الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ذكراه 61

mainThumb

11-12-2010 11:28 PM

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ذكره 61 في العاشر من ديسمبر من كانون الأول الجاري مرت على البشرية الذكرى الواحد والستون للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يعتبر عيدا أمميا وقد أجمعت عليه البشرية ، حيث تم إعلانه في العاشر من ديسمبر كانون الأول عام 1949 م ،



بعد أن مرت البشرية في حروب طاحنة ولا سيما في الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي كلفت البشرية ملايين القتلة والجرحى والمشردين ناهيك عن بلايين الدولارات التي استهلكت في تلك الحربين ، وبعد ذلك بدلا من التقاء الإرادة الأممية على وضع ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أجمعت عليه البشرية موضع التنفيذ وتفعيله نجد الامبريالية الأمريكية التي يحكمها تجار القتل والدمار والسلاح تقود شريك الأمس في القضاء على النازية والفاشية الاتحاد السوفيتي لحرب أخرى سميت بالحرب الباردة والتي كانت تسخن في كثير من المناطق ومنها الشرق الأوسط ،وقد استهلكت تلك الحرب الباردة بلايين الدولارات التي كانت كفيلة لو استثمرت اقتصاديا بشكل صحيح أن تجعل كوكبنا الأرض الذي نعيش عليه جنة الله .



وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي أصبح العالم أحادي القطب تغولت الولايات المتحدة على كل دول العالم وأصبحت حقوق الإنسان في أية دولة في العالم للأسف تقاس بمدى علاقة هذه الدولة أو تلك بالولايات المتحدة ولعل أسماء الشخصيات السياسية والأدبية التي حصلت على جائزة نوبل في العقود الأخيرة أكبر دليل على ذلك ، وهذا العام حصل عليها مثلا المنشق الصيني ليوتيشاو باو جورت وقبله بسنوات حصل عليها أنور السادات ومناحيم بيغن بسبب إبرامهم صفقة كامب ديفيد ونجيب محفوظ بعد ذلك بسبب تأييده لتلك المعاهدة التي رفضها ويرفضها الشعب المصري الحر حتى يومنا هذا ، كما حصل عليها شمعون بيرس والزعيم ياسر عرفات بسبب صفقة أوسلو وان كان ذلك لم يمنع الصهاينة بعد ذلك من قتل الشهيد أبا عمار والمجيء بمحمود عباس .



ذا حقوق الإنسان أصبحت مسيسة في العالم وفي عالمنا العربي أصبحت العلاقة مع الصهاينة هي حقوق الإنسان وكل من يتحدى ويقاوم الاحتلال الصهيو ـ أمريكي سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان فهو ضد حقوق الإنسان ، كما أن الدول العربية التي لا تعرف شيء اسمه إنسان قبل حقوقه هي من أقرب أصدقاء الولايات المتحدة وتسميهم أمريكا بعرب الاعتلال .



فهل لنا أن نسأل ونحن نحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان أين حقوق الإنسان مما يحدث في فلسطين من جرائم يومية ومصادرة للأراضي وبناءا للمستوطنات والمجيء بكل حثالات البشرية ليقطنوا على حساب أصحاب البلد الأصليين من العرب الفلسطينيين الذي جرى ويجري تشريدهم ، وأين حقوق الإنسان مما يحدث في العراق المحتل حيث أصبح القتل على الهوية ، وأين حقوق الإنسان من جرائم أمريكا في أفغانستان ، وما شاهدناه مؤخرا حيث يقوم الأمريكان الديمقراطيين جدا بحرق بعض الأسرى من حركة طالبان وهم أحياء بالنار بعد تقيدهم ناهيك عما حدث ويحدث كل يوم في منتجعات أمريكا للديمقراطية في غوانتانامو والعراق وأفغانستان وإرسالها لعدد من المعتقلين إلى أتباعها من عرب الاعتلال حيث تحدث عدد كبير من المنظمات الحقوقية في العالم عن انتهاكات في تلك السجون يندي لها الجبين ولن أتحدث عن الاغتصاب للرجال قبل النساء من قبل دعاة حقوق الإنسان والديمقراطية وأتباعهم .



لقد أصبحت حقوق الإنسان في هذا العصر الصهيوـ أمريكي الأسود أكثر مأساة من أي وقت مضى ولهذا فان العالم اليوم مطالب بأكثر من أي وقت مضى بالعمل والنضال لأجل التحرر من الصهيونية التي رأسها أمريكا وذنبها الكيان الصهيوني وعملائه من عرب الاعتلال وغيرهم ، وأمريكا التي هي أكثر قمعا وديكتاتورية من النازية والفاشية ، وقد أصبحت مصالحها اليوم وعملائها طالما وجدت الضرورة لهم هي حقوق الإنسان وما يبشر بالخير ونحن نحتفل بهذا اليوم العالمي أن أمريكا قد فشلت في قيادة العالم والاقتصاديون والخبراء يقولون أنها ربما سيحل بها ما حل بالاتحاد السوفيتي السابق ، والعالم كما هو واضح يتوجه لتعدد الأقطاب ولعل ما حدث من تضامن أممي مع الصين حيث امتنعت الكثير من دول العالم من الحضور لتسليم جائزة نوبل للمنشق الصيني حيث ظهر للعالم أن الهدف من الجائزة سياسي وليس إبداعي فهو دليل أيضا على فقدان أمريكا لنفوذها وغير ذلك من دلائل تطالب بعالم متعدد الأقطاب وعلى العرب بهذا الاتجاه إقامة الوحدة الاقتصادية والسياسية بينهم ليكون لهم مكانا تحت الشمس .



وعلى دعاة حقوق الإنسان في العالم العمل والنضال معا فقد انكشف المستور ولم تعد الأكاذيب الصهيو أمريكية تصنع حقائق على الأرض فان البشرية اليوم أمام منعطف صعب وعليها إعادة الاعتبار لهذا اليوم وفضح الجرائم الصهيو أمريكية وعملائها خاصة في عالمنا العربي والإسلامي ولعل الانتخابات التي جرت في الأردن و مصر مثالا للديمقراطية المطلوبة أمريكيا فهل يقبل أحرار العالم بهذه الديمقراطية المشوهــة .



 وبالتالي في هذه المناسبة الأممية العالم وأحراره ومن أجل خير البشرية مطالبين بإعادة القيمة والاعتبار لهذا اليوم الخالد في تاريخ البشرية حتى يكون للعاشر من ديسمبر كانون أول معناه وقيمته الحقيقية ، وبعد وما أعظم الخليفة العظيم عمر ابن الخطاب قبل إعلان حقوق الإنسان بألف وأربعمائة عام عندما قـــال (( متى استعبدتم الناس ولقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ))


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد