إنجازات الحركة الصهيونية :كبيرة وكثيرة

mainThumb

18-08-2010 07:34 AM

الجزاء من جنس العمل ، وحينما يتشبث الإنسان بقيمه وعاداته وتقاليدة ، ويحافظ عليها على اعتبارها الهوية ، ويرفض الاستسلام مهما واجهه من خطوب وملمات ومصائب ونوائب ، يتحقق له الفوز والنجاح ، ليس النجاح فحسب ، بل والتميز على مستوى العالم شرقه وغربه ، ولا نقصد دينا بعينه اوفئة محددة ، بل اي انسان يتمسك بقيمة مهما كانت طبيعتها ، فانه لا محالة سيفوز وينتصر ، لا سيما اذا آمن بتلك القيم ودافع عنها وضحى بماله ونفسه من أجلها ، والمسلمون حينما تحققت لهم تلك الشروط ، وآمنوا بقضيتهم ومبادئهم ، ودافعوا عنها وضحوا في سبيلها بأموالهم وأنفسهم ، حققوا الانتصارات الخارقة،



وحينما تخلو عن تلك القيم ،، حبطت أعمالهم وخسروا كل شيء ، ومما خسروه ،  تفكك عالمهم ، وضياع وحدتهم ، وتناثرهم أشلاء ممزقة لا تقوى على شيء ، واليهود الذين تعرضوا للتشريد والذبح والمطاردة بسبب انحرافاتهم الاخلاقية والسلوكية، ومعاداتهم لمجتمع بني البشر ، فرضت عليهم تلك الحالة الضياع والتيه والتشرد الى أصقاع المعمورة ، إلا أنهم مع ذلك حافظوا على هويتهم، وتمسكوا بقيمهم وثقافتهم عبر العصور ، فبرغم تلك الحالة البائسة اليائسة التي فرضت عليهم ، الا انهم حافظوا على وحدة ثقافتهم وعقيدتهم وتقاليدهم ولغتهم ، والتي كان من المفترض ان تذوب وتتلاشى عبر الزمن ، وكان شعورهم بانهم أقليه في المجتمعات البشرية ، وانهم منبوذون من الآخرين اينما حلوا وارتحلوا ، سبب رئيسي في تماسك بنيتهم الثقافية وقيمهم الاجتماعية ، وتحفيزهم نحو الابتكار والابداع وخلق بدائل حتمية لبعث وجودهم واحياء تراثهم ، وفرضها على المجتمعات البشرية ، او جعلها ضرورة لا غنى عنها للمجتمعات البشرية ،



ومن هنا ندرك أهمية بروز علماء يهود مبدعين ومبتكرين في حقول المعرفة الإنسانية المختلفة ، وهي المعارف التي باتت متلازمة للإحتياجات الانسانية اينما وجد الانسان ، واستطاعوا بفكرهم الثاقب ان يحتلوا مشاعر الناس وعقولهم وافئدتهم ، لإنهم لم يتركوا حقلا من حقول المعرفة الا ووجدوا له نظريات وقوانين جديدة مبتكرة، فكان منهم " بولس الرسول" الذي كان اكبر المبشرين بالمسيحية ، وكان أثره في الديانة المسيحية هــائلا ،و"إسحق نيوتن " اعظم العلماء أثرا في فكر الانسان وحياته ، و"  ألبرت أينشتاين" منظر النظرية النسبية ،



 واعظم علماء القرن العشرين واكثرهم شهرة ، و" تيودور هرتزل" صحفي يهودي نمساوي مَجَرِيُّ، مؤسس الصهيونية السياسية المعاصرة ، و"كارل ماركس" مؤسس الإشتراكية العلمية ،و" تشارلز داروين " اشتهر بنظرية التطور ومبدأ الانتخاب الطبيعي،و"سيجموند فرويد" مؤسس علم التحليل النفسي ،و"إيميل دوركايم" أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث ، و"حاييم وايتزمن" اشهر شخصية صهيونية بعد هرتزل . لعب الدور الاهم فى استصدار وعد بلفور        نوفمبر 1917 ،وهواول رئيس لدولة اسرائيل ، وغيرهم الكثير ،



 بالإضافة الى النفوذ الهائل الذي توصلت اليه الحركة الصهيونية على رأس المال في العالم ، الى جانب صناعة المعرفة والأفكار، والسيطرة على النظام السياسي العالمي برمته ، مع ذلك كله ، يفاجئنا "شمعون بيريز" رئيس دولة اسرائيل" بتصريحاته سنة 1998 بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الحركة الصهيونية العالمية ، مشيرا الى النجاحات الكبيرة والمثمرة التي تحققت لليهود بعد طول زمان ، والمفاجأة هنا ، انه قال بصريح العبارة :" اعظم منجزات الحركة الصهيونية انجازان ، هما : تأسيس دولة اسرائيل في فلسطين ، والمنجز الثاني اعتراف الفلسطينيين بتلك الدولة ، وذلك بعد توقيع اتفاقية اوسلو سنة 1993م ، بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل " ، معتبرا ذلك من المنجزات التي تصب في تحقيق الاهداف الدينية والثقافية ،



 وجميعنا يعلم كم حجم نفوذ اللوبي اليهودي في صناعة القرار السياسي والعلمي والمالي والاقتصادي والاعلامي  في الولايات المتحدة الامريكية الى درجة ان امريكا اصبحت دولة تسعى الى تحقيق اماني وطموحات الشعب اليهودي اينما كان ، لا سيما في فلسطين ، ومع ذلك ، فان ""بيريز"" لم يعده منجزا من منجزات الحركة الصهيونية العالمية ، ناهيك عن نفوذ اليهود الهائل في بريطانيا وفرنسا وروسيا وبقية دول العالم .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد