العصا السحرية

mainThumb

22-09-2010 05:15 AM

حين شاهدنا قصص الخيال وأستمتعنا بالحلول القافزة عن كل نظريات المنطق  ، لم نحلم يوما بأن هذه الحلول يمكن ان تصبح حقيقة ببعض الحنكة  وقليلا من المكر وبعض البخور . 


 
نعم هناك أطفال حاولوا أن يلبسوا أفرهول سوبرمان ويقفزوا من فوق المراتب والطاولات ، وهناك من طبع على صدره حرف الزد على صدره مثل زورو .... ولكنهم فشلوا جميعا في فتح علبة سردين بدون الاستعانة بصديق . 


 
وفي خضم  هذه المحاولات البائسة  ذات الأهداف البريئة أحيانا وأمام الفشل الحتمي لهؤلاء الصبية كان هناك من يتقن اللعبة على اصولها  وأستبق  هوليود في مسألة الخداع العقلي ،  وبدأ  يمارس استخدام  العصا السحرية بكل مناسبات البلاد والعباد حتى استخدمت في مناسك الطهور. 


 
خشب العصا كان تراثيا مختلطا بتربة مقدسة وبعض الحبيبات من جهنم ،  وفي خفه  ومن غير عفه تم وضع العصا  في أسخن مناطق الأرض الملتهبة ......  جنوب لبنان وغزة مثالان ، وبعد ما تم على العصا من شعوطة وقليلا من مسرحيات الفهلوة ، استوت العصاة واصبحت سحرية تحمل الوان فارسية وحين البحث عن اسم جميل يليق بالمسألة وجدوا في شكل المقاومة أنجح الاسماء للعصا . 


 
فالمقاومة شاهدوها  وبعد ان جربوها لأجل التقاط الصور ..... جردّوها وصادروها  وأستكثروها على غيرهم  من شعبها...  رموهم بكلمات  مقدسة وأخرجوهم من ملة الايمان ، وأصبحت هذه العصا ملك تجار الدين ، وغير ذلك قابل للتخوين . 


 
أول أمس بالعصا السحرية أمس في بيروت  حطت من السماء سيارات سوداء بلا أرقام وتقودها بدلات سوداء وتلبس نظارات سواداء ...... ولو أجسادهم احتوت على القلوب  فهي سوداء ، هؤلاء حملة العصي فتحوا مطار  الحريري بلا أسماء أو نحنحات  واستقبلوا مطلوبا لكل الجهات استقبال ابن البطة السوداء ، ورافقوه سلطانا غصبّا عن كل  السلطات  ، نعم فهذه العصا السحرية جمدت كل الجندرمة وسحرت شوارب كل  الدولة  فخجلت أن تسأل حتى عن سبب اخفاء العيون  بنظارت الريبان بدل قناع زورو . 


 
بالعصا السحرية قامت مجموعة سماوية بحرق منتجعا في غزة ،  حط الملثمون بسيارات الدفع الرباعي على أرض هذه الارض الغزّية  والمقصود منها قليلا من الانسانية ... وحرقوا كل شيء حتى سجادات الصلاة المطوية ، وبحكم العصا السحرية كانت حركتهم وأسماؤهم مخفية . قديما كنّا نحلم بربع عدد  الفرسان لكي نحيي القضية .... قديما قبل التشريعية ،  ولكن هذه العصا غيرت حتى النوعية فجعلت المقاومين في الامارة لا يشاهدون بالعين المجردة  . 


 
سبحان رب العباد كيف أن الأيمان يجعل من أزعر ... سوبرمان ومحصّن ضد الطاعون وضد القانون ، وكيف أن هذه العصا تفتح أبواب المطارات وتحول الذئاب الى غزلان في لحظات ، وتحتل عواصم المدن  باللطميات وتجعل السيد يمد لسانه لنا من خلف الشاشات ، وتغير الالوان وتلعب بالكلمات وتوزع الصدقات بأسم المهدي لأجل النسيان وما بعد بعد النسيان   وكيف تجعل من احداث قتل وسحل أبناء القطاع  وبيروت أعيادا لتلقي التبريكات  . 


 
هذه العصا جعلت شيخنا التائه يجلس في دمشق أو طهران  يمسك الميكروفون ويرتجل ويسترجل وأكثر وأكثر ، وبالعصا السحرية  تختفي سماجته بلحظات  وتظهر بركة الثورات ويطلب اسقاط الضفة بيد  قوات النينجا الحمساوية ، وبنفس العصا يرسل الغرام لواشنطن عن طريق اخوان الصفا بأنه اجمل بل أرق  من الباشوات حين تحتد النزوات . 


 
ولأن  كل الوقاحات تمسح بهزة عصا ولأن القذارة لا نراها مع وجود العصا .......... لنصنع كلنا العصي السحرية ونصبح جيمعا قطيعا من الطائرين  .                                                         



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد