سلام على الشيخ نوح

mainThumb

26-12-2010 07:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على مولانا وسيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد مضت بنا أربعة أيام على رحيل العالم الجليل والأستاذ الكبير وصاحب الفضل العميم أستاذي وقرة عيني بعد رسول الله سماحة العلامة الشيخ نوح رحمه الله تعالى،فلقد فجع العالم العربي والإسلامي ووطننا الغالي الأردن على رحيل شيخي،فلقد تلقيت خبر وفاته مبكراً قبل أذان الفجر ،ولم تهدأ عيني من البكا، لا لأن الشيخ نوح مات لا والله؛ لأنني على علم أن ما عند الله خير وأبقى ،لكن الذي أبكاني قول الله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )سورة الرعد آية41،




يقول ابن كثير في تفسير هذه الأية:" وقال العوفي عن ابن عباس: نقصان أهلها وبركتها.وقال مجاهد: نقصان الأنفس والثمرات وخراب الأرض.وقال الشعبي: لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حُشُّك، ولكن تنقص الأنفس والثمرات. وكذا قال عِكْرِمة: لو كانت الأرض تنقص لم تجد مكانا تقعد فيه، ولكن هو الموت.وقال ابن عباس في رواية: خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها. وكذا قال مجاهد أيضا: هو موت العلماء.وفي هذا المعنى روى الحافظ ابن عساكر الأرض تحيَا إذا ما عَاش عالمها ... مَتَى يمُتْ عَالم منها يمُت طَرفُ ... كالأرض تحْيَا إذا ما الغيث حَل بها ... وإن أبى عَاد في أكنافهَا التَّلَفُ ".




 حقيقة أن تحزن الأرض والسماء لفقد الصالحين، ويهتز عرش الرحمن لموتهم كما حصل مع سيدنا سعد بن معاذ، ، في عهد الشيخ نوح وفي كل المواقع التي شغلها كان لطلاب العلم شأن .وهيبة أما أنا فقد صحبته في مواقع مختلفة ورأيت منه احترام طلاب العلم وتوقير العلماء، ومن العبارات التي قالها لي أثناء الرحيل من دائرة الإفتاء العام من المبني القديم إلى المبنى الجديد في شارع الأردن،فقال ياأبنائي تذكروا الرحيل إلى الآخرة فقلت له مداعبا يا سيدي لا تخوفنا من الآن فقال:لا من يخوفك الآن يؤمنك غداً!!!"




فقد كان هم شيخنا الآخرة ولها عمل، نستذكر هذه المعاني بوفاة شيخنا الدكتور نوح القضاة الذي ترحم عليه كل من سمع بخبر موته، ودعا له بالمغفرة والقبول، وشهد له بالخير، شهادة تذكرني بحديث النبي عليه السلام:( انتم شهداء الله في الارض، ". ومعنى هذا الحديث: أن الثناء بالخير لمن أثنى عليه أهل الفضل، فكان ثناؤهم مطابقا لأفعاله، فيكون من أهل الجنة. نستذكر هذه المعاني لشيخي وأستاذي الشيخ نوح القضاة الذي عرفته عن كثب بأياديه البيضاء في خدمة الشرع وصموده في وجه الظلم، وقولة الحق ولو كان ثمنها الخروج من منصبه فدينه غالي عليه ،وهو حريص على أمته،




 نعم يا شيخي أودعك بقول النبي عليه السلام:إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخي لمحزونون،أستودعك الله سلمك الله أبدلك الله بالفردوس الأعلى....وغداً نلقى الأحبة محمداً وصحبة،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد