الجامعات .. ما الذي تغير

الجامعات  ..  ما الذي تغير

30-08-2010 10:33 AM

اشار تقرير اعدته ادارة المعلومات الجنائية في مديرية الامن العام ان حوالي 16% من الجرائم المرتكبة على مستوى الوطن كان مرتكبوها من طلبة الجامعات وبشكل اكثر تفصيلا ارتكب الطلبة 7391 جنحة وجناية من اصل 46720 عام 2009 وقد تنوعت القضايا بين المخدرات تعاطيا وبيعا وشراء وحيازة , بالاضافة الى اشكال اخرى من الجرائم كالاعتداء وغيرها . من جانب اخر فان هنالك الاف القضايا التي تسجل سنويا داخل الحرم الجامعي في كافة الجامعات الاردنية الحكومية والخاصة والتي تتوزع بين المشاجرات بين الطلبة انفسهم والاعتداء على مرافق الجامعات والاعتداء على اداريي الجامعات وحتى اساتذتها هذا فضلا عن السرقة وتعاطي وتروجيج الحشيش والحبوب بانواعها المختلفة ,وشرب الخمور والمسكرات والتدخين والى ما الى ذلك ,



 كل هذا يجعلنا امام ظاهرة رغم ان البعض سيظهر عبر المنابر الاعلامية ليقول لا ليست ظاهرة ونحن قياسا مع غيرنا بالف خير , نعم انها ظاهرة تجعلنا نتسائل عن الاسباب والدوافع وتصور العلاج وتوقع النتائج ولست هنا في باب التنظير عن الاسباب فقد عقدت مئات المؤتمرات والندوات وورش العمل ووضعت التوصيات والمقترحات وغيرها ولكن المشكلة الى تزايد والارقام كذلك وما لم تحل فلا تتفاجاوا ان يحمل الطلبة الاسلحة داخل الحرم الجامعي ويتبادلون اطلاق العيارات النارية عند اية مشكلة قد تحدث وما اكثرها ولعلها حدثت بالفعل في بعض جامعاتنا في العام الماضي .



 ماذا تصنع الجامعات في هذا الاطار اكاد اجزم ان الجامعات تخرج طلبة وقياديين وتربويين واطباء ومهندسين وغير ذلك , كما انها في الوقت نفسه تخرج مجرمين وبلطجية وزعران واتذكر هنا قولا للدكتور محمد راتب النابلسي ان البعض من الطلبة يدخل الى الجامعة جاهلا متواضعا ويتخرج منها جاهلا متكبرا اذا ماذا علمت الجامعة :الجهل والتكبرللاسف , وللاسف اقول ان الجامعات الاردنية في شمالها وجنوبها باتت تغذي وربما عن قصد اوغير قصد لدى طلبتها الاقليمية البغيضة فهذا شمالي وهذا جنوبي وهذا من المحافظة كذا وهذا من المحافظة كذا وهذا من العشيرة الفلانية وهذا من العلانية وحتى هذا من الفخذ الفلاني من العشيرة وهذا من الفخذ الفلاني والى ما الى ذالك من الولاءات الضيقة والمقيته ,



 كما اصبحت تغذي الشللية والبلطجة عبر قنواتها الرسمية وممارسات اداراتها فمثلا التلاعب في نتائج الانتخابات الطلابية لتغليب فئة على اخرى سيولد بالضرورة مثل هذا الحس لدى الطلبة , ما الذي يصنعه اساتذة الجامعات وعلماؤها لتغليب لغة العقل على لغة اليد في اطار عملهم الاكاديمي ,



 بتنا نشعر نحن الاساتذة اننا عاجزون عن اصلاح هذا الجيل فلا يصلح العطار ما افسد الدهر ولم يعد بمقدور الاستاذ الجامعي ان يتحرك في ظل منهاج رسمي اوغير رسمي جامعي تمخر عبابه العولمة ويتسابق اهلوه نحو الانفلات من ربقة الدين والقيم والاخلاق وبقينا محصورين في زاوية التلقين والتنقيل لطلبة ليس لديهم ميل نحو التفكير بقدر ميلهم نحو العلامة الاعلى وتسابق البعض منا والبعض كثير الى التهافت ومسح الجوخ وتاليه المسؤلين من اجل منصب وتناسينا رسالتنا الاساسية في صنع الانسان على الجامعات وقبلها المدارس ان تعود الى رشدها وتعلم ابناءها قدرا من الحكمة وان تمارس دورها في صنع الانسان بعد ان شط بعيدا عن مبتغاه......وللحديث بقية 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد