خصوم الأمس . . أصدقاء اليوم

خصوم الأمس . . أصدقاء اليوم

03-11-2010 03:55 AM

سبحان الذي يغير ولا يتغير ،سبحان الله العظيم، الذي جعل من الحياة وأحداثها مدرسة يتعلم منها كل ذي لب ،نقول هذه الكلمات ونحن نتابع كلمات الشيخ الجليل والنائب السابق والمعارض الحاد والقيادي الاخواني السابق فضيلة الشيخ عبد المنعم ابو زنط حفظه الله على التلفزيون الأردني الناطق باسم الحكومة الأردنية والتي يبدو أنها تبذل الغالي والرخيص في سبيل حض الناس على المشاركة في العملية الانتخابية بعد ظهور إرهاصات عزوف العدد الأكبر من الناس عن المشاركة في هذه الانتخابات وبعد مقاطعة اكبر الأحزاب الأردنية لها.

ويبدو ان الحكومة الأردنية لا مانع لديها من الاستنجاد حتى بخصوم الأمس الذين كانوا يعلنون انه لا ثقة لمن لا يحكم بما انزل الله وانه يجب مقاطعة من يقيم العلاقات والاتفاقيات مع اليهود ،ولكنهم اليوم وباجتهادهم يرون ضرورة بل وجوب المشاركة في العملية الانتخابية مهما كان شكل هذه المشاركة ومهما كان الهدف من هذه المشاركة سواء على مستوى الحكومة أو على مستوى المعارضة ،وكلاهما له غاية خاصة من الانتخابات ولكلاهما وجهة نظر معتبرة .

 وإزاء هذه التوجهات انقسم الناس إلى قسمين منهم من يقتنع برأي المعارضة بضرورة مقاطعة هذه الانتخابات لأنها لا تلبي الحد الأدنى من تمثيل الشعب الأردني الحقيقي ،ومنهم من يرى ضرورة المشاركة في هذه الانتخابات على علاتها وإعطاء الحكومة الفرصة لإجراء انتخابات نزيهة حتى ولو بدون ضمانات ، ويبدو ان فضيلة الشيخ عبد المنعم ابو زنط من هؤلاء .

وهنا استذكر موقف الشيخ قبل عشرين سنة حيث رفض إعطاء هذه الفرصة للحكومة آنذاك وحجب الثقة عنها مخالفاً بذلك رأي إخوانه وها هو اليوم يقوم بنفس العمل ويخالف رأي إخوانه الذين مازالوا يكنون له كل الحب والتقدير ويذهب باتجاه أخر وعلى الملأ ، طبعا يحق لكل إنسان ان يتخذ القرار الذي يراه مناسباً خاصة بعد ان يتحلل من إي ارتباط جماعي او حزبي ، ولكني هنا اذكر بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم :- " (احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما)" فخصوم الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم وأصدقاء الأمس أصبحوا خصوم اليوم والحياة مدرسة للحكومة والمعارضة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد