مهنية و إنسانية تعامل الموظف مع الآخرين

مهنية و إنسانية تعامل الموظف مع الآخرين

29-08-2010 09:37 AM

التعامل مع الناس فن من أهم الفنون نظراً لاختلاف طباعهموطبائعهم ورغباتهم  وميولهم ، و التعامل مع الناس مهارة حياتية مهمة يجب أن يبدأ الفرد باكتسابها منذ نعومة أظفاره ، و يقول معاوية -رضي الله عنه-: ( لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت أبداً, إذا جبذوها أرخيها, وإذا أرخوهاجبذتها )حتى سميت هذهالمقولة ب: (شعرة معاوية)  تأخذ  كحكمة في تعامل الناس مع بعضهم بعضاً.



يبدأ حسن التعامل من تعرف حقوق وحدود الآخرين ومع عدم التجاوز عليها ، فمن السهل كسب ود الناس ولكن الصعب هو  المحافظة على هذا الرصيد ، إن من أهم حقوق المراجعين على الموظف  المحافظة على سرية ما يدور بينه وبينهم ، وأن يحفظ لهمالود والاحترام ، وأن يبتعد عن الكلام الجارح ، الأدب والتهذيبمطلوبان ، فمن يزرعالحب لا يجني إلا الحب ، أن البشر كالمرآة لا يعكسون إلا ما يقع أمامهم.



تفرض طبيعة العمل  التعامل مع أصناف مختلفة من البشروالثقافاتوبطبيعة الحال لا يتوقع أن جميع البشر جيدون في التعاملأو أن الموظف  سيسعد بالتعامل مع كل من يقابله ، فهناك  الفرد  اللحوح في طلب الحاجة ، و هناك الشخص الذي يفتقر إلى الكياسة بحجة إن صاحب الحاجة أرعن ، والمراجع  الثائر أو الانفعالي المتذمر ,من البديهي  أن معاملة هذه الاختلافات معاملةً واحدةً لا يستقيم. فما يلائم هذا لا يناسب ذاك ، و من هنا لا بد من ضبط الأعصاب  والابتعاد عن الغضب  في المواقف الحرجة ، فالحلم مصدر سعادة للمسئول  لأنه يقربه  من الناس.  و إذا كان هناك أشخاص مشاغبينيحاصرون الموظف  بالمضايقات عليه بالتحلي بالصبر والمثابرة .والاحتفاظ بالهدوء و رباطة الجأش عند الاستفزاز.



لا بد للموظف  أن يرفع شعار التسامح دائما في التعامل مع الآخرين ويبتعد عن تصيد الأخطاء والعثرات خصوصاً في أي سلوك أو تصرف لا يسئ إليه  إساءة مباشرة أو يلحقه منه ضرر ، يجب أن يغلب جانب إحسان الظن بالآخرين والتعاطي مع الأخطاء البشرية الطبيعية و غير  المقصودة بواقعية وبتهوين للأمور وليس تهويل لها .



على الموظف أن يتعامل مع الآخرين بصراحة ووضوحمتلمساً اللطف و الكياسة واللين ومبتعداً عن قلة الذوق.  عليه أن يكون مستمعاً جيدا للجميع وأن يترفع عن توافه الأمور وصغائر الأشياء ولا يعيرها أي اهتمام فالأنفس الكبير هي التي تنزل الأشياء منازلها وتضعها في مكانها الطبيعي ، عليه عدم إضاعة الحياة في التوافه لأنها  الطريق إلى عالم القلق والتوتر والاكتئاب والخوف والإحباط والفشل . على الموظف أن يكون مبتسماً هاشاً باشاً  دائماً، فهذا يجعله مقبول لدى الناس حتى الذين لا يعرفوه ً، فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب ، ولا تتعارضأبداً مع الوقار ، على العكس تماماً من الضحك .



على الموظف أن يتقن فن الاحتواء ويتدرب عليه , فمن الناس  من تحتويه بابتسامة صادقة أو كلمة طيبة أو الإنصات  له باهتمام أو العاطفة واللمسة الحانية  أو بكرم الأخلاق و التعامل بالصبر أو بالنصح و صدق الطرح .



وفي السياق المهني من آداب التعامل مع الآخرين ، لم تغفل مدونة السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة العامة في الأردن من تأطير  التعامل مع الجمهور  حيث تشير المادة (6) : على الموظف:احترام حقوق و مصالح الآخرين دون استثناء , و التعامل مع الجمهور باحترام و لباقة و كياسة و حيادية و تجرد و موضوعية دون تمييز على أساس العرق أو النوع الاجتماعي أو المعتقدات الدينية أو السياسية أو الوضع الاجتماعي أو السن  أو الوضع الجسماني أو أي شكل من أشكال التمييز .


o   السعي إلى اكتساب ثقة الجمهور من خلال نزاهته و تجاوبه و سلوكه السليم في كل إعماله بما يتوافق مع القوانين و الأنظمة و التعليمات النافذة.


o   توفير المعلومات المطلوبة لمتلقي الخدمة و المتعلقة بإعمال ونشاطات دائرته بدقة و سرعة دون خداع أو تضليل وفقا للتشريعات النافذة , و القيام بإرشادهم إلى آلية تقديم الشكاوى في حالة رغبتهم في رفع شكوى إلى الجهات المعنية .


تذكر دائماً أيها  الموظف  بأن السعادة المنشودة لا تكمن في الجفاء والكراهية وإنما فيالعطاء والحب للآخرين ، و عليك الحرص على استقبال المراجعين والاستماع إلى شكاواهم وتذليل العقبات أمامهم، وضع نصب عينيك  مبدأ " الموظف في خدمة المراجع".وتذكر دائماً بأن هناك مدونة سلوك وظيفي تحدد السلوكيات  المتوقعة  من الموظف العام  و التصرفات غير المقبولة والتي لا تتوافق مع قيم الوظيفة ، وتذكر إن المدونة تهدف إلى إرساء معايير أخلاقية، وقواعد ومبادئ أساسية لآداب الوظيفة ، وقيم وثقافةمهنية عالية لدى الموظفين  ، وتعزيز الالتزام بهذه المعايير والقواعد والقيم،وترسيخ أسس الممارسات الجيدة والحاكمية الرشيدة، وذلك من خلال توجيه الموظفين  نحو الأخلاقيات الوظيفية السليمة وأطر الانضباط الذاتي التيتحكم سير العمل والمنسجمة مع القوانين والأنظمة السارية، وكذلك من خلالبيان واجباتهم ومسؤولياتهم الوظيفية ودورهم في تحسين الخدمات وتعزيز المصداقية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد