للبيع .. قرية بداعي الحفر

mainThumb

12-08-2010 07:20 AM

 من يشتري قرية بجميع ديكوراتها وكافة تجهيزاتها لا بداعي السفر والهجرة بل بداعي حفريات المجاري والصرف الصحي ، أقف على أطلال قريتي ذات الشعر الفاحم المنفوش ، والوجه المخدد المجدور والبطن المبقور  وأصيح : قفا نبك .

 

حالتها كحالة قرانا ومدننا غير أن قريتي حباها الله بما يجعلها تتيه دلالا دون غيرها من القرى ،بأن أصبحت مركزا لمحطة التنقية الجديدة ، لما حبا الله هذه القرية من تضاريس طبيعية  ساحرة أهلتها لأن تترشح هذا العام لتكون عاصمة الصرف الصحي للمناطق المجاورة بما فيها جامعة مؤتة وعن جدارة واستحقاق ، ونحن ـ ولا فخرـ نبعد عنها كيلو مترا واحدا فقط .



 فشكرا لكل من ساعدنا في هذا المشروع ونعد الحكومة بأننا سنصدر حال اكتمال المشروع وتركيب المحطة أجود أنواع القصيب ، والجراذين والبرغش والناموس والقارص !!

 

كانت قرية محسودة بجمالها ، وهوائها ،وطراز بنائها ، وبراءة أهلها ، إلى أن جاءتها الجرافات والمداحل والقلابات والحفارات الصفراء بأفواهها المشققة وأنيابها الدراكولية فغيرت معالمها ، وقلبت( سحنتها) فهي أشبه بالعجوز الشمطاء التي تولول على أيام شبابها  صباح مساء

 

مع كل ما يجري لقرانا ومدننا من( فوضى خلاقة) ، ومن أقوال بأننا شعب لا يعجبنا العجب ، ولا نحب التطوير القادم الذي سننعم به عما قريب ، أتساءل ، وهو سؤال مشروع : ما السر وراء هذه المشاريع التي دمرت البنية التحتية ، وذقنا ويلات الضرائب على مر السنوات السابقة ، ومعاناتنا مع المجالس البلدية من أجل تعبيد أو طلب عرباية زفته ساخنة لشارع فرعي أو مد ( ماسورة مياه) حتى إذا ما اكتملت البنية التحتية على أكمل صورة  دمرناها في يضعة شهور ، وصدقوني أن تجاربنا السابقة تشير إلى أن هذه الشوارع لن تعود لن تعود كما كانت وسيضحك علينا المتعهدون  بترقيعها ، وإن كنا نسمع أنها مشاريع مدعومة من جهات مانحة !! .

 

إن تجاربنا في اختلاس المال العام : المصفاه وبنك بترا والخصخصة وسرقة القاصات ورشوات المتعهدين و(اللمط والشفط والفعط والمعط ) جعلتنا غير مصدقين كثيرا مما يقال من أن هذه المشاريع ستكتمل ، والنتيجة معروفة سلفا ، والإجابة جاهزة ، لقد نقص على المشروع بضعة ملايين ، وكان السبب في توقف المشروع بعض الاختلاسات ، ولقد أحيلت القضية إلى المحكمة للنظر فيها ومحاسبة المختلسين كالعادة !!



 إن الناظر إلى ما حل بمدينة الكرك من دمار سياحي ليدرك أن المخططات جميلة ولكن الواقع مرير ، فالمخططات جميلة وفيها لمسات فنية على غرار المدن السياحية في العالم ولكن هذا  شيء وتنفيذها في مدننا شيء آخر فهي لم تراعي الأبعاد السيكولوجية والسلوكية والأوضاع الاجتماعية لمستخدمي هذه الشوارع : ولم تراعي المخططات حركة البشر والدكاكين ,وأماكن التحميل والتنزيل وأصحاب البسطات والبكمات نصف عمر، وضيق الشارع واتساع الرصيف ، وأرجو أن لا يكون المبرر أنها ستكون للسياح فقط ويمنع دخول السيارات فيها والاكتفاء بالتجول في العربات السياحية التي تجرها الأحصنة التي ستوظف قي بلدية الكرك على نظام المكافأة !!

 

مشاريع محكوم عليها بالفشل  مسبقا لعدم وجود الرؤية المستقبلية الواضحة ومحددة المعالم والجدوى .

 أما قرانا المدمرة مقارنة بحجم الخسائر التي نجمت، فهي من عشرات السنين تتعامل مع صرفها الصحي دون مشقة بحفر جور( 4× 4) ومساعدة(الجعل أبو جعران) الذي تكفل بنقل مخلفاتنا على ظهره طوال هذه السنوات ودحرجتها في الوادي دون أن يدمر ما بناه بيديه  أو أن يمن على أحد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد