الكرة الأرضية ونورمان تيبت

mainThumb

15-12-2010 09:30 PM

يا ألله يا كريم, يا فتاح ياعليم, مما قد رأيت من صور محزنة ومخجلة, وما قرأت من مقال أو سمعت من قيل وقال لمحطات دوارة ومواقع إلكترونية, فضفاضة في الفضاء السياسي الأردني والعربي "وليس الكروي" علاوة على الأجنبي حول الكرة الدوارة بين نادي الوحدات ونادي الفيصلي الأردنيين !



 بعض الجمهور, يده على زناد الفتنة وقوات الدرك ترقب المشهد وتساهم بالنتيجة, بالتصويب وبالإصابة, وفضاء رحب لفضائيات تزيد الطين بلة, وإداريون متوترون يطالبون بالإنتقام للدماء المهدورة, وللكرامة المراقة ! سياسيون ونواب جدد, يشحنون خطابهم السياسي ويجددون حملاتهم الإنتخابية في كل ساحات الوطن, وأمام أية كميرات أو سماعات لمحطات إعلامية, يصرحون بكل إفاضة وتبجح, بعضهم يتبرمون ويخلطون الخطاب.



 أناس يذكرون بعضهم بيوم بعاث, إنها الفتنة أو أخت الفتنه ! ألا تتذكروا كم قطفنا ثمار الزيتون مع بعضنا وكم حصد آبائنا وأجدادنا مع بعضهم بعضا وكم زرعوا السحاري بالبطيخ وبالقثاء, وعباد الشمس, المحيط بالسحاري إحاطة السوار بالمعصم. وكم قصفت إسرئيل منازلنا ومدارسنا وملاعبنا وأحلامنا, وكم قتلت من آبائنا وإخواننا ذكوا وإناثا.



وهل تتذكروا, كم أكلنا المناسف مع بعضنا, علاوة على المقلوبة والقدرة, وأذان الشايب والعكوب, فتبا" للكرة ومن يلعبها, وكسرا" للقدم التي يلعب بها أبنائنا, وسحقا للجمهور المناكف إن كانت هذه هي النتيجة في القويسمة. لقد علق النائب البريطاني اليميني المحافظ, "نورمان تيبت" في ثمانينيات القرن الماضي, على نتيجة مباراة لكرة القدم بين فريق إنجليزي وآخر آسيوي عندما تحمس الآسيويون من الجنسية البريطانية في تشجيعهم الزئد والمتشنج للفريق الآسيوي, ما أدي الى تدافع كان نتيجته إنهيار ستاد (وقع فيه جرحى وقتلى) تابع لملعب رياضي في ولاية برادفورت "بقوله لقد فشل بعض الجمهور من أصول آسيوية في إثبات ولائه للدولة.



 عندها أخذ حزب المحافظين الحاكم والدولة البريطانية (في حقبة المرأة الحديدية, رئيسة الوزراء, السيدة ماجرت تاتشر) بالتحقيق الشامل في الأسباب والمسببات, تلاه إتخاذ لعدد من الإجراآت الإدارية المدروسة للحادث المعزول, مست حقوق مكتسبة لشرائح واسعة من المجتمع البريطاني برمته ! فما هكذا تورد الإبل, وعلينا أن نتعلم الأصول بروح رياضية



. وعليه أقول, أن بعض جمهورنا الكروي يأتي ليشجع فريق بعينه, ولا يأتي حبا" لهواية اللعبة وفنونها, ليستمتع بقدرات اللاعبين على أرض الملعب بل للمناكفة والظهور وتأزيم المشهد أثناء وبعد المباره, التي سرعان ما تعكسه الغوغاء إلى الشارع المتعب والمحبط, المثقل بهموم الدنيا ومشاغل الحياة وربما يتخاطفه المغمورين لإبراز أنفسهم إعلاميا وهذا هو الخطر بعينه. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد