اربد حين تغفو متعبة

اربد حين تغفو متعبة

10-11-2010 03:13 PM

هي المدينة الأجمل إذا كان جمال المدن مفخرة  وهي المدينة الأبهى حين تسمو الطبيعة بهاءً .

 واربد هي الأكثر ألقاً وعلما . إذا تباهت المدن جمالا وقفت اربد كعروس وهي العروس أو ككوكب  متألق وسط سماء مظلمة  وإذا كان التاريخ مجال الفخر فتاريخ اربد أعمق غورا في الزمان من أن تدانيها فيه مدينة أخرى. سمت بنفسها  وتعالت بهمة أبناءها وعزيمتهم .

 ما لانت قناتها ولا وهنت عزيمتها. تزدان كعروس وتربض حول تلها كأسد تحيط به الطبيعة. تاريخها مرصع بالفخار وحاضرها تزينه نياشين العلم على صدور الخريجين من جامعاتها.صيفها عليل الهواء ونسيمها يشرح الصدور وشتاءها لوحة فنان ولمسة دفء.


تلك المدينة التي كانت والى وقت قريب تنام عند الغروب وتصحو مع شقشقة العصافير بألق جديد تماما كما هو حال عمالها وطلابها. تنام متعبة لتصحو نشيطة وكأنها عروس ولدت من جديد.

 تلك المدينة أصابها تعب لا ندري سره فباتت تنام متعبة وتصحو أكثر تعبا. عملت يد التعمير في حقولها فبدلت أزهارها بصناديق من البيوت تراصت على جوانب شوارع منهكة ما استطاعت أن تتحمل وطء خطوات أبناءها وسياراتهم فغارت في الأرض حفرا يكاد المرء يكبو في بعضها ولا ينهض.


تلك المدينة كانت تزهو بهدوء شوارعها فأصبحت تنام على صخب وتنهض على صخب. اربد أصبحت متعبة تغفو ولا تريد أن تنهض من غفوتها وكلما امتدت إليها يد لتوقظها هدهدتها يد اكبر  فغطى النوم عينها وسلب منها عزيمة النهوض فغفت من جديد.


اربد يا وجع أبناءها وأسباب مسرتهم. يا بسمة المشتاق وشوق الغريب  كم يعز على نفوس أبناؤك أن يروك وقد غزت الشيخوخة قسمات وجهك الذي اعتادوا عليه باسما فرحا متألقا.

نقلت إليهم همومك فملئت صدورهم ضيقا ما عادوا قادرين على التخلص منه فهو في هواؤك منتشر وفي ارض مزروع وعلى قسمات أبناؤك مرسوم. وجعا أدمى القلب وملأ النفوس حسرة على مدينة كانت يوما عروسا لم ينتظر أبناؤها مشيبها ولكنها شابت بأسرع مما يعتقدون.

 فهل من مبضع جراح يعمل فيها ترقيعا وشدا حتى يعيد إليها بهاؤها؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد