جبر .. والحماقة ( الحلقة الثالثة )

mainThumb

01-10-2010 07:10 AM

  
لم يقتنع جبر بالفشل ، وأصر على ارتكاب الحماقات واحدة تلوى الأخرى ، ( يريد أن يظهر ومش عارف كيف بده يظهر ) ، وكونه أحمق ، لم يقرأ المقولة ( حب الظهور يقصم الظهور ) . وبعد فشله الذريع في خوض الانتخابات لأكثر من مرة ، حتى أصبحت النظرة إليه في المجتمع الذي يعيش فيه دونية فيها نوع من السخرية والازدراء لشخصيته ، وقد تحول جبر إلى تلميع نفسه أمام الحكومة ليمثل دور الشيخ أو ( الحاج جبر ) لعل الحكومة تشفق عليه وتعيد إليه اعتباره .



نجح جبر هذه المرة ،أعادته الحكومة إلى وظيفته السابقة((معلما )) بعد أن استقال من أجل خوض الانتخابات البرلمانية في وزارة التربية والتعليم ليتقلد وظيفة مديرا لمدرسة أساسية ، في قرية بعيدة عن الأنواء ، وفيها عدد قليل من الطلبة لا يتعدى 50 طالبا مما يتيح له فرصة لتمثيل دور الشيخ الجليل ( شخصية جديدة لجبر ) . أهل القرية (معظمهم فلاحون ) اتخذوا من جبر القدوة الممثلة لهم في جميع المحافل (( لأن أهل القرية مازالت نظرتهم عن المعلم كما كانت قبل 50 عاما بغض النظرعن حماقة جبر وغبائه)) .



تفاعل جبر مع البيئة القروية ، وكان يلبس اللباس الرسمي عند ذهابه للمدرسة ، وفي المساء يلبس اللباس العربي



(( المزنوك والسروال والحطة البيضاء والعباءة الحريرية والعقال المرعز )) ويتجند بمسدس ويضعه عل خاصرته (( شيخ مشايخ )) . والناظر إليه يخفى عليه (( جبر مرتكب الحماقات )) . ويقضي وقته في المساء مع الفلاحين ( من دعوة إلى دعوة )) ، وفي آخر المساء يعود إلى بيته وعائلته .



وفي يوم من الأيام ، تلقى جبر دعوة من أجل خطبة عروس في القرية التي توظف فيها . كعادته ، لبس جبر اللباس العربي ، واستعد للذهاب ووصل إلى مكان الجاهة المكونه من عشرات وجوه العشائر ، واصطف المدعوون بصفوف متقابلة ، أهل العريس في جانب (( الجاهة )) وأهل العروس في الجانب المقابل الآخر . وتحرك أحد رجالات العروس ومعه دلة القهوة الساده ، وسكب من فوهتها فنجان القهوة وتم وضعه أمام جبر . وفي هذه اللحظة نسي جبر أن الشيخ يجب أن يكون خطيبا ومتحدثا ويحفظ الآيات القرآنية . وعلى مضض ، نهض جبر منتصب القامة ، ولشق عباءته على كتفه وظهره، وبدأ الخطاب في طلب العروس بالعبارات الآتية:-



(( بسم الله الرحمن الرحيم ، الجاهة الكريمه ، حياكم الله ......ونسي جبر الآية ­((وجعلناكم شعوبا وقبائل ......))



وكرر القول مرة أخر ى (( بسم الله الرحمن الرحيم ، الجاهة الكريمة ، حياكم الله .... ومرة أخرى نسي الآية ..وجعلناكم .......)) . وقد أصيب جبر بالاحراج والناس تحملق بنظراتها وآذانها صوبه لتسمع ماذا سيقول جبر .



وقد حسم جبر القول (( بسم الله الرحمن الرحيم ، أيها الجاهة الكريمة ، حياكم الله ، قال تعالى (( وجعلنا من الماء كل شيء حي )) واستمر جبر في حماقته مستطردا بالقول (( بدنا بنتكم المزيونة إلى إبننا المشحبر ، وعلى سنة الله ورسوله )) وهبط جبر وجلس على مقعده وبذلك أنهى خطابا تاريخيا يمثل حماقة لا مثيل لها وأصبح مضحكة للجماهير المحتشدة في الجاهة . ورد عليه متحدث آخرمن أهل العروس واستدرك قائلا للجاهة إشربوا قهوتكم وبنتنا إلكم هديه ما منها جزية . وبهذا لم يتعلم جبر حتى الآن أن ((حب الظهور يقصم الظهور )) .



ولكم في جبر مثلا في روايات أخرى قادمة ........في الحلقة الرابعة ........وماذا سيفعل(( الحاج جبر)) في الحلقة رقم 4......مش زابطة معه ....(( بده يشق ثوبه )) ........!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد