سر قوة إسرائيل، وسبب الخوف منها

سر قوة إسرائيل، وسبب الخوف منها

21-11-2010 02:57 AM

الخوف بشكل عام هو شعور فطري داخلي ، يوجد في جميع الكائنات الحية !! سواء كانت هذه الكائنات ؛ إنسانا أو حيوانا أو حتى نباتا!! وهنا أرجو أن تسمحوا لي أن اتكلم  بإيجاز عن الخوف الموجود في النفس البشرية بشكل عام ، وعن الخوف الذي يعترينا كعرب ومسلمين  من اسرائيل وأمريكا على وجه الخصوص.
 

فالخوف لدى الأنسان بشكل عام  هو شعور نفسي داخلي يمكن التغلب والسيطرة و القضاء عليه تماما ،  بكل سهولة  ويسر إذا  فهمنا  أسبابه ، و عرفنا طريقة علاجه.
 

 إنه لكي نقضي على هذا الخوف ، وإزالته من أنفسنا ؛ فلابد أن يسبق ذلك خطوات وإرشادات معينة !! وهذه الإرشادات والخطوات تبدأ منذ لحظة الولادة عند الإنسان،  لكن مسؤولية  ذلك  في تلك  اللحظة  ستكون ملقاة على كاهل الوالدين بشكل أساسي وكبير.!!!
 

 فالوالدان هما الشخصان الوحيدان اللذان بإمكانهما أن يخلقا من وليدهما إنسانا شجاعا لايهاب الموت ، وبإمكانهما  أن يجعلا منه إنسانا  يتمتع بقلب جسور كقلب الأسد !!  وفي نفس الوقت  وعلى النقيض من ذلك  فإنه  بإمكانهما أن يجعلا من وليدهما إنسانا جبانا يخاف حتى من النملة أو الصرصور  لو رآهما من  بعيد !!.
 
 
  إن هذا هو الأساس الذي أراه من وجهة نظري ؛ فأسلوب التربية ، والطريقة التي يتبعها الوالدان في تربية أبنائهم وبناتهم؛ هي التي ستجعل منهم شجعانا أو جبناء.
 

فماذا تتوقعون من طفل كان قد ولد وترعرع ونشأ  على شكل ( دلوع البابا وحبيب الماما )  و كان قد تعود على إسماعه كلمات الرعب  ، وتخويفه الدائم  بكل أشكال التخويف مثل : ( البعبع والعو والليل والحرامي ...و..و.. ) إذا أراد عمل شيء ما  لوحده !، ،وكنا  كآباء  وكأمهات  نمنعه  من الإعتماد على نفسه في تصريف أمور وشؤون حياته الخاصة إلا بمساعدتنا  .!!
 

ولهذا فإذا كان ذلك هو أسلوب تربيتنا لأبنائنا وبناتنا ، وكانت  تلك هي طريقتنا ؛  فإنني أقول لكم :   توقعوا إذن  أن تروا أبناءكم  وبناتكم جبناء   مهزوزي الشخصية  ؛ ضعاف الإرادة  ، معدومي الثقة في أنفسهم  ، يسكن الخوف حجرات قلوبهم  طيلة حياتهم !!.
 

لعلكم  تلاحظون إذن  أنه لاعلاقة  أبدا لإسرائيل ولاغير إسرائيل بالخوف الذي يعترينا كعرب  ومسلمين عند سماعنا كلمة إسرائيل !! فالخوف الموجود في قلوبنا من إسرائيل  هو  الذي كان والذي لايزال من صنع أيدينا نحن ، وهو الذي صنعناه بأنفسنا !!
 

إن الخوف الذي يعيش  في داخلنا ، والذي أخذ يتراكم ويتراكم في أنفسنا  شيئا  فشيئا على مدار الأيام والسنين هو الذي جعل من أسرائيل تبدو أمامنا وكأنها قوة عظمى لايمكن قهرها !! في حين أنها في الحقيقة  هي  ليست كذلك،!!  بل إنه من السهل جدا تحطيم أسطورتها التي تسيطر على عقول معظمنا .
 

 فنحن العرب الذين أعطينا إسرائيل هذه القوة الوهمية  ، ونحن الذين أعطيناها كل هذا الحجم  الكبير الذي تخيفنا به  ولهذا كان من الطبيعي جدا  على اسرائيل وبعد أن درست نفسياتنا جيدا ، وبعد أن عرفت طريقة تربيتنا لأولادنا  جيدا أيضا ، وبعد أن  استدلت على كيفية  معالجتنا لأمورنا ،   أن  تجعلنا  فعلا نصدق في داخلنا أنها قوة  جبارة خارقة لايمكن قهرها ، وأنه لايمكننا التغلب عليها بأي حال من الأحوال  !!! ،
 

وبهذا  استطاعت  إعطاءنا  إيحاء وشعورا داخليا باليأس ،  وأننا  بالفعل غير قادرين حتى على محاولة التفكير بمواجهتها .!!! مهما عملت نحونا من شر وشرور ومهما نكلت بنا ، ومهما اعتدت علينا.
 

وأوصلتنا الى درجة من الإحباط  الشديد  بأن  جعلتنا عاجزين عن الرد  عليها حتى لو بالكلام  ؛حتى لو قامت  بإحراق  الأخضر واليابس.
 

 .لكن الشيء الوحيد والذي أعترف  أنه هو  فقط الذي تميزنا فيه وبكل جدارة هو إجادتنا  بإمتياز لقول  وترديد عبارات الشذب  والإستنكار والإحتجاج   والإدانة ، والمسارعة بالشكوى إلى  هيئة الامم المتحدة  نطلب منها أن  تقنع اسرائيل وترجوها  بأن تتركنا  في حالنا  والكف  عن الإعتداء علينا .ولم نجرب  ولو لمرة واحدة أن نرد  لها الصاع صاعين .
 

أما آن الأوان لنا يا عرب ويا مسلمين أن نعرف حقيقة إسرائيل هذه ونواياها نحونا ، أما آن  لنا أن نعرف أن شعارها منذ نشأتها ومنذ وعد بلفور المشؤوم  هو "أن حدودك يا إسرائبل من الفرات إلى النيل" !
 

فإسرائيل هذه سوف  لن تكتفي فقط بفلسطين  ولبنان  والعراق . فهاهو  أخطبوطها يمتد  إلى  السودان  واليمن  وسيليها بعد ذلك   كل الدول العربية تباعا إذا لم نستيقظ من غفلتنا  وإن لم نستفق  من  سباتنا الذي أرى أنه قد طال  أكثر مما ينبغي له أن يطول .!!
 

أما آن يا عرب ويا مسلمين معرفة أن إسرائيل هذه ما هي إلا كيان ضعيف هش لايمكن له أن يدافع عن نفسه  ، ولايمكن له أن يقوى على الصمود مهما كانت الأسلحة المتوفرة لديه !! لو كانت لدينا فعلا الإرادة القوية فيعليها  محاربتها والقضاء  عليها وإزالتها عن الوجود وتخليص العالم منها ومن شرورها .
 
  إن الجنود الإسرائليين هم أجبن من أن يقفوا أمامكم ، وأجبن من أن يدافعوا عن كيانهم المصطنع هذا ، وخاصة أنهم جميعا وكما تعلمون فهم  من المرتزقة الذين أتوا وقدموا من هنا وهناك ومن مختلف أقطار العالم . بعد أن  دفعت لهم الأموال ،  وبعد أن قدمت لهم الإمتيازات لضمان توطينهم في فلسطين وباقي الدول العربية مستقبلا حينما تحين الفرصة لهم بذلك .
 

  .إن الجنود الإسرائيلين أجبن من أن يقفوا مجتمعين في مواجهة طفل فلسطيني واحد ، حتى لو كان هذا الطفل الفلسطيني صغيرا  وكان عاري  الصدر !! فمابالكم   إذن لو توحدنا  ووقفنا جميعا في وجهها ووجه أعوانها.
 

   إني آمل أن تقوم نساؤنا العربيا بإرضاع أطفالهم الشجاعة مع الحليب ، وأن نربيهم على الأسلوب الذي لايبقي للخوف وجودا في قلوبهم إذا أردنا إستعادة كرامتنا  المهانة وأراضينا المغتصبة وحقوقنا المهدورة .
 

أما غير ذلك ،والإستجداء  بهيئة الأمم المنتحدة  فيؤسفني  القول : إن كل جهودنا حينها  ستكون مجرد جهود ضائعة  ستذروها الرياح ، وسيضيع بسببها الوقت والجهد والمال من غير أي  فائدة تذكر  والأهم  أنها  ستجعل اسرائيل تتمادى أكثر وأكثر  بالإعتداء علينا كلما سنحت لها الفرصة بذلك   .!!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد