" نتينياهو " والحرب على ما يسمى الإرهاب

mainThumb

25-07-2010 06:50 AM

لقد أدت المواجع الكبيرة التي لحقت بالشعب الامريكي ، لا سيما في صفوف قواته العسكرية ، وفي اقتصاده الذي بات متعثرا ويدخل في أزمات تهدد مكانة الولايات المتحدة الامريكية عالميا ، الى مراجعة الاستراتيجية الامريكية في الحرب على الارهاب ، وبدأت القيادة الامريكية في عهد اوباما تدرك حجم المآسي التي لحقت بالشعب الامريكي جراء السير وراء ما سمي بالحرب على الارهاب ،، اوبمعنى أصح الحرب عل المسلمين من خلال رفع شعارات الحرب الصليبية ، التي باركها جورج بوش ، ونفذ مخططاتها في توجيه ضربات قاتلة للشعب الأفغاني والشعب العربي في العراق ، حتى باتت صورة امريكا في اعين العالم الاسلامي صورة سلبية قاتمة ، ما دفع بباراك اوباما الى  مخاطبة الرأي العام الاسلامي من منبر القاهرة وذلك لتغيير صورة امريكا البشعة  في اعين المسلمين .


ومع مرور الوقت ، ايقنت القيادة الأمريكية الجديدة بان تلك السياسات التي قاد  جورج بوش امريكا فيها الى مأزق سياسي ومالي ، لاتضر بمصالح امريكا في العالم الاسلامي فحسب ، بل ربما ستقود امريكا الى مصير خطير غير متوقع ، لذلك بادرت قيادة اوباما الى وضع استراتيجية جديدة للأمن القومي الامريكي ، تتخلى ادارة اوباما بموجبها عن """ الحرب العالمية على الإرهاب """، لإن امريكا بكل بساطة ""غير قادرة على الاستمرار في هذه الكذبة ""، معتبرين ان  الارهاب موجود منذ غابر التاريخ ، ولا يبرر أبدا حروبا دولية واستراتيجيات أمن قومي .



كما اكد على ذلك زبينغيو بريجينسكي بان ""الارهاب هو تكتيك وليس عدوا""،  وهو محق في ذلك ، الا  ان  الاستراتيجية الصهيونية الاسرائيلية لا تؤمن بما يؤمن به صناع الاستراتيجيات في امريكا ، بل تؤمن بأن الإرهاب " الإسلامي" هوالعدو رقم واحد بالنسبة لمستقبلها ومستقبل سياستها في المنطقة، فهو الذي يهدد مستقبل الكيان الصهيوني برمته ، كما يدرك معظم قادة اسرائيل والحركة الصهيونية العالمية ، وهذا ليس بمستغرب على اليمين الاسرائيلي ، فحينما نقرأ كتاب "بنيامين نيتيناهو"، " حرب الإرهاب" ، الذي صدر عن مؤسسة "يديعوت أحرونوت"، سنة 1998، ندرك تمام الإدراك .



ان اليمين الاسرائيلي هو الذي حرك ترسانة السلاح الامريكي للقضاء على المسلمين ، وخلق عدو استراتيجي منهم ومن جميع بلدانهم ، لا يستثنون احد من العالم الاسلامي ، والأصوب ان هذا اليمين المتطرف هو الذي خلق القناعات لدى الشعب الامريكي والغربي عموما بان المسلمين هم منبع الارهاب ومنبثق التطرف ، فبماذا  صرح " نتينياهو" في هذا الكتاب ، الذي نتمنى على كل القراء العرب ان يحتفظوا بنسخة من هذا الكتاب المهم جدا ، ويقرأوه قراءه متمعنة  مستبصرة ،اعتبر"نتينياهو" " ان اسرائيل هي المسئولة الوحيدة عن محاربة التطرف الديني الاسلامي الذي بدأ يقوى في الغرب ، بعد ان أصبحت له قواعد في الشرق "، كما يؤكد بوضوح "ان الإرهاب جزء أساسي من سياسة الدول الشرق اوسطية ، وامريكا اضعف دول العالم في مواجهته " ، ويكمل نتينياهو اتهاماته للعرب ونعتهم بالتطرف والارهاب ، فيتهم مصر التي ساعدت الفدائيين على شن عمليات حربية عبر حدودها ضد اسرائيل ، ثم بتكوين منظمات منافسة لمنظمة التحرير الفلسطينية بالاشتراك مع سوريا من عام 1964 الى 1965 من اجل تحرير الجزائر من الفرنسيين  .



ويشير في الكتاب الى ان مصر عملت  على مساعدة المنظمات المختلفة من اجل تحرير فلسطين من قبضة اسرائيل ، ويشن "نتينياهو" حملة لاذعة ضد مصطلح العربية والعرب كهوية وكقومية بحيث يعدد كل العمليات الارهابية في اروبا والشرق الاوسط ويسندها الى دول عربية مختلفة وخاصة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وفي مواقع اخرى من الكتاب يشحذ النفوس لشن حرب اخرى ضد الحركات السنية الاسلامية ، ويرى ان الحركات الاسلامية بالكامل حركات ارهابية متطرفة ، ويذكر حرب افغانستان وظهور الارهاب الذي أساء للإسلام بعدها(على حد زعمه)، ويعود "نتينياهو" ليشير الى خطر حصول الدول العربية على تقنية السلاح النووي خشية من صعود الاسلام المتشدد الى كراسي الحكم في تلك الدول،وفي فصله الاخير من الكتاب يتساءل "نتينياهو" ماذا يمكن ان نفعل ، ويضع هنا مجموعة من الاجراءات الصارمة كحلول للمشكلة:

-   فرض عقوبات دولية قاسية جدا ضد كل دولة تقوم بمد الدول العربية بتقنية تصنيع السلاح النووي والكيماوي ، وهذه العقوبات تقودها امريكا ولو بالقوة المخولة لها لسيادة العالم .

-   فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية على الدول المؤيدة للإرهاب مثل ايران والسودان وليبيا والعراق وعلى المنظمات المجاهدة في افغانستان وعلى سوريا .

-          تجميد ممتلكات وحسابات الدول المؤيدة للإرهاب في بنوك اوروبا وامريكا.

-   التعاون في مجال المخابرات بين الدول المعنية خاصة اسرائيل وامريكا لضرب الارهاب في كل اماكن تواجده بالعالم بما في ذلك داخل الدول العربية .

-   تغيير القوانين الدولية بشأ، تعقب الاهاب والقيام بالعمليات المضادة ضد منظمات العنف والاهاب في العالم .

-   إعداد قوات خاصة لحرب الإرهاب ، وتعليم الشعوب كيفية محاربة الارهاب ومساعدة القوات المختصة.

 

ان قراءة لمثل هذا الكتاب الخطيروالمثير ينبغي ان تثير في نفوسنا نحن العرب والمسلمين تساؤلات كثيرة جدا ، اهما واكثرها الحاحا ، من الذي حرض العالم ومنها امريكا والغرب على ضرب مصالح العرب والمسلمين اينما كانوا ؟ ومن الذي يسعى الى تدمير ارادة الشعوب العربية وضربها في عقيدتها وهويتها ومستقبلها ؟؟؟ اسئلة كثيرة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد