إجازة

mainThumb

15-07-2010 07:00 AM

 
أكتب هذه السطور وقد حزمت حقائبي استعدادا للسفر شأني شأن الآلاف من الأصدقاء والأحبة في بلدي الثاني الإمارات، ووطني الحبيب الأردن.


العالم كله في إجازة بعد نهاية المونديال. أظن أن أسبانيا أسعد المجازين عالمياَ ، والأرجنتين ومارادونا أتعسهم. أظن أن " تشافي" و" راموس" و" كاسيلاس" ينامون ليلهم الطويل، في الوقت ذاته أتخيل أن " ميسي" الله يمسيه بالخير لاينام وهو يفكر في الخسارة ، وعدم تسجيل الأهداف، و"كريستيانو رونالدينو" يندب حظه لأن سعره لايتجاوز خمسة دناينر في المونديال مقارنة بمستواه في ريال مدريد. أما فرنسا ، وإيطاليا..... أكيد لا إجازة لهم بعد فضائح خروجهم المبكر" بيستاهلوا".



نوابنا الأعزاء ليسوا في إجازة، بل هم في عز الدوام. تنتظرهم جولات وبرامج انتخابية، وزيارات ومناسبات مختلفة، وربنا يعينهم على المصاريف، والتفكير العميق فيما ستؤول إليه الأحوال. المقعد بيستاهل التعب، وربنا يوفقكم لما فيه الخير.



أبناؤنا وبناتنا في إجازة، بعد نهاية عامهم الدراسي الطويل، ينامون جيدا ماعدا طلاب الثانوية العامة فهم يتربصون ، ويترقبون النتائج المصيرية التي تشوه نصفها بذكريات الإزاحة الأليمة. ،أتمنى لهم من كل قلبي النجاح والتوفيق.




ستكون أجسامنا أيضاً في إجازة من نوع آخر فشهر رمضان المبارك على الأبواب، سيرتاح الجهاز الهضمي من عناء هضم أصناف الطعام المختلفة وهي أيضا إجازة سعيدة للمعدة التي أصابها الإعياء من العمل المتواصل ليل نهار، وصرخ لنرحمها قليلاً.



أتمنى أن لاتطال الإجازة عقولنا فتصاب بالخمول والكسل والتوقف عن التفكير والتدبر. الأصل في ألإجازة أنها فرصة للترويح عن النفس، وكسر الروتين والملل، إضافة إلى إعادة التفكير بما قدمناه من عمل وجهد وتقييمه بغرض الحفاظ على الجيد منه، وتصويب مواضع الخلل ونقاط الضعف فيه، لنعود بعدها لتقديم نوعية أفضل من العمل والجهد، ولتتحقق الفائدة المرجوة من الإجازة بمفهومها العام.



ينبغي أن نخطط جيداً لإجازاتنا ، وأن نضع مجموعة من الأهداف القابلة للتحقيق. فنحن بحاجة ماسة لترميم علاقاتنا بذواتنا أولاً، ثم علاقاتنا بالآخرين من حولنا. لا ينبغي أن تمر أوقات الإجازة هدراً وبلا معنى، وليس من المعقول أن نشغلها بالنوم، أو متابعة البرامج التلفزيونية التي لاتنتهي.



أولادنا بحاجة ماسة لخطط وبرامج تنظم لهم حياتهم اليومية، وتعلمهم تحمل المسؤولية، وتقدير الوقت واحترامه. لنعودهم القراءة والمطالعة الذاتية، لندمجهم في مواقف حياتية واقعية لتعليمهم مبادئ حل المشكلات، وصناعة القرار.



إذا كانت الإجازة نعمة، فالنعمة الأكبر هي التخطيط لها، وشغلها بكل ماهو مفيد وجميل حتى لو كان بسيط، والترويح عن النفس ، والاستفادة من التجارب المختلفة، وتقييم الذات بغرض التطوير والتحسين.



أتتمنى أن تكون الإجازة دافعاً حقيقياً للتقدم والتطور والنجاح. ألا تلاحظون أن امتنا العربية في إجازة طويلة، فلا إنجازات تذكر لارياضياً، ولا اقتصاديا، ولا سياسية اللهم إلا القليل الذي لا يلبي الطموحات المرجوة، ولايسمن ولايغني من جوع.



ستكون أجسادنا في إجازة باستثناء عقولنا التي لاتتوقف عن التفكير بالوطن، والأهل، والعشيرة، وقلوبنا التي إمتلأت حباً للوطن وقائده، وشعبه .


كل عام وانتم بألف خير...... مع تمنياتي لكم بقضاء إجازة سعيدة ومفيدة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد