درجة اللون البرتقالي هي أقصى درجات الخطر والتهديد ، ولا ادري إذا كنا نحتاج لمثل هذا اللون في بلدنا العزيز الأردن ، للدلالة على درجة الخطر المتمثلة في الأعداد الكبيرة جدا من مرضى السكري، والضغط، وتصلب الشرايين، وأمراض القلب. نستميح أمريكا باستعارة هذا اللون لنرفع درجة التأهب لمدة شهر أملاً في أن نجد حلاً لما يغزونا من أمراض العصر والتي ابتليت بها كثير من بلاد العالم المتقدم بما فيها أمريكا ذاتها.


تخيل لو أن أي واحد منا زار الطبيب بسبب عارض ألمَ به، وبعد إجراء فحوصات عادية، يفاجئك الطبيب بقائمة طويلة عريضة من الأمراض والمشكلات الصحية والتي لم تكن بالحسبان، ماهو شعورك؟ وكيف ستكون ردة فعلك؟ أعتقد جازماً أننا سنهرول للبحث عن أدوية من هنا وهناك، أو سنبدأ بمتابعة برامج الأعشاب ومروجيها تارةً، وبرامج السحر والشعوذة المباشرة تارةً أخرى أملاً في الحصول على دواء يشفي من الأسقام، ويصلح ما بقي من أجساد متعبة منهكة.


لماذ لانتخذ خطوة إستباقية، ونبادر بدرهم الوقاية قبل الوقوع في فخ قنطار العلاج؟ لماذا ننتظر تعليمات الطبيب، والاستشاري للحفاظ على صحتنا، هذا التاج الذي نضعه على رؤوسنا ولن نعرف قيمته إلا عند فقدانه لاسمح الله. ألا يمكن أن يكون كل واحد منا طبيب نفسه؟ ألا نعرف ونعي تماما أي الغذاء ينفعنا أو يضرنا؟. قطعاً إننا نمتلك إجابات شافية على كل هذه التساؤلات ولكن أسلوب الحياة، ونمط العيش يفرض علينا جميعا أن نجامل الآخرين ،ونسايرهم حتى على حساب صحتنا، ودون الالتفات لأبسط القواعد الصحية.


يكمن الخطر الحقيقي في التركيز على توفير العلاجات والأدوية لسائر الأمراض، بدل التركيز على الوقاية من الأمراض ، والحماية منها. أغلب برامج التلفزيون الحوارية تركز على موضوع توفير الدواء بشكل أساسي دون الالتفات إلى الوسائل المتاحة للحفاظ على الصحة إما بواسطة التركيز على نوعية الطعام، أو من خلال ممارسة التمارين الرياضية البسيطة.


المفارقة العجيبة أن أغلبنا يتناول الأرز والخبز بشكل يومي ودوري، ونشكو من ضيق الحال، وصعوبة الأوضاع بالرغم من تكدس الشحوم فوق قلوبنا. ولا أدري ما الذي سيقوله مواطن أثيوبي أو صومالي يتضور جوعاً، وقد لايرى الخبز ولا الأرز إلا مرة واحدةً في السنة. نحمد الله على ماحبانا إياه من نعم كثيرة ، ووفرة في الغذاء والخبز برغم الظروف العالمية كلها. لكننا لانود أن نقع في تناقضات عجيبة فنقول أنه لدينا مستشفيات أكثر، وصحة وعافية أقل. لدينا مال نشتري به أصناف الطعام كلها، وننفق مزيداً من المال لنعالج أنفسنا من أمراض ناجمة عن كثرة الأكل أو نوعيته.


بالرجوع إلى المثل القائل" ماحك جلدك مثل ظفرك، فتول أنت جميع أمرك" لايجب الانتظار حتى نقع في المحظور، وحتى نفقد تاج الصحة والعافية ونراه فقط على رؤوس الأصحاء. كلنا يمتلك الإرادة للسيطرة على كميات الطعام الداخلة إلى أفواهنا، ونمتلك القدرة على المشي لمسافات طويلة لحرق ماتراكم من شحوم ثقل كاهلنا، فلم لم لانفعل والخطر يتهددنا؟


يبدأ التغيير من الذات، فلا تنتظر من يدق لك ناقوس الخطر ، ويبشرك بما لايحمد عقباه من أمراض كثيرة ومتنوعة. أنفض عنك غبار الزمان، وأكسر حاجز الخوف والقلق، ولا تستسلم وتصبح فريسة للضغط والسكري وغيرها من الأمراض. لقد حبانا الله بنعم كثيرة، وأراد لنا أن نتمتع بها كلها، فلم نفسد فرحتنا بأيدينا، ونصر على اغتيال أنفسنا وقتلها بأنواع الطعام النافع والضار على حد سواء.


التوازن مطلوب في الأمور كلها، في الأكل والشرب، في الفرح والسرور، في الغضب والحزن، ومن يضحك أخيراً ، يضحك كثيراً.


متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية. وأسبغ علينا نعمه الظاهرة والباطنة. ومدنا بإرادة وعزيمة من عنده، تقوينا للوقوف في وجه عواصف الأمراض الفتاكة، والتي أصبحت تردد مقولة الحجاج" إني أرى رؤوساً قد أينعت ، وحان قطافها". أدام الله علينا وعليكم نعمة الصحة والعافية، ومتعنا الله وإياكم بصفاء الذهن، وراحة البال، وقوة الإرادة لنقول لا وألف لا للمرض والبؤس والشقاء، والعيش بهناء وسعادة .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد