سيناريو (( مسئول كبير يتقلد منصبا جديدا وآخر يتركه))

mainThumb

13-10-2010 06:30 AM

ترك سعادته (( المسئول المتقاعد )) منصبه المرموق على مضض ، ليخلفه مسئول جديد ، وحال سماع خبر تقاعد سعادته إلى سكان محافظته ، وصل عدد من محبيه (( من الشيوخ ، ورؤساء الدوائر ، والمواطنين )) إلى ديوانه في مكتبه لوداعه ، وكان وداعهم فاترا بعد استقباله بالأحضان والزهور والابتسامة العريضة عند تقلده لهذا المنصب بسيناريو من الدجل والنفاق والمحاباة (( المظهر محبة واحترام ، والجوهر دجل ونفاق )) ، وكانوا يصرفون له بعض العبارات المألوفة مثل : (( والله كفيت ووفيت يا باشا )) و (( إحنا خسرناك يا أبو فلان )) و (( وخليك متواصل معانا يا باشا )) ......وكان سعادته يعرف تماما أنهم منافقون لأن معظم المواطنين كانوا يشتكون عليه إلى الجهات المختصة وينتظرون الخلاص من سعادته ......إلا أن سعادته كان على مضض يبادلهم المجاملة بالمثل ......

انصرف سعادته إلى منزله لكي يبدأ حياة جديدة تتناسب مع تقاعده ...... وبدأ يكتشف من جديد أن محبيه الذين كانوا يترددون عليه أثناء عمله قد انقطعوا عنه بالتواصل معه ، والحكومة التي عينته في هذا المنصب لم يعد لها أية صلة فيه ....... وحتى جواز سفره الأحمر سحبته منه !! ..... ولم يدعى لأي مناسبة وطنية !! حتى أصبح شعار المتقاعد مهما وصل منصبه (( مت وأنت قاعدا )) .......طبعا السيناريو في جميع دول العالم يختلف اختلافا كليا عن هذه السيناريوهات في هذا البلد ...ولا نعرف لماذا ؟؟؟....مؤشر حقيقي لزوال الطبقة الوسطى المنتجة .... وكانت النتيجة هذا الخلل الاقتصادي الرهيب ....!!

أما سعادة المسئول الجديد ، وصل حاملا كتاب تعيينه خلفا للمتقاعد (( وقلت للمتقاعد بدلا من المسئول المتقاعد )) لأن هذا المتقاعد فقد لقب المسئول والسعادة وأصبح كأي مواطن عادي .......وكالعادة هرع المواطنون (( من الشيوخ ، ورؤساء الدوائر، وبعض سكان المحافظة )) للتهنئة والمباركة للمسئول الجديد بالمنصب الجديد .....السيناريو كالعادة (( محاببة من الآخر )) و (( مبروك يا باشا ، والله سمعنا فيك وصيتك سبقك )) و ((نحنا من زمان نراهن على قدومك )) ..........يا إخوان ... وبدون قسم بالله العظيم ....هذه السيناريوهات تحدث يوميا .

(( تطبيل وتزمير للقادم ، وتطقيع وقدح لمن يترك المنصب )) ....القادم بالأحضان والتارك في عالم النسيان ...
الناس بالوجوه مرآه وفي القفا مذراه ........!!

السؤال المطروح الآن ..... إلى متى ستبقى هذه السيناريوهات المبتذلة والرخيصة ؟؟ .....إلى متى سنبقى نجامل
بالمظهر المختلف عن الجوهر ؟؟ ......وهل هناك إستراتيجية واقعية لتغيير ما بأنفسنا لكي نصبح مواطنين صالحين !!؟؟........ونطلب من الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد