السياحة بين الولع والوجع .. !

mainThumb

04-10-2010 06:38 AM

كاميرا ( ديجتال ) ، كتاب ، زجاجة ماء ، دفتر ملاحظات ، قبعة ، تفاحة أو موزة ، حقيبة صغيرة ،....هذا جل ما يحمله السائح الأجنبي عندما تصادفه في أماكننا السياحية سواء أكانت الطبيعية او الأثرية ، تراه إما منهمكا" للحصول على صورة في نظره من أجمل الصور قد تكون لأناس طبع عليهم المكان جماله وتفاصيله أو لعصفور يغرد على أغصان الشجر أو لآثار تصور حقبة من حقب الزمان التي مر فيها أقوام وبشر ،  وقد يكون مستغرقاً في كتاب يطالعه مستمتعا بأشعة الشمس ودفء المكان ،  يقحم نفسه غالبا بحب التعرف على الناس ، ليضحك معهم أو يقتبس من كلماتهم ، كلمات يدونها في دفتر الملاحظات فتراه في قمة الإنبساط حينما يقول لك بلغة ركيكة لكن بالنسبة إليه قوية وجميلة "مرحبا " ، " كيف الحال " ، " مع السلامة " ......!


هذه هي ثقافتهم فيما يعرف بالسياحة ومسكونين فيما سبق من تفاصيل إلى حد الولع  ، راحة وطمأنينة نفس تنسيهم ما سكن في أجسادهم من كدر وعناء وما مر بهم  من عناء العمل ، ليعود إلى وطنه متنسما"  حب الحياة والإنطلاق إلى العمل بالتفاؤل والأمل .

 

أما نحن فالسياحة بالنسبة للبعض منا فإنها  طبخ ونفخ ، نقضي فيها الساعات ليس إستغراقا" في حلاوة ومتعة المكان ، بل إشعالأ وتحطيبا للنيران التي توقد للولائم  ، يرافقها صراخ وشتائم ، على طفل يحاول العبث أو على زوجة كان من سوء حظها إنها قد نسيت حفنة من البهارات أو حبات من الملح . وما إن تجهز الوليمة يبدأ الصراخ على أطفالنا الذين  تشتتوا وتاهوا ونحن في غمرة الطبخ مستغرقين .....!

 

أما المكان فكان الله بعونه ، فإذا وجدت مظلة لتستظل بها ستراها مجردة مما فيها فما كان فيها للأسف أستخدم لإشعال نار " الشاي " ، أما المقاعد فحدث ولل حرج عن التشويه والتخريب  الذي حل فيها من العبث والتدمير لتبقى شاهدة على سياحة الوجع ولن تسلم  ممن يطرب الحاضرين باكملهم  ورغما" عنهم  بموسيقى تقتل هدوء المكان وسكونه ، وفي نهاية الرحلة السعيدة ستبقى عالقة في ذهنك  عبارات مكتوبة أو منحوتة على شجرة أو على حائط أو مظلة أو تلة صخرية  بألوان قبحت وشوهت روعة المكان وتفاصيله لتقرا فيها أسماء ممن جاؤوا المكان وأرادو ا أن يخلدوا ذكرى مرورهم فيها .....!

 

للأسف هذه ثقافة السياحة للبعض منا ، ويا حسرة علينا في ذلك فنحن أمة أخرجت أبن بطوطة وغيره من الرحالة العرب الذين أبدعوا في فهم السياحة ووصفها وأخرجوا للعالم أجمع أجمل ما كتب في أدب الرحلات والسفر ، بحق نحن أحوج ما نكون لمن هو معني بأن يعلمنا ويثقنا في معنى السياحة لنخرج من الوجع إلى الولع في حب الحياة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد