غريب .. عجيب

mainThumb

19-08-2010 07:00 AM

 
ثمة قضايا كثيرة نتداولها، نناقشها، نحللها، نتفق بشأنها أو نختلف. قضايا أخرى تبدو غير منطقية، وتخرج عن المألوف ، ولايمكن أن نفسرها أو نفهمها، عندها فقط تستحق عنوان واحد هو غريب...عجيب.



نشتكي من قلة المياه وندرتها، ونتباكى ليل نهار، وبمجرد وصول المياه لصنابيرنا، نتفنن في هدرها، ونستمتع بمنظرها وهي تملأ الشوارع طولاً وعرضا. ندرك تماما أن هناك تقصير على المستوى الرسمي في مجال الاستفادة من مياه الأمطار وتجميعها، وفي نشر الوعي بخصوص الحصاد المائي، ولكن هذا كله لايعفينا كمواطنين من تحمل مسئولياتنا، وتفعيل دورنا في الحفاظ على المياه، والتفكير في حلول منطقية لتجميع مياه الأمطار، أو حتى الاستفادة من مياه السلطة عندما تصل لبيوتنا.



نفقد كل يوم أعزاء بعمر الورد بسبب الطيش، والتهور، والقيادة الرعناء. ألم يحن الوقت لتغليظ العقوبات بحق المخالفين من السائقين؟ ألسنا بحاجة ماسة للتدقيق في ترخيص المركبات والتأكد من صلاحيتها للقيادة؟ ألا يمكن ضبط المخالفين ، وجعلهم عبرة لمن يعتبر؟ القيادة في شوارعنا مغامرة، ومحظوظ من يصل بيته هو وأهله سالم غانم من شرور هؤلاء.



نصادف بعض المواطنين وخاصة الموظفين، تبدو عليهم علامات الغضب، والانزعاج يخيل إليك من فرط عصبيتهم أنهم تسحروا على " ملح بارود"، ويبدو وكأنهم يمنون على الله وعلى العباد بصيامهم. إلى هؤلاء نقول: ننصحكم بالتوجه لأقرب مطعم ، أو مطبخ فلا حاجة لعصبيتكم الزائفة، ولا حاجة لله بصيامكم.



يشتكي الكثير من أبناء جلدتي من "الطفر" و"قلة الزفر"، ويندبون حظهم العاثر، وسوء الطالع، يشتكون من الفقر، وضيق ذات اليد والحال، في الوقت الذي ينفقون فيه مبالغ كبيرة على السجائر، وأجهزة الخلوي، والاتصالات التي لاتنتهي،, ولا يتورعون عن مواكبة كل جديد وحديث في عالم الطرب، والفن، والصرعات، والسيارات. هل سمعتم يوماً بمواطن مات من الجوع؟ لنقل الحمد لله على ماوهبنا من نعم كثيرة نجحدها ليل نهار.



لازال مسلسل الأسعار المرتفعة يربك المواطن في ظل غياب الرقابة الرسمية، وضعف الإجراءات العقابية الرادعة بحق من يخالف من حيتان التجار والمتنفذين. رحم الله وزارة التموين، حين كان البائع يرتعد خوفا ووجلاً من مراقبي الصحة. لم أسمع في حياتي أن مواطنا مات من قلة " الخيار" و"الزهرة" و " والثوم" و "البصل". أتركوها لترخصوها ، وأؤكد لكم بأنكم سترونها في حاويات الزبالة في اليوم التالي من شدة الحر.



تغص مساجدنا والحمد لله بمئات المصلين حصرياً في الشهر الفضيل . يحرصون على أداء صلاة التراويح وهي سنة، وينامون عن فروض الفجر والعصر وأحيانا العشاء. بعد رمضان، تنخفض الأعداد تدريجياً حتى لايبقى في المسجد سوى المؤذن، والإمام، وخادم المسجد أحيانا، إضافة إلى مجموعة من المصلين الذين يعبدون الله رب رمضان، ورب بقية الشهور.



إن كان ماذكرته غريب وعجيب " من وجهة نظري" فالأغرب والأعجب أن نقع في ذات الأخطاء مرارا وتكرارا، وأن نكرر هفواتنا، وان لانتعلم من تجاربنا، ومصائبنا، وان نبقى نُلدَغ من ذات الجحر مرتين، وثلاثة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد