العدل يعمر والظلم يدمر
لقد ضربت أنف هذا الأمر وعينه , وقلبت ظهره وبطنه , فما وجدت إلا ما قرره الحكماء وأصّله العلماء , لأن استيفاء شرط سعادة الشعوب , يتمركز على عدل حكوماتها , فما من مملكة أو أمة ذاقت طعم لذيذ العيش ولذة الحياة الهنيئة , من سالف الأزمان إلى الآن , إلاّ كان ( العدل ) هو المرجع الذي ترجع إليه , والأساس الذي ترتكز عليه , أو قل : العدل يكرس حضور المرجعيات لديها , فهو قطب الرحى , وواسطة العقد والعتبة المفضية إلى شرفات العز والمهابة , لأنّ العدل بكل أحواله يناجي الشعوب بأسباب سعادتها ويقودها إلى معارج العزّ والفلاح والفوز والنجاح , ويعزّز مسائل الانتماء والولاء بتلقائية مطلقة .
فلا غرو إن شبهت الحكومة بالأم , أو شبهت وظيفتها تجاه رعاياها بوظيفة الأم تجاه أولادها , ولقد أحسن العامّي حين قال : ( الأم بتلم ) .
فالحكومة الصالحة هي تلك الحكومة التي تعطف وتشفق على أفراد رعيتها وتسهر على راحتهم , وتمنع عنهم المهالك والمعاطب , والمحن والنوائب , والوبال والنكال , والغوائل والأحمال , وتهيئ كل الوسائل التي تجعل المملكة متماسكة بقوة التضامن والعطف وتبادل أساليب المحبة وأسباب المنافع حتى تكون أشبه بحياة الأسرة في المنزل الواحد .
هذا هو الأساس الذي أثّلته الشرائع وأصّلته العقائد وقعّدته المناهج , وأدركت فوائده العقول النيّرة ,وبُنيت عليه قواعد الحكومات الحكيمة , وما سعدت مملكة أو أمة أو بلاد إلا بعدل حكوماتها في رعيتها , وإخلاص رعيتها لحكومتها ,
إن تعزيز مسألة الانتماء تلقائية مطلقة , وتعميق الحس والشعور بالواجب تجاه الوطن , فطرية متعلقة , ومن كان في مرية من هذا , فليأتنا بمثال واحد ينقض القاعدة ( العدل يعمر والظلم يدمر ) - وله أن يسبر أعطاف التاريخ ويراجع أحقاب الزمن إلى يومنا هذا.
لا جرم أن للتاريخ رجعة , وفيه عبرة , وإن تراخت الأحقاب وتمادى الزمن , وإنك لتجد الرجل الحازم يقرأ التاريخ فينظر في أعطافه ويبحث في مشتبهاته , حتى يتعرف مخبره ويسبر غوره , فماذا عسانا أن نقول لعمر بن الخطاب الذي قال : لو تعثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسأل الله عنها عمر , وماذا عسانا أن نقول عندما سمع قول الحطيئة وهو في سجنه :
ماذا تقول لأفراخ بذي مرح .................. زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
غادرت كاسبهم في قعر مظلمة .............. فارحم هداك مليك الناس يا عمر
نعم ماذا نقول لأطفال جياع تذرف دموعهم كماءٍ منهمر , أو نقول لشباب تشردوا في الشوارع لا عمل ولا منتجع , وماذا نقول لعجوز أكل الدهر عليها وشرب لا تجد ما يؤدي صلبها , وماذا نقول لرجل بلغ من الكبر عتيّا لا يجد ما يشد أوده أو يملأ معدته , وهل المنصب يساوي دمعة طفل جائع ؟ أو لهفة مظلوم ؟ أو آهة مأزوم , أو دعوة محروم ,أو ..أو ... الخ .
وما الأمة إلا بمن ينهض بها ويأخذ بيدها إلى المكانة اللائقة , فكان كأنه إيّاهم وكانوا كأنهم إيّاه , وقد عَهِدتْ إليك العناية الهاشمية , وأوْكلت إليك إدارة الحكومة , كي تقوم بترجمة تلك الرؤى الملكية السامية , التي لا نرى فيها إلا حكمة بالغة , أو حقيقة رائعة أو هداية عالية, أو بصيرة كالسراج الوهّاج, تنفذ في غور الأمور فتنير مواضع الصواب لطالبيه , ومرامي الحقيقة للباحثين عنها . فماذا عساك قد فعلت يا دولة الرئيس؟ حمى الله الأردن وعاش الملك
وفاة الفنان السوداني عبد القادر سالم
تصريحات جمال السلامي لملاقاة المغرب
تشكيلات منتخبات نهائي كأس العرب
أيتن عامر تتعاقد في مسلسل حق ضايع
وفاة شقيق مدير التصوير جلال زكي
شيرين عبدالوهاب تكشف وضعها الصحي
استدامة الاحتلال: بين تدوير المواقف ورمادية الصياغات
«قوة الاستقرار الدولية» في غزة امتحانٌ عَسير
أخطر الكتب في التاريخ .. هل تجرؤ على قراءتها
وفاة مشهور التواصل السعودي أبو مرداع بحادث مروع
مدعوون للتعيين في وزارة الأشغال .. أسماء
البدء بإنتاج أول سيارة كهربائية طائرة
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل
وظائف شاغرة في وزارة الصناعة والتجارة .. تفاصيل
ارتفاع جنوني في أسعار الذهب محلياً اليوم
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
الخطاطبة رئيسًا لجمعية أطباء العيون
التربية تستغني عن 50 مدرسة مستأجرة
الزراعة: 451 ألف زائر لمهرجان الزيتون الوطني 25
وزارة الأوقاف تُسمي ناطقها الإعلامي الجديد
سعودية تُعلن نفسها أميرة المؤمنين وتدعو لمبايعتها
مجلس النواب يصوت على الموازنة .. الخميس
اليرموك: مبادرة من "كلية الشريعة" لتعزيز القيم في المدرسة النموذجية




