كلنا تحت المساءلة والمسؤوية

mainThumb

26-07-2010 07:00 AM


نحن شعب من الجنسين ، الذكور والإناث ، يجمعنا تاريخ مشترك واحد ، ولنا تقاليد وعادات ومثل متشابهة ، ونعيش على مساحة أرض الوطن كلها


من الشمال إلى الجنوب ، ومن الشرق إلى الغرب ، نشكل جميعا جسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، وهذا هو المفروض .


ولكن ، ومما يبدو للحقيقة ، هو غير ما هو مفروض علينا كمواطنين منتمين لهذا الوطن الحبيب ، وقد تنطبق علينا هذه القصة الطريفة والتي


تقول : " طلب والي من أهل قريته .....طلبا غريبا في محاولة منه لمواجهة


القحط والجفاف والجوع والمديونية ، وأخبرهم بأنه سيضع قدرا كبيرا في وسط القرية ، وعلى كل رجل أو امرأة وضع كوب من اللبن في هذا القدر


منفردا من غير أن يشاهده أحد .....فهرع الناس لتلبية طلب الوالي ....كل منهم تخفى في الليل .....وسكب ما في الكأس الذي يخصه .....وفي الصباح


فتح الوالي القدر ........وماذا شاهد ؟؟؟؟؟؟؟ .... القدر امتلأ بالماء ولا يوجد فيه لبن !!!!!..... والسبب هو أن كل واحد منهم اعتمد على غيره في رعاية مصالح القرية .....وكل واحد فكر بالطريقة نفسها التي فكر فيها غيره ... وكل فرد ظن انه الوحيد الذي سكب الماء بدلا من اللبن ...والنتيجة التي حدثت .... إن الجوع عم هذه القرية .... ومات الكثيرين منهم .... ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات ".


وها نحن اليوم ، وضعنا على وجه شبه كبير من وضع شعب الوالي .....


الواحد يتكل على الآخر في الإصلاح ومواجهة التحديات .... والفرد منا يلوذ بالصمت ولا يفكر في تسجيل موقف وطني مشرف يسجله التاريخ


....... معظمنا لا يبدي رأيا ..... ولا يسدي مشورة .....ولا مشاعر حقيقية لما يدور حولنا من ارتفاع في الأسعار ، وتنامي المديونية ، وكل منا يقول :


( غيري سيقوم بالواجب ) .....وإذا بالواجب لا يقوم فيه أحد ....ومن هنا غرقنا بوحل المديونية في أعماق المحيطات ذات اللون الأزرق الداكن ، مع غياب المنقذ ...وأصبحنا بين فكي كماشة مراهقة التجار والمستثمرين ونادي باريس ، ووقعت المصيبة ونحن لا ندري ....وانسحب علينا قول الشاعر ) إن كنت تدري فتلك مصيبة .....وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ) .


ومن هنا ، لا بد من صحوة الضمير ، والانتباه الشديد لما يدور حولنا ...


والمشاركة في كل عمل وطني بناء ....وعلينا الوقوف كالبنيان المرصوص


لمواجهة التحديات التي تواجه هذا البلد الصامد......من ارتفاع في مستوى المعيشة وتدني الأجور ....ومكافحة الفساد الذي عم مساحة الوطن ...والبحث عن حلول منطقية للتخفيف من المديونية التي هزت الاقتصاد


....فالمسؤولية تقع على كل فرد لاذ بالصمت ولم يشارك في بناء هذا الوطن ...وعلى كل من ثبتت عليه تهمة السرقة والرشوة ، ونهب أموال الدولة ....الحكومة تبحث عن حلول وعلى الشعب أن يشارك في الحلول


....وجميعنا تحت المساءلة والمسؤولية حتى يتضح الخيط الأبيض من الخيط الأسود .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد