نحو إستراتيجية أردنية فلسطينية فاعلة لمقاومة التوطين

نحو إستراتيجية أردنية فلسطينية فاعلة لمقاومة التوطين

10-10-2010 08:06 AM

مضت شهور وفكرة دسترة فك الارتباط تلعب بيننا، تحمس لها من تحمس بطيبة وحسن نية من دون التدقيق في محتواها وعمق أبعادها وتبعاتها، وانبهر بها البعض بداية وفي حالة استرخاء، ولكن سرعان ما تكشفت واستوت على حقيقتها، ففي ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب.

 وصاحب الفكرة ماض باندفاع مستغرب في محاولة ترويجها في كل لقاء ومقال ومداخلة، لعله بذلك يضمن قوة تحملها أو تيارا يحتضنها أو صاحب قرار يتبناها.

ولان المصلحة العليا للوطن والدولة والقضية تعلو على أي علاقة أو شخص أو أفكار، فان الواجب يقتضي أن نتحدث بصراحة متناهية في هذا الأمر، لاسيما أن الظروف حانت والشرفاء جاءوا، والشمس أصبحت في رابعة النهار وقد استبان كل شيء، وأدرك من أدرك أن لا مكان لمنظر يدهن لنا فكرة الدسترة لنبتلع التوطين والوطن البديل عن طيب خاطر وبإرادتنا .

لقد أرسل لي صديق مجموعة مقالات للسيد علي حتر يخاطب فيها المتقاعدين بأسئلة تركزت حول هذه الفكرة وصاحبها بالذات، ولست هنا في معرض الإجابة على ما طرح من أسئلة متداخلة، ولكنني توافقت معه في طرحه حين رفض التوطين صراحة، واعتبر الفلسطينيين كل الفلسطينيين أصحاب قضية وطنهم هو فلسطين، وقد توافقت معه ايضا في رفض فكرة الدسترة من أساسها لأنها فكرة توطينية بامتياز.

تبعت ذلك مقالات للسيدة توجان الفيصل، مضامينها عتاب للمتقاعدين حول هذه الفكرة وصاحبها بالذات، ولست هنا ايضا في مناقشة هذه المقالات، ولكنها توافقت معها حول رفض فكرة دسترة فك الارتباط، وللأمانة اثبت هنا انه أينما حللنا نواجه بالعتاب ذاته وسوء الفهم عينه حول هذه الفكرة وصاحبها بالذات، ولم اسمع ولم اقرأ أي نقد أو عتاب أو سوء فهم خارج هذه الفكرة وصاحبها منذ أن صدر بيان المتقاعدين العسكريين في الأول من أيار/مايو المجيد.

وإذا كان لي من إضافة في هذا المقام، فهو أن أطياف المعارضة جميعها تلتقي في بعض الأحيان على خيط رفيع من التوافق، وربما توافق عرضي مؤقت أحيانا أو بموقف طارئ اقتضته الظروف، كالعدوان على لبنان أو غزة مثلا، في حين إن كل اتجاه بل وكل حزب أو صاحب فكرة أو زعامة يطالب المتقاعدين العسكريين أن يكونوا تابعين له، أو نسخا عنه، أو تحت إبطه، أو منسجمين معه أو متطابقين معه بالأفكار تماما، وربما الاستثناء هنا لأصحاب الثقل والجادين في المعارضة والإصلاح من الإسلاميين والمبادرة الوطنية، الذين لم يطالبوا المتقاعدين بنسخ أفكارهم، بل توافقوا معهم في كثير من المواقف والمناسبات، وهذا ظلم استثنائي خصت به بعض المعارضة المتقاعدين العسكريين دون غيرهم، رغم إن بيانهم تناول الإصلاح ومحاربة الفساد، ودعم خيار المقاومة بجرأة غير معهودة، والمبررات الظاهرة لهذا الموقف غير مقنعة، وربما ما خفي من الدوافع له دور في هذا الاتجاه.

 إن رفض فكرة دسترة فك الارتباط من أساسها، نابع من كونها الحلقة الأخطر والأخيرة في تثبيت التوطين والوطن البديل دستوريا، فما عجزت عنه الصهيونية وأتباعها وعملاؤها، عمله بالمكشوف هناك من يريد عمله بالتسلل إلى عقلية القوى الوطنية وصاحب القرار، بحيث يصبح الفلسطينيون قبل فك الارتباط 1988 وعددهم ما يزيد على ثلاثة ملايين نسمة أردنيين بحكم الدستور (الدسترة) ليؤكد على أنهم حسموا خياراتهم وقرروا بأنفسهم دستوريا بأنهم أردنيون لا علاقة لهم بالعودة وحق العودة، بل لا يحق لهم بموجب هذا الإقرار الدستوري الخيار أو الاختيار إلا أن يكونوا أردنيين ولا علاقة لهم بفلسطين .

 والأخطر إن ذلك التعديل الدستوري المسمى دسترة فك الارتباط، سوف يستثمر ويستغل من قبل العملاء والمتخاذلين وأدعياء المحاصصة والحقوق الناقصة اللاهثين وراء مصالحهم الذاتية دوما، الداعمين لفكرة الدولة اليهودية ومشروع شارون التوطيني وأصحاب الوطن البديل واللوبيات الصهيونية والمنظمات الحقوقية والدولية والأمم المتحدة، باعتبار أن دسترة فك الارتباط هو وثيقة رسمية دستورية أقرتها حكومة أردنية عضو في الأمم المتحدة عليها أن تحترم دستورها الذي أصبح ينص على أن هؤلاء أردنيون بنص الدستور، وقد تخلوا عن فلسطينيتهم، وبأنهم ليسوا فلسطينيين، بل هم أردنيون دستوريا لا علاقة لهم بحق العودة ومحادثاتها إن جرت دوليا، وهي فكرة مشبوهة بامتياز، وهي محاولة تسلل مدروسة بعناية إن كان ذلك متعمدا، لاسيما أنها جاءت تحت شعار منع التوطين والوطن البديل، وليست تحت مظلة أخرى، كما هي حال أصحاب المحاصصة والحقوق الناقصة السياسية والسيادية وغيرها، الذين كان طرحهم مباشرا ولم يخفوا أهدافهم بأنهم يسعون إلى التوطين ووضع فلسطين جانبا، لاسيما أن جهودهم تلك اقترنت وتزامنت مع حوارات أمريكية مكشوفة على مستوى عال ومعهم وفي سفاراتهم حول هذا الموضوع، وهم لا يخادعون ولا يتسترون في أهدافهم، بل يعلنوها جهارا نهارا، خلافا لطرح دسترة فك الارتباط الذي جاء تحت قناع متسلل لخدمة التوطين . لان من جاء بفكرة دسترة فك الارتباط أو من أوحى أو طلب منه كان مخططا بارعا ومفزعا وخطرا في آن واحد، ولكن أين المغالطة والخداع هنا، ولمصلحة من، وفي أي اتجاه وتحت أي عباءة ومظلة؟ نعم المغالطة والخداع هنا كبير، لان ظاهر الأمر في الفكرة يتحدث عن تثبيت فك الارتباط دستوريا من الناحية الجغرافية والسياسية والاقتصادية والمؤسسية، ولكن باطن الفكرة يأتي من انه يريد احتواء السكان الفلسطينيين في الأردن ما قبل فك الارتباط 1988 وسلخهم عن وطنهم فلسطين وتثبيت توطينهم دستوريا في الأردن، بحيث لن يعودوا فلسطينيين حكما وقانونا ودستورا.

ولمصلحة من هذه الفكرة؟ لمصلحة تثبيت التوطين والوطن البديل دستوريا كحلقة أخيرة وكحل نهائي وتصفوي لمسألة اللاجئين وحق العودة لنحو ما يزيد على ثلاثة ملايين فلسطيني ما قبل فك الارتباط 88. وتحت ماذا؟ تحت شعار الوطنية ومنع التوطين والوطن البديل، وعبر من يريد تسويقه وحمله، عبر الوطنيين ومراكز ثقلهم وعبر الدولة الأردنية نفسها وعبر من يرى التوطين هاجسا مخيفا لا بد من الوقوف ضده ومنعه من لجان وقوى وشباب متحمس للحراك الوطني أو الحركة الوطنية الأردنية بمفهومها العام، ولمن يريد أن يوصله في النهاية إلى صاحب القرار...؟

 وهنا يجدر التفصيل، ويجب الحذر دائما من ألاعيب الاستخبارات العالمية المتقدمة، كالأمريكية والإسرائيلية، التي تعتمد علم النفس وتطبيقاته أساسا في عملها، لاسيما عندما يتعلق الأمر بقضية كبرى تخدم الصهيونية وإسرائيل، خطرة وحساسة ومهمة ومعقدة كتوطين اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار، لاسيما الأردن التي لا يمكن تمريرها بسهولة، وتحتاج والى عمليات تهيئة وأساليب متقدمة واستثمار كافة المعطيات على الأرض، إذ غالبا ما يلجأون إلى أسلوب التسلل المقنع أوأسلوب تطوير العلاقة أو الفكرة للترويج والإقناع والوصول إلى عقلية صاحب القرار، الذي بدوره يتخذ القرار لصالح الأهداف المرسومة لأعدائه أو خصومه، وهذه الخطط تعتمد على، وتحتاج إلى ما يلي : 1 ـ فكرة مبطنة غير مكشوفة في الظاهر، ويصعب الوصول إلى باطنها وحقيقتها لأنها تحتاج إلى جهد وتعمق من اجل إدراك أبعادها ومراميها، بحيث تبدو في ظاهرها الرحمة وخدمة المقابل أو الخصم، وفي باطنها العذاب وخدمة الأهداف المرسومة أو صاحب الفكرة أو الجهاز.

وعلى سبيل المثال هنا فكرة دسترة فك الارتباط وما شرحناه سابقا.

 . 2 ـ وكيل أو عميل موثوق ليس للجهاز نفسه فقط، بل عند من يريد تسويق الفكرة عليهم ليحملوها إلى صاحب القرار.

والثقة تأتي من خلال الحقيقة أو الإيهام أو السيرة الذاتية للعميل بأنه تعرض للتعذيب أو طرد من عمله أو.. أو أولا، وثانيا من خلال انه يحمل فكرا وطنيا منسجما مع من يود ترويج الفكرة عليهم.

 3ـ قاعدة حماسية مؤثرة من القوى والشباب وذات نفوذ تتقبل العميل وتثق به، بحيث لا يكون محل شك لديهم ولا يدققون فيما يطرحه عليهم من أفكار، ويحملونها بثقة من دون التدقيق فيها.

4 ـ العنصر الأهم هنا (وهو المقتل) أن يتم ترويج الفكرة وتسويقها على من يريد حملها وتبنيها لإيصالها إلى صاحب القرار ممن هم أعداء أو خصوم لحقيقة الفكرة وليس ظاهرها.

وعلى سبيل المثال هنا أن يتم تسويق فكرة دسترة فك الارتباط التي في ظاهرها منع التوطين وفي حقيقتها تثبيت التوطين وتوثيقه على من يحارب التوطين، كالمتقاعدين مثلا والقوى الوطنية الأخرى .

5 ـ حفظ خط الرجعة في هذه الخطة أو ما يسمى بـخطة الهرب في ما لو كشفت حقيقة أن ما يطرح يكمن في الادعاء أن القصد كان من دسترة فك الارتباط وتوثيقه هو القبول بالتوطين الواقعي الموجود للفلسطينيين في الأردن، درءا للتوطين القادم عبر التهجير القسري من فلسطين الذي يروج له بأنه قادم علينا من اجل نجاح خطة التوطين الدستوري، أو ما يسمى بدسترة فك الارتباط، وكخطة هرب لخطة التسلل المقنع لهذه الفكرة .

المتقاعدون العسكريون ظلموا في ما الصق بهم بأنهم يتبنون هذه الفكرة، ولعل من استل خنجره لينتقدهم كان جل نقده، بل كله حول هذه الفكرة وعلاقتهم بصاحب هذه الفكرة، وحقيقة الأمر أن المتقاعدين يرفضون رفضا تاما هذه الفكرة، ولكنهم لا يحاولون التوقف عند كل من ينتقدهم بقصد أو غير قصد، محاولا تثبيط عزائمهم أو إحباط مسعاهم، تاركين ذلك للوقت المعلوم، فليس كل ما يعلم يقال، وليس كل ما يقال جاء زمانه وحضر أهله.

ومن يراجع البيان ببصيرة ومن دون هوى أو غاية يجد ذلك بوضوح في خطة متكاملة لحفظ القضية ومنع بيع فلسطين، من خلال حق العودة، والمحافظة على هويتهم، وبناء قوة مقتدرة ورسم خطة دفاعية فاعلة، وتبني خيار المقاومة كمنهج لتحرير فلسطين، وما قوننة فك الارتباط (وليس دسترته كما يطرح) إلا إجراء سريع قصد منه منع التوطين ونزع فتيله، وقد جاء هذا الطلب الإجرائي بالقوننة لفك الارتباط كرد فعل سريع على وثيقة حصل عليها المتقاعدون العسكريون، وسلمت إلى الجهات الرسمية، تضمنت تجنيس نحو (ستة وثمانين ألفا) من فلسطيني الأرض المحتلة مؤخرا في سنة واحدة من قبل إحدى الشخصيات الكبيرة المتنفذة، وهو تفريغ عملي للفلسطينيين في الأرض المحتلة، (وهذا بالمناسبة تم توضيحه في كل لقاءات المتقاعدين الرسمية والعامة، وربما لأول مرة يتم الحديث فيه إعلاميا).

 وهنا السؤال للشرفاء أصحاب القضية المقدسة، لمصلحة من يحدث تفريغ الأراضي الفلسطينية؟ وما هي الدوافع وراء ذلك التفريغ والتجنيس؟ أليس هذا منسجما ومتوافقا تماما مع عملية التوطين، وطرد الفلسطينيين وتهجيرهم من أرضهم، أليس هذا متوافقا مع طرح يهودية الدولة الإسرائيلية التي تنادي بها الصهيونية وعتاتها أمثال رؤوبين ريفلين رئيس الكنسيت الإسرائيلي؟ ألا يستحق هذا الفعل مطالبة سريعة بإجراء عملي لوقف مسلسل التوطين وتفريغ الأرض المحتلة من أهلها؟! ولنرى فقط ما دعا إليه رئيس الكنيست، رؤوبين ريفلين المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية لإزالة كافّة مخيّمات اللاجئين من الدول المضيفة والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، لما يشكّله حق العودة من تهديد على الوجود الإسرائيلي في المنطقة.

في اجتماع عقد بتاريخ 13-9-2010، لأعضاء حزب الليكود الحاكم، حيث قال طالما ظلّ الفلسطينيون يستخدمون اللاجئين كأداة سياسية فلن يتم التوصل إلى سلام.. إن حق العودة يشكّل تهديداً وجودياً على دولة (إسرائيل).؟ ومن هنا فان العودة إلى فلسطين (وليس حق العودة فقط) هي الوحيدة التي تقلق(إسرائيل) وما سواها قابل للقسمة والتنازل، لأن عودة الفلسطينيين إلى وطنهم نهاية (إسرائيل) ديمغرافياً وسياسياً بل وعملياً، لذلك فإن (إسرائيل) والصهيونية ومن يدور في فلكهما، مستعدة أن تدفع مليارات المليارات من الدولارات لمن يساعدها في توطين الفلسطينيين في الشتات، بل ومستعدة أن تحرق كل عملائها من أجل دعم التوطين والوطن البديل، وأكثر من ذلك مستعدة أن تستخدم كل مقدس ومصطلح مقدس وكل رذيلة وانحطاط وإفساد من أجل هذه الغاية، فالغاية تبرر الوسيلة، ولا غرابة أن تجد العالم المغرر أغلبه وتابعيه من المتخاذلين وجامعي المال وطلاب المناصب والألقاب أن يلتم شملهم ويقفوا على أهبة الاستعداد مشمرين عن سواعدهم ومكشرين عن أنيابهم من أجل دعم التوطين والمحاصصة والتجنيس وسحق كل من يقف أمام طموحاتهم.. فلسطين ليست الأندلس مع تمسكنا بكل ارض عربية أو حكمها العرب، فهي مهد الحضارات وارض المقدسات وأولى القبلتين تهفو إليها نفوس المسلمين والشرفاء في العالم كله، ومنهم الجزائريون الذين ضحوا بمليون شهيد لتحرير وطنهم فكيف بفلسطين التي هي ارض إبائهم وأجدادهم وعزتهم وكرامتهم؟!

ومن له وطن كفلسطين، يتغنى به العرب والمسلمون وكل شرفاء العالم، عليه أن يبقى واقفا والبندقية في يده، فإما أن يحررها أو يموت دونها .

 وأهل فلسطين ليسوا كأي أصول أو منابت أخرى، بل هم شعب طرد من أرضه ومسقط رأسه ظلما وقهرا، أو هربوا من الاحتلال وأوجاعه، والشريف عندما يطرد أو يهرب في حلقه غصة وفي قلبه ثورة وفي كيانه ناموس، لا يهدأ له بال ولا ينعم في دنياه إلا بطرد المعتدي عليه وإعادة وطنه وأرضه والعودة إليها بعزة وكرامة، فلا كرامة لنبي إلا في أرضه ووطنه، ومن هنا يأتي احترامنا وثناؤنا لقوى المقاومة الحقيقية في فلسطين وأنصارها والشرفاء معها لأنها تحمل شخصية الشريف الذي في حلقه غصة وفي قلبه ثورة وفي كيانه ناموس لتحرير أرضه والعودة إليها، وبالمقابل هنا يأتي عدم احترامنا الدائم لمن أصبحت البطون والمناصب والمنافع الشخصية والتوريث عنده أثمن من وطنه في فلسطين وأقدس من ترابها.

 لقد أكبرت كثيرا الكاتب المقدسي ماهر أبو طير وهو يحض أهله على العودة إلى القدس وفلسطين ليكونوا شوكة في خاصرة الاحتلال، وان يكونوا عونا لأهلهم الرازحين تحت نير الاحتلال وليسوا متفرجين على عذاباتهم ليشكلوا شوكة قوية بمقاومة الاحتلال هناك، وقد انزعجت كثيرا وشعرت بالازدراء حين قرأت في بعض المواقع الالكترونية أن هناك سيلا من أصحاب الملذات والبطون اللاهثين دوما قد تهجموا على هذا الكاتب، مما اضطر الكاتب إلى إغلاق خطه، وقد ذكرني ذلك بسيل الرسائل التي انهالت على الفيس بوك وغوغل لإغلاق موقعي، فهل أصبحت البطون والمناصب والمنافع الشخصية والتوريث أثمن من فلسطين وأقدس من ترابها؟!

إن الشرفاء دائما ما يلتقون، سواء كانوا أردنيين ام فلسطينيين، ولكنهم بحاجة أكثر لرص الصفوف ومضاعفة الجهود.

ويحضرني هنا لقاء تلفزيوني على فضائية الجزيرة بث مؤخرا في نهاية أيلول/سبتمبر /2010 جمع القيادي في حماس أسامة حمدان ورئيس الديوان الملكي الأردني سابقا الأستاذ عدنان أبو عودة الذي بقي نظيفا ولم يلتحق بقوى أصحاب الأعمال والتوريث، والجمع والرجال والزمان والمكان والحديث هنا له دلالة قوية، وكان الحديث عن التوطين، حيث اجمعوا على أن التوطين هاجس الجميع، وان منع التوطين ليست إستراتيجية أردنية وحسب بل هو إستراتيجية فلسطينية ايضا، لان الأمر يتعلق بقضية وطن اسمه فلسطين، وانه لابد من وضع إستراتيجية مشتركة تتضمن إجراءات عملية حقيقية وفاعلة لمنع التوطين، وليس صورية أو شكلية تتعلق بأخطاء موظفين، وهذا هو ما يريده كل شريف منصف من رجالات الوطن وأهله ومنهم المتقاعدون الذين علقوا ناقوس الخطر، فإرادتهم تلتقي مع إرادة كل شريف من رجالات فلسطين وأهلها، ولتكن البداية من هنا، من هذا اللقاء، لنجسد إستراتيجية أردنية فلسطينية مشتركة ينبثق عنها إجراءات عملية لمنع التوطين ونزع فتيله، وقهر إسرائيل وأتباعها، بان مخططاتهم المكشوفة والمستترة لن تنجح ونحن لها بالمرصاد

. drmjumian@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد