أيها الأب لا تشترِ عدوا خفيا لأبنائك

mainThumb

29-11-2010 12:00 PM

أعرف أن البعض قد يغضبه موضوع المقال وستنهل علي الصفات تترى , ولكن لكل منا رأيه ،أخطأ أو أصاب.


ما اقصده هنا بعدو الأبناء هو الزوجة الثانية أو امرأة الأب، فمعظم الرجال يجلبون عدوا لأبنائهم بايديهم دون معرفة منهم. ومن خلال ملاحظاتي الاجتماعية لم ألاحظ زوجتين لرجل واحد على وفاق تام ، ولم ألاحظ أن امرأة أب عاملت أبناء وبنات زوجها كما تعامل أبناءها وبناتها، هذا إن لم تسئ المعاملة أصلا .


وقد قيل إن الأخ أخ الأم، فالأم تجمع أكثر من الأب . واسأل كل واحد  أو واحدة هل بيت الأهل بوجود الأم الحقيقية مثل زوجة الأب؟! .قد يبدو ظاهريا الإخوة من الأب متحابون  ولا تفريق بينهم ،ولكن الأغلب أن هناك تفريق ولو بالنظرة (ولا أعمم هنا  ) . فكيف بالأمر إذا كان هناك مشاحنات ومطامع وخاصة إذا تزوج الأب كبيرا وأنجب أولادا صغارا نسبيا مع إخوتهم غير الأشقاء ؛فيكبر الأب ويصبح كخزانة بيت قديمة (في هذه الحالة) يحافظ عليها لذكريات جميلة أو اتقاء لسوط المجتمعات ، وأبناء الثانية يرون في إخوتهم غير الأشقاء متسلطين ولا يجدون حنانا أصيلا يعوضهم فقد الأب أو تآكل دوره للتقدم بالسن أو أسباب أخرى لا استطيع ذكرها، والإخوة الكبار يرون فيهم دخلاء عليهم يقاسمونهم الورثة إن وجدت أو يحملونهم أعباء اقتصادية واجتماعية كانوا بغنى عنها لولا نزوة الشايب!


ومن هنا تبدأ البغضاء وتشتد مع وجود الأمهات ؛فالقديمة تشد على أسنانها تحسرا وتجحظ عيونها غيضا ،والجديدة تتمايل بشفاهها غرورا وتتراقص حواجبها كيدا.


 قلت لرجل مرة في الخامسة والأربعين استشارني في الزواج الثاني لنفرض انك تزوجت وأنجبت طفلا فبعد خمسة عشر عاما تكون إما في المقبرة أو في الطريق إليها، ويكون ابنك في اشد الحاجة إليك ولن تستطيع أن تعمل شيئا ولم ينتصح فحصل ما توقعته وابنه الآن من النصابين وخريجي السجون المرموقين .


فأقول لمن يتزوج دون سبب شرعي ملح ؛بل لإثبات رجولة زائفة فكر قبل أن تشتري العدو لأبنائك بيديك ناهيك عن ظروف الحياة الاقتصادية والاجتماعية ،والتي تجعل من الصعب الإنفاق على أسرتين وتربيتهم التربية السليمة. وأعجب من أي شخص يقدم على تلك الخطوة كيف يستطيع أن يقسم مشاعره وأحاسيسه قسمين أو أكثر! واسأل كل من جرب ذلك هل أنت حقا وبصدق مرتاح وهل تعتقد انك فعلت الصواب؟! كل من سألته لغاية الآن أجاب بلا النافية والدالة على الندم وإن جهر أمام الآخرين بغير ذلك .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد