"" صوتي وصوت المره .. "

mainThumb

13-07-2010 06:34 AM

تتردد في كل حملة انتخابية تقبل على الاردن عبارات ومصطلحات ما هب منها وما دب ، وكلها في الحقيقة تعبير حقيقي عن واقع القيم التي يعيشها مجتمعنا ،، المجتمع الذي الى الآن لم يصل الى مرحلة او حالة المجتمع المدني ، الذي ينحاز دائما الى المصالح العليا وصالح الوطن ، وذلك من أجل بناء وطن قوي ومتين ، عصي على التحديات ،، وكثيرا ما نسمع من المرشحين عبارة " صوتي وصوت المره" ، وهي العبارة التي يطلقها المرشح حينما يوضع في زاوية ضيقة جدا ، مثل وصول العشيرة الى اجماع على شخص آخر ربما يكون مؤهلا او غير مؤهل ، او ان يخضع الى التصويت الداخلي ،،، ويخرج هو من دائرة المنافسة ، حينها تأبى أنفته وغروره ان يخرج من الساحة بالطرق الديمقراطية ، فهو يريدها لنفسه ،



 وهنا يستعمل مصطلح " بدياها خاوه " ، او عبارة "هو فلان ابن فلان احسن مني "" ، "أمه أحسن من أمي"" ، "مهو ابوي شيخ وابوه نوري ابن نوري" ، وتنساب العبارات التي يعجز القاموس عن إدراكها وادراك مضامينها ، وحينما تسأل ذلك المرشح الفذ ، هل تؤمن بالديمقراطية ،،، يسارع الى القول ، نعم ، وانا رشحت نفسي لتعزيز قيم الديمقراطية بين الناس وفي مؤسسات الدولة المختلفة ، وحينما يشتد الوطيس ، وتتدخل الوجاهات لتقنعه بالعدول عن ترشيح نفسه ، من أجل المصلحة العامة ومصلحة العشيرة ،،



 ومصلحة الوطن "ان كان للوطن عنده مصلحة" ، وحينما لم يبق أحد من البلد او من خارج البلد ، من كبير وصغير ، إلا وتدخلوا لثنيه عن الترشح ،، يزداد غرورا ، وتبدأ تتشكل لديه قناعات جديدة بأنه شخص مهم ، ومن الطراز الرفيع ،،، وعلى يديه حل المشكلات الوطنية الكبرى ، والمعضلات المستعصية على الحل ،،  ويتدخل الوزير العلاني ، والشخصية الكبيرة، وذلك من أجل التأكيد على انه موجود ،،،، وينبغي ان تعرف كل رجالات الوطن والدولة بانه موجود ،،، ثم يعلن برنامجه الوطني الكبير ،،، ويعلن عن تكتله ،،  وان لم يكن معي في تجمعي الانتخابي الا  صوت زوجتي المصونه لما عدلت عنها ،،، "" يكفيني "صوتي وصوت المره """ ،،،



وإذا "بالمره" عنده تعدل بالميزان مصير الوطن ومصالحه العليا ، وتعدل عنده حقوق الناس والمواطنين ،وبسبب ضيق الأفق لديه ،،، تتمزق العشيرة ،،  وتتمزق وحدة المجتمع ،،، وتتضرر بالتالي المصالح الوطنية والنسيج الوطني ووحدته الوطنية . وتحتقن النفوس بالعداوة وبالغضاء ،، وتنتشر ثقافة غريبة على مجتمعنا وهي ثقافة الكراهية ، حمانا الله من شرورها .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد