يوم حرق القرآن

mainThumb

11-09-2010 05:00 PM

في وقت ما زلنا فيه نحترق ونعتصر ألما ً على الضحايا المدنيين الأبرياء الذين ما زالوا يقتلون ويذبحون بالآلاف على مذبح شعارات الحرية والديمقراطية في العراق وأفغانستان كرد فعل على تفجيرات الحادي عشر من أيلول التي ضربت أميركا لتقمع بؤر الأرهاب كما تدعي ، يطل علينا القس " تيري جونز " مهددا ومتوعدا إنه سيثأر لضحايا الحادي عشر من سبتمبر بحرق "200" مصحف في اليوم الحادي عشر من سبتمبر لعام 2010 تخليدا" لذكرى 3000 مواطنا امريكيا قتلوا في تلك التفجيرات ، متناسيا" انه في العراق وحدها سقط منذ سقوطها إلى الآن ( 106 ) الف مواطن عدا عن الألوف الاخرى من الضحايا الأبرياء الذين يذبحون في أفغانستان ،



ومع ذلك فأن هذا ليس كافياً للقس " تيري " ليطفئ نار حقده ، وبغباء مطلق يسعى ان يحرك ملايين المسلمين في كافة انحاء العالم ويخرجهم من سكونهم لضرب مصالح أمريكا في العالم اجمع ويجعلهم بكل سهولة اتباعاً لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وفي ذات الوقت الذي تنشط فيه الدول العربية والإسلامية لواد كل الحركات الأسلامية المتشددة التي تتخذ من القاعدة منهجا وفكرا" وسلوكاً ، فإذا كانت القاعدة قد استهدفت أمريكا كما تدعي في عقر دارها لثني أمريكا عن تحيزها الظالم لإسرائيل في المنطقة فإن " تيري " إذا نفذ وعيده فانه سيقدم خدمة جليلة لأسامة بن لادن وأيمن الظواهري بزيادة اتباعه ومريديه والذين بلا شك سيضربوا مصالح امريكا في العالم بأسره ، فالمصحف بالنسبة لنا المسلمين يتجاوز مكانة فلسطين وأفغانستان والعراق مكانة وتقديساً .



 ففي الوقت الذي تنشط فيه المؤسسات الدينية المختلفة في العالم أجمع للدعوة لحوار الاديان لغاية التقريب بين الشعوب وزرع الوئام والسلام يخرج علينا " تيري " ليقلب الطاولة على كل من يسعى لهذا الحوار ، ومن الغريب ان هذا الحاقد لا يعلم أن الرسول العظيم وأتباعه من الخلفاء الراشدين كانوا حتى وهم في اوج معاركهم وجهادهم يوصون جنودهم بعدم المساس في بيوت العبادة لأعداءهم او حتى المساس بالعابد المتنسك في صومعته معبرين في ذلك عن نبل الرسالة التي يحملها الإسلام للعالم أجمع .



فليعلم "تيري" وأتباعه بان" أسامة بن لادن "لا يمثلنا ولم نرضى عن فعله في قتل المدنيين الأبرياء ولكن هذا المصحف يسري في دمائنا وتقديسه يصل إلى حد الموت في سبيله من أصغر طفل مسلم حتى شيبنا وشبابنا وان حرقه سيولد شرارة لن تنطفئ ، فهو كتاب الله العظيم الذي صاغ وخط لنا منهج مسيرنا وحياتنا لنكون خير امة أخرجت للناس وهو أيضاً كتابنا المقدس الذي رسم هويتنا ومنحنا التفرد في الرقي وحضارة الاخلاق التي تقوم عليها الأمم وأخرجنا من بوتقة عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .



 حسناً ما قامت به وزيرة الخارجية الأمريكية بالتنديد بدعوة " تيري " لحرق المصحف الكريم ولكن بالنسبة للمسلمين أجمع فان ذلك لا يكفي بل من الواجب على حكومتها ثنيه ومنعه عن ذلك فدعوته هذه لا تندرج تحت ما يسمى بحرية التعبير بل هي حرية التحقير والإساءة والإهانة لأكثر من مليار مسلم في العالم وأجزم بانهم لو تحركوا سيقلبوا العالم رأسأ على عقب .



وبما أننا دعاة سلم ومحبة ووئام للعالم كله فهي دعوة لكل المسلمين في العالم أجمع ، حكاما" ومسؤولين ومواطنين بان يوجهوا رسائل التنديد والإستنكار لكل المعنيين في الولايات المتحدة الأمريكية لثني هذا المجنون عن حرق مصحفنا المقدس الطاهر وهذا أقل ما يمكن ان نقوم به لاعظم كتاب نزل على الكون ويمثل عزنا ومجدنا وإهانته تعني الإهانة والذلة لنا ما حيينا ولعل في وقفتنا هذه في نصرة القرآن أن تكون لنا شفاعة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد