ننتخبهم ليحتقروننا

ننتخبهم ليحتقروننا

20-10-2010 06:57 AM

خلال هذه الفترة التي تسبق الترشيح ،يتسارع المرشحون إلى الناس في بيوتهم و مناسباتهم يباركون حتى لو كانت طهور ابنائهم ، يلاقيك المرشح ويقسم عليك أغلظ الأيمان أن يوصلك بسيارته، يقبلك على وجنتيك وأنت مصاب بالزكام والرشح، يضحك حتى لو كانت نكتتك بايخة وقديمة، لا تسمع منه إلا أهلا وسهلا ،وأنتم الأهل والعزوة .

 يعرف أن ما تقوله كذبا ويرد عليك والله كلامك صحيح ، يخاطب كبير السن : يا والدي يا شيخنا أنت البركة ،والشاب ما شاء الله أنا بفخر بأمثالك، يداعب خدود طفلك وان كانت تفتقر للوسامة والنظافة، يصلح بين المتخاصمين وبعد الانتخابات يفسد بينهم، يصلي على سيدنا محمد وان لم يذكر ،معظم صلاته في المسجد وخاصة الجمعة والمغرب، يطيل السجود ويظهر الخشوع والتسبيح ،ويحرص على التصدق على المتسولين بالباب ،جل كلامه على بركة الله ، إن شاء الله ، ما شاء الله ، وهو بعيد كل البعد عن الله.

 في قرار نفسه بأن كل هؤلاء مثل الألبان تنتهي صلاحيتها بعد أسبوعين، وصلاحيتنا برأيه مع إقفال صناديق الاقتراع ، خذ منه وعود لا تحصى مع أن بعضهم (وأقول البعض) لا يفتح فمه إلا عند طبيب الأسنان ،ويمضي نصف الدورة البرلمانية نائم ونصفها الآخر عزايم ، يشتري الصوت بدينار ويبيع الوطن والأمة بدرهم. قلت مرة لأحد النواب السابقين المشهورين كيف تطيق أن ترضي وتترجى وتستعطف كل هؤلاء؟! فقال لي أترجاهم شهرين ويترجونني أربع سنوات!!!.

 أما بعد اليوم المنتظر فاتركه لفطنتكم، واللبيب من الإشارة يفهم ، فهل بعد ذلك احتقار، أما آن لنا أن نميز الغث من السمين؟ الانتخاب شهادة فإلى متى نظل شهود زور؟! كل مجلس نيابي قادم أم فائت هو نتاج شهادتنا ، فنحن ننتخبهم ليحتقروننا أو ليخدموننا والخيار لنا وليس لهم والله من وراء القصد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد