هل ويكيليكس مؤامرةمن أميركا

هل ويكيليكس مؤامرةمن أميركا

27-12-2010 07:57 PM

تحية طيبة. أليس زلزال ويكيليكس انتصارا ساحقا للشفافية والإعلام الحديث على عالم السياسة وسراديبه المظلمة؟ ألم يعر العالم أجمع وخاصة الزعماء العرب؟ أليس حريا بنا أن نقف إجلالا وإكبارا لجوليان أسانج الذي قدم لنا مرآة بحجم العالم لنشاهد فيها عوراتنا السياسية القبيحة؟ متى يتوقف العرب عن التعامل مع كل شيء بوصفه مؤامرة موقوتة عليهم، أليس من السخف اعتبار تسونامي ويكيليكس مؤامرة أميركية إسرائيلية على العرب؟



 الفضيحة ليست في ويكيليكس الفضيحة هي في الواقع العربي الذي نعيشه، الفضيحة في الانفصام الفظيع بين مراكز القرار في الدول العربية وبين الشارع العربي.. موقع ويكيليكس صار حديث العالم، الجميع يتابع أخبار الوثائق أولا بأول، ويطلق التكهنات حول الوثائق القادمة ويتساءل: من ستكون الضحية القادمة التي يفضحها هذا الموقع، وقد ظهر بين عشية وضحاها وصار الموقع الأشهر والأهم والأكثر جاذبية؟ ثم من يكون صاحب الموقع وكيف حصل على هذا الكم الكبير من المعلومات الخاصة بدولة تنهض وتنام على التجسس والتنصت على مواطنيها قبل غيرهم؟



ولأننا لم نتعود أن نتعامل مع الأحداث ببراءة الأطفال كما فعل الكثير من الإعلاميين العرب الذين تعاطوا مع "تسريبات" ويكيليكس وكأنها حقائق ثابتة، فقد سكننا السؤال دائما عمّا وراء الصورة: من وضعها ومن المستفيد منها، ولم نصدق لعبة ويكيليكس ولم نغتر بالبالونات التي أطلقها وحاولنا النبش في ما وراءها وما حف بها من تضليل وتوظيف ومصالح استعمارية، ان ويكيليكس رسالته الرئيسية تستهدف تقديم صورة سيئة عن واقع غالبية الأنظمة العربية، وهي رسالة بالغة الدلالات والغايات، فهي من ناحية تزيد في إضعاف واقع تلك الأنظمة أمام جماهيرها، وتدفع الجماهير إلى اليأس في أي تغيير مدني هادئ تتم فيه الشراكة بين مختلف القوى السياسية بما فيها الأحزاب الحاكمة، ورهان التيئيس الأساسي هو توسيع دائرة التشدد والانغلاق باعتبارها الشرط الأول لنجاح "الفوضى الخلاقة" كأداة استراتيجية أمريكية للسيطرة على العالم.



 والحمد لله والصلاة والسلام علي عبده ورسوله محمدٍ وعلى آله وصحابته أجمعين هناك لغز محيرٌ فعلاً الأمم المتحدة ومجلس الأمن والحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي والصهيونية العالمية كل هذه مسميات لها وقفات على مر العصور من تكميمٍ لقول الحق بكل الطرق الشرعية أو غير ذلك والكل يعلم ما اعني بغير ذلك وتجففٍ للمنابع الممددة لكل دعم !!!!



 وتلميع ما سواه . سؤالي هو الا يقدرون كلهم من قفل للموقع الخاص لجوليان أسانج او إغتياله أو سجنه كارهابي أو اي تهمة يلفقونها كل المعتاد ؟ ومن يكون هو جوليان أسانج هذا حتى تكون له هذه الحصانة من القوى الكبرى ومجلس الأمن والامم المتحدة والولايات المتحدة ايضاً ؟ اليست الولايات المتحدة من تخاف وتحرص كل الحرص على أمنها واستقرارها كما تزعم ؟ أذا كان حقاً كما يدعي جوليان أسانج فلماذا لا يكشف لنا مدى مصداقية المذابح والمحرقة المزعومة الذي تمت في عهد النازي هتلر لليهود . هل هو شَرك أم ماذا ؟



هو اليوم يريد الدعم المادي والمعلوماتي من العرب كما هو واضح في دعوته . دعوة للعالم العربي: واختتم جوليان أسانج اللقاء بتوجيه دعوة إلى العالم العربي قائلاً: "نريد من العرب أن يدعمونا لأن الغرب الآن من الصعب علينا أن نحصل على دعم منه بسبب أن نفوذ أمريكا امتد إلى كل مكان حتى السويد وايسلندا ولهذا فإن الدعم يقل بالنسبة لنا من داخل الديمقراطيات الغربية الليبرالية ونريد الدعم من العالم العربي سواء الدعم المالي أو المعلوماتي وهو الدعم المتعلق بجوهر عملنا وأن يتم تزويدنا بكل ما يمكن أن يشجع استمرار مسارنا". أمل التبصر فالمسلم كيسٌ فطن وليس بكيس قطن .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد