ليه يا بنفسج .. ؟؟!

mainThumb

08-08-2010 07:00 AM

 
مقالي هذا هو عن الورود والزهور ، ليس ارتماء مني في أحضان (الرومانسية ) ، ولكنه معارضة واحتجاج وكره للدماء التي تجري كل يوم كالأنهار في الشوارع العربية ، ولم تتحول قطرة دم واحدة منها إلى زهرة ، بل تحولت إلى أشواك رعب وإرهاب وعنف وشكلت صورة ذهنية مرعبة سدت أفق المستقبل أمام كل المواليد والأطفال .



أنا بطبيعتي أحب الزهور وأعشقها منذ طفولتي ، ومن المستحيل أن أمر بجانب حانوتي لبيع الزهور إلا وأدخله ، أو أتوقف أمامه قليلا ، وفي معظم الأحيان لا أشتري منه شيئا ، وإنما فقط ( أشمشم) كثيرا بقدر ما أستطيع ، خصوصا أن الشمشمة ( ببلاش) .... ومعظمنا يعشق البلاش ، ففي بعض الأحيان يصادف أن تكون حسناء تبيع الورد أو أخرى تشتريه فيجدها(بعضنا) فرصة للشمشمة والتمتع والمقارنة بين جمال الوردة وجمال المرأة ، خصوصا أن المشاهدة ( ببلاش) !!!



في هولندا أم الزهور والورد ، وحاضنة الجمال ، هناك (المليارات) من هذه الأصناف تزرع وتستورد ثم تصدر إلى ( مئات) الدول في قارات العالم جميعها


ويبلغ دخلها من التجارة الرقيقة والجميلة أكثر من دخل دول الخليج من البترول .


ومن كثرة ما سمعت عن الزهور وشاهدتها ، عشقت زراعة الورد ، وأحببت كل أغنية تغنى عن الورد ، كنت أسمع خضيري أبو عزيز يغني ( عمي يا بياع الورد ).


وعبد الوهاب غنى ( يا ورد من يشتريك ) وأغنيته ( يا زهرة في خيالي ) ومن أغاني اسمهان ( الزهور ) وأغنية أم كلثوم (زهور على طول ) والأغنية القديمة أعتقد لسيد درويش ( ليه ...يا بنفسج !!!!!!!!) . كل ذلك شجعني على فتح محل لبيع الزهور وتشاركت مع زميل لي يعشقها أيضا ، وفتحنا دكانا صغيرا ، وكان يجاورنا رجل عقاري ، ولم تنجح تجارتنا ، وكلما حاولنا إغلاق الدكان كان الرجل العقاري يشجعنا على الصمود والاستمرار وعدم اليأس ، واكتشفنا أنه كان يأخذ ما يموت من الزهور والورود من تجارتنا الكاسدة ليعلف فيها بعض الماعز التي يربيها في حوش منزله . أخيرا بعنا الدكان إلى صاحب محل ( شاورما) ونجحت تجارته نجاحا منقطع النظير ، وكنت أحد زبائنه.



هكذا نحن العرب ، تجارتنا رابحة في البطون ، مستهلكون لا منتجون ، ولم نفكر خطوة واحدة في استثمار مشروع ناجح ( مشروع انتاج أزهار قطف) رغم توفر كل وسائل الإنتاج ، من مناخ وتربة ومياه جوفية . وهذه رسالة إلى وزارة الزراعة التي مازالت قاصرة حتى هذه اللحظة من إيجاد خطة عمل لرفع مستوى الدخل الوطني حتى نتخلص من كابوس المديونية . ولماذا لا نقتدي بهولندا وفرنسا وإسرائيل التي زرعت معظم سهول بيسان بأزهار القطف وتصدر إنتاجها إلى معظم دول العالم جانية أرباحا وعوائد هائلة من زراعة الزهور وعمل مصانع للعطور . وكل مشاريع وزارة الزراعة لم تسفر حتى الآن عن مشروع استثماري ناجح ومشروع (الحاكورة) خير شاهد على ذلك .....ويا ورد من يشتريك ؟؟؟؟؟ وليه .........يا بنفسج !!!!!!!!!!!!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد