وصية بخيل (( أنا متسبح لا تغسلوني ))

mainThumb

13-09-2010 07:00 AM

إنه البخيل ، الذي أصبح قصة لكل أديب ، ورواية لكل ساخر ، ظلم نفسه ، وحرمها من المتعة والتنعم بما فضله الله عليه من نعم ، وجعل من نفسه إنسانا محتقرا من قبل الجميع ، والبخيل لم يسمع بما ورد عن الله تعالى في القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة عن البخل والبخلاء . 


قصص البخلاء كثيرة ، وقد أوردها الجاحظ في كتابه ( البخلاء ) . وأتساءل الآن من هو البخيل؟وما هي صفاته ؟  وكيف يفكر ؟  وهل يستفيد من ثرواته ؟ 

البخيل : هو الفرد الذي يمسك عما يحسن السخاء فيه ، وهو عكس الكريم ، والبخل من سجايا الذميمة ، والخلال الخسيسة ، الموجبة لهوان صاحبها ومقته وازدرائه ، وقد عابها الإسلام وحذر منها تحذيرا رهيبا . قال تعالى (( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خير لهم  بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير)) (آل عمران :180 ) . 


ومن مواصفات البخلاء ما جاء في كتاب الله تعالى بقوله (( يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم 0 يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون )) ( التوبة 34، 35) 


من دواعي البخل ، اهتمام الآباء في مستقبل أبنائهم من بعدهم فيضنون أن جمع المال توفيرا لأولادهم ، وذخيرة لهم ، تقيهم العوز والفاقة . وكيف يكدح البخيل في جمع المال واكتنازه ؟! 


ثم سرعان ما يغنمه الوارث ويتمتع فيه من بعده ، فالبخيل في مثل هذه الحالة ( حارس خزنة ) وقال تعالى في ذلك (( ويل لكل همزة لمزة ، الذي جمع مالا وعدده ، يحسب أن ماله أخلده ، كلا لينبذن في الحطمة ، وما أدراك ما الحطمة ، نار الله الموقدة  ، التي تطلع على الأفئدة ، إنها عليهم مؤصدة ، في عمد ممددة )) ( سورة الهمزة ) . 


ومن قصص البخلاء التي تدل على مستويات تفكيرهم في جمع الأموال ؛ فمن يشتري خلوي للاستقبال فقط  ويعتمد في المكالمات الصادرة على أجهزة الجوال للغير هي صورة من صور البخل الخسيسة . وقصة البخيل الذي دخل حانوتا ليشتري مصيدة فئران ، وعرض عليه الحانوتي مصيدة للفئران وشرح له طريقة استعمالها فقال الحانوتي ( هنا تضع قطعة الجبن ، فيدخل الفأر في المصيدة ليأكلها ، وما أن يقضم جزءا منها حتى تنطبق عليه المصيدة ، فقال البخيل على الفور ( أريد مصيدة يموت فيها الفأر قبل أن يأكل قطعة الجبن !!!) 


قصص البخل والبخلاء كثيرة ، وأحسن ما أعجبني فيها قصة البخيل الذي استمر بالتفكير بطرق جمع الأموال حتى وهو يحتضر على فراش الموت وأوصى بما يأتي :


(( إذا مت فانا متسبح لا تغسلوني !!! ))  . لله درك من البخل والبخلاء . كفانا جبر

  وأمثاله !!!.( جبر شخصية اعتبارية ). 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد