الخًيار .. يتصدر المشهد السياسي

الخًيار  .. يتصدر المشهد السياسي

12-12-2010 09:13 PM

ساوى الأجداد قديماً بين " الخًيار " والفقوس واعتبروهما أخوة كما هي حال اللفت والفجل . ولكن السياسة كعادتها تفرق الأخوة ، فنراها هذه الأيام  تعلي من شأن " الخًيار" على حساب أخيه الفقوس . إذ لا تكاد نشرة أخبار واحدة وفي كل المحطات العربية والمستعربة تخلو من لفظة " الخيار ".


 بل تكررها أكثر مما كررت أم كلثوم مقاطع أغنياتها . بالأمس كان للرئيس الفلسطيني سبع " خيارات " سيستخدمها بالتتابع بعد أن نقصت خياراته خيارة نتيجة إصرار إسرائيل على رفض وقف الاستيطان إيماناً منها بالقيمة المتدنية " للخيار" . ولحق به عمرو موسى معرباً عن إمكانية استخدام خيار جديد لم يسبق طرحه في الأسواق .  وقبل عام طرح الرئيس أوباما خياراته في القاهرة لعل وعسى تجد من العربان من يشتريها .



وها هو بعد عام ولعدم وجود زبائن محرزين سحب خياراته وألقاها في سلة نفايات نتنياهو . ومصر هذه الأيام تفتش عن خيارات تصلح لمواجهة تقسيم السودان . ولبنان بقواه ( 14, 8) أذار يستعد لطرح خياراته تجاه القرار الظني للمحكمة الدولية . وهناك قوى أخرى تنتظر خيارات سوريا والسعودية . وها هي المعارضة المصرية بعد شرشحتها في الانتخابات الأخيرة تبحث عن خيارات جديدة .



أسرائيل وحدها لا تحب الخيار ولا تستخدم هذه اللفظة مطلقاً ولا يوجد لديها أي نوع من الخيار في مواجهة الخيار العربي. إسرائيل لديها " قرار " وسبقت العرب وعرفت أن حرف" القاء" ما دخل على أول كلمة إلا وأعطاها قوة . وأن حرف " الخاء " ما دخل على أول كلمة إلا وزادها " خلاعة " . فالخيار رغم أنه مصنف على الخضراوات ، إلا أننا نراه يتسلل لصحن الفاكهة ويجلس بين الموز والبرتقال .



 وفي حالات أخرى يختلط بالبرغل في التبولة . وهذه دعوة لهواة البحث العلمي للبحث في العلاقة التي تربط ما بين " خيار ، ختيار ، خرف، خنوع ، خسيس، خمر، خليع " حيث أنها تبدأ جميعاً بحرف الخاء. وأذًكر بأن كثير من العرب عند سؤالهم عن صحتهم يقولون في حالة التشاؤم " على حرف الخاء" . ولكن الساسة العرب وبعكس العامة من الناس ، يكون وضعهم على " حرف الخاء" في حالة التفاؤل . وهذه دعوة للمزارع الأردني لوقف زراعة الخيار ، لعل وعسى نفيق يوماً على نشرة أخبار بدون " خيار". وأختم الحديث بعد استئذان معالي الأستاذ الدكتور راتب السعود باستعارة إحدى مقولاته ، عندما لا يقتنع بإجابة أي من تلاميذه " ما علينا " ، وأتساءل متى سنقول " إنها علينا ".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد