العدل سيد الأحكام

mainThumb

13-12-2010 08:00 PM


صورة من الواقع ، تتسم بضنك العيش ، وعدم الرضا من الواقع المعاش ، تضخم في كل شيء وعلى حساب المواطن ، اتخذوا من المواطن سلعة تباع وتشترى ، مستوى معيشة متدهور ، طال قاعدة عريضة من الشعب ، والنقد موجه للحكومة ، ولا زالت تسمعه باليمين وتهمله باليسار... ورغم وجود النواب والأعيان ... مازالت الحال هي الحال ... ولا حياة لمن تنادي !



ابتداء لابد من توضيح كل من مفهوم العدل ومفهوم الظلم وهما صورتان متناقضتان تماما . فالعدل هو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له ، وأخذ ما عليه . قال تعالى :" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى " (( النحل 90 )) ، وقال تعالى :" وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " (( النساء :58 )) . والعدل أنواع منها :- عدل في الميزان والمكيال ، وعدل بين المتخاصمين ، وعدل بين الزوجات ، وعدل بين الأبناء ، وعدل بين الناس .أما فضل العدل فله منزلة عظيمة عند الله ، قال تعالى :"وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " (( الحجرات :90 )) والعدل أمان للإنسان في الدنيا ، والعدل أساس الملك ، ويوفر الأمان للضعيف والفقير ، ويشعره بالعزة والفخر .



أما الظلم هو عكس العدل تماما . سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال ( أتدرون من المفلس ؟) قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال صلى الله عليه وسلم :" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا ، وأكل مال هذا وسفك دم هذا ، وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم ثم طرح في النار " .


وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة (( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )) .


في ضوء ما سبق ، نحن نعيش اليوم أغنياء بلا حدود يشكلون رأس الهرم وفقراء بلا حدود يشكلون قاعدته . الواقع مرير يغلفه صمت رهيب من الشعب على الظلم الذي يحل فيه ... لا منقذ أو مغيث .. وأصبح العدل


مشوها ...فأين العدل يا حكومة ...بين راتب وراتب آخر وبين فئة وفئة أخرى ، وبين محافظة ومحافظة أخرى ؟ فمازلنا ننتظر العدل سيد الأحكام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد