نحو وثائق ويكليكس عربيه

mainThumb

22-12-2010 07:53 PM

أمريكا ليست بوركينافاسو ولا جمهورية موز في بلاد واق الواق حتى يقوم الناشط الأسترالي جوليان آسانج "عنوة بليل" وينشر تسريبات من وثائق ويكليكس الأمريكية الخطيرة, من مصادر رسمية مرجعيه, وجبتها الأولى عبارة عن 250000 صفحه, سيليها وجبات أخرى لتفاصيل أكثر خطورة مما تم نشره. تكشف الوثائق فيما تكشف عن ادوار لأسماء قيادات عربية وشرق أوسطية بما يغضب شعوبها !



 إن هذا النشر بتقديري, حرب جديدة في إقليمنا بوسائل مختلفة, ألا وهي حرب الوثائق السرية المسربة, وبهذا تكون التسريبات للوثائق إحدى آليات الفوضى الخلاقة في منطقتنا العربية, التي تبنتها إدارة أمريكية سابقة. قد تكون التسريبات نميمة سياسية أو وشاية, وقد تكون حق أريد به باطل, غايته تأليب بعض شعوب العرب على حكامهم !



فواقع الأمر, أن ما تتضمنه الوثائق السرية هو تأكيد للشك القابع في المعتقد الجمعي للمواطن العربي تجاه حكامه. ولّما كان المواطن العربي مأزوم ومخذول (بتقدير جميع المشاهدات والدراسات) وذاكرته حبلى بالشواهد والروايات, فقد يجد ضالته, في أن يعثر على المشجب الذي يعلق عليه محنته, ويفسر له بجلاء ما آل إليه هذا المصير اليائس من انعدام في الوزن له ولأمته في عالم اليوم. وبالتالي, فان ما عليه إلا أن يصدق كل ما قرأ وسيقرأ في وثائق الويكليكس, ليسلى نفسه بشواهد إثبات لتبرير أحكامه المسبقة.



 فمن فساد شره مستطير, أدى إلى تعطيل التنمية, نتج عنه بطالة وفقر, طال شرائح واسعة من مجتمعاته, إلى ديمقراطية ديكورية لا تقنع أغلبية الناس بضرورتها ولا بجدواها ! علاوة على احتلال (قديم مزمن) لفلسطين مع سلب لحقوق أجيال متعاقبة من أبنائها, ليس له حل في الأفق, تلاه احتلال مدمر للعراق أتى على مكتسباته وسلب موارده. وفوق ذلك, سماعه لأخبار تتواتر, توحي بفتنة في لبنان قد تندلع بعيد صدور قرار المحكمة الدولية, إضافة إلى ما يظهر تباعا من تقارير ووقائع لخطط مفادها فك وتركيب دول آمنة في المنطقة العربية !



أمام هذا المشهد كله, تأتي تسريبات وثائق ويكليكس لتصبح معول جديد جدا, مهمته أن لا يثق أحد بأحد. فالعميل المكشوف من قبل سيده لن يثق به أحد ولا يستطيع أن يقنع أحد بوجهة نظره, أيا" كانت مبررات العميل, ولو حاول خلط جميع الأوراق. وعليه, فتسريب وثائق الويكيلكس يفت في عضد المجتمع ويهز أركان الدول هزا حتى لو كان غير دقيق ما تتضمن نصوصها أو بدقيق. بتقديري, لا يجوز أن تبقى منطقتنا العربية عرضة لما يقال, ويحاك لها, ليكون دورنا, دور من يتلقى الضربات وملعوب بنا دوما !



وعليه, من أجل أن يكون لنا فعل, علينا أن يكون لدينا وثائق تفضح السقوط الأخلاقي للممارسات الأمريكية والغربية على الأرض العربية, وخاصة ما جرى ويجري في العراق بكل تفاصيله, من قبل غزو العراق للكويت وحتى الآن, ليفضح الرشاوى والهدايا النفيسة (بالصورة والصوت) لشخصيات حكومية وأهلية غربية, قبضت أجر ما سربت لحكوماتنا وحكامنا من معلومات واهية ووعود كاذبة. و أن يكون لدى الجامعة العربية مركز دراسات غني بوثائق, ينشر بكل اللغات الحية, يوثق فيها السرقات والتدليس والغبن الحاصل من قبل الغرب في برامج التسليح وشراء الأسلحة.



 وأن يكون لدى الجامعة سفراء وثائقيين ممن عاصروا الأحداث من أمثال, الأخضر الإبراهيمي وأحمد كمال أبو المجد وبطرس غالي ومحمد البرادعي وسليم الحص وعبد الكريم غرايبه ومحمد الحموري ويحى الجمل وعلي محافظه وعزمي بشاره وسفيان التل وأشرف الكردي وغيرهم كثر, لجمع وثائق من مصادر أصلية, بتفاصيل كاملة عن حوادث هامة مثل كيفية مقتل ياسر عرفات ومقتل قادة كبار في المنطقة. و أن يتم كشف المستور من حقائق عن كتب الودائع والمواثيق ورسائل الوعود الكاذبة الأمريكية لزعماء المنطقة. وعن تلفيق وثائق إثبات كاذبة أمام مجلس الأمن,



 عرضها كولن باول أمام العالم كله, وشت حينها بامتلاك العراق لأسلحة غير تقليديه (اعترف فيما بعد كولن باول نفسه بطلانها) أدت إلى احتلال العراق عسكريا" بمسوغات باطلة وظالمة. ناهيك عن صفقات السرقة في برامج النفط مقابل الغذاء, وسرقة ثروة ونفط العراق بممارسات الأمريكي بريمر وفريقه. وعن موضوع الأنثراكس "الجمرة الخبيثة" الذي روج له وانطفئ عندما نفذت غايته. فما المانع أن ويوظف الإعلام العربي والثقافة العربية وكل المؤسسات الحرة بكافة طاقاتها من أجل تمحيص ووزن ما صدر ويصدر من وثائق الويكيلكس, اتقاء" ودرءا" لفوضى مزعجة لا يحمد عقباها, قد تأتي على الكيان الناعم العربي وربما الخشن, وأعني به كيانات الدول العربية وربما انفراط مؤسساتها. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد