ظاهرة الأطفال اللقطاء في الأردن !!

ظاهرة الأطفال اللقطاء في الأردن !!

31-12-2010 10:04 PM

 كم هو أمر مؤسف جدا،  ونحن نعيش في بلد يدين معظم شعبه بالإسلام ، أن نكون نرى ونسمع  بين الحين والآخر  انتشار ظاهرة غريبة  دخلت بقوة على مجتمعنا الأردني المحافظ  ؛ ألا وهي : ظاهرة  "الأطفال اللقطاء" من حديثي الولادة  الغير شرعيين  ؛ والذين أصبحت مشكلتهم  تطفو على السطح  في مختلف مناطق المملكة، وأخذت  في النمو والتزايد يوما بعد يوم  ، وباتت أمرا  واقعا يصيبنا في  أعماق حياتنا الاجتماعية  بشكل يدعونا إلى الدهشة والإستغراب !! وكأننا نعيش في مجتمع غربي يخلو من القيم .



 حقيقة ؛ كم أنا في غاية العجب  والتعجب لما أراه يحدث   لهؤلاء الأطفال برميهم هنا وهناك   ، كاالإلقاء  بهم  في حاويات النفايات ، أو   تحت الجسور ، أو على جوانب الطرق ، وفوق الأرصفة ، وفي أماكن عبور المشاة ، أو وضعهم أمام أبواب  المساجد والكنائس والمستشفيات والفنادق  ، أو تركهم في مراحيض  الجامعات والمدارس !! أو الإقدام على  قتلهم فور ولادتهم، بطرق بشعة يشمئز لها ضمير الإنسانية جمعاء؛  وكل ذلك خوفا من العار والفضيحة الذي قد يصيب والدة   هذا الطفل  الغيرشرعي إذا فاحت رائحتها وانكشف أمرها .



 إخوان أخوات  : ـ
 إن المشكلة التي أنا  في صددها الآن ؛  مشكلة  خطيرة جدا  في رأيي الشخصي، وأعتبرها من منظوري  معيبة لنا  ومعيبة  لبلدنا  ومعيبة  لديننا الإسلامي ؛ ولهذا  واحتراما منا  لأنفسنا ولبلدنا ولديننا ؛ فأنا أرى أنه  من الواجب علينا أن نقوم بالتصدى   لها بحزم شديد ،  وأن نتدارس أسباب حدوثها . والعمل على ضرورة التوعية بمخاطرها وسلبياتها على المجتمع بشكل عام ؛ هادفين منع تفاقمها  ، ومنع وصولها إلى  الحد الذي لايمكن السيطرة عليه بعد ذلك  لاقدر الله .



 إخواني أخواتي الأحباء في الله :
 إنني وبعد تفكير  عميق ؛  وجدت  أنه من الممكن جدا القضاء على هذه الظاهرة المؤرقة ،  كما أنه من  الممكن أيضا منع حدوثها .  لكن !! بشرطين اثنين  !! أولهما : أن نكون صرحاء  مع  أنفسنا بالإعتراف بها   ، وثانيهما : أن  تتوافر لدينا  الجدية اللازمة في العمل المخلص على محاربتها .



 وعلى هذا  فقد توصلت الى أهم مسبباتها ،والتي كانت   من وجهة نظري مايلي : ـ
1ـ  ضعف الوازع الديني  والأخلاقي لدى البعض  2ـ انتشار الكحول والمخدرات  بين كثير من فئات المجتمع .3ـ  رواج الزواج العرفي وزواج المتعة على نطاق واسع  ، 4ـ  انتشار العاملات في المنازل من جنسيات مختلفة بأعداد كبيرة ملفتة للإنتباه وغياب الرقابة عنهم ، 5ـ انتشارمراكز التدليك والمساج في الفنادق وفي الاحياء الراقية من غير  وجود ضوابط مهنية  كافية من الجهات ذات العلاقة . 6ـ انتشار  الكثير من الملاهي  الليلية والبارات والمراقص  والخمارات  7ـ   تسهيل  أمور الإختلاط بين الجنسين وتقريب  البنزين من النار   بحجة تماشي التطور والحضارة الكاذبة المزعومة   8 ـ الغلاء المتزايد في المعيشة  يوما بعد يوم ـ 9ـ  العنوسة  وفقدان الأمل  وتسرب اليأس الى نفوس البعض  في الزواج الحلال   10. وجود وقت فراغ طويل لدى الكثيرين من الشباب العاطلين عن العمل  .11ـ سوء وفحش وقذارة ماتقوم بعرضه معظم الفضائيات  الخليعة  من برامج تافهة  هدامة للقيم و مثيرة للشهوات .12 ـ ارتفاع المهوروتعنت  بعض أولياء الأمور في تزويج بناتهم بما  يفرضونه على العرسان من طلبات تعجيزية تجعل الشباب يستنكفون عن الزواج 13ـ البطالة   14ـ الفقر  والحاجة المادية .15ـ  بالإضافة الى أسباب أخرى  كثيرة لايتسع المجال لذكرهافي هذه العجالة.



 وكلها وكما ترون ؛  تعتبر عوامل  ودوافع وأسباب ؛ تؤدي  ومع مرور الأيام  إلى حدوث  فوران في الشهوات  وإيقاظ للغرائز الدفينة  ؛ ستدفع بأصحابها حتما بعد ذلك إلى ارتكاب جريمة (الـــزنا) والعياذ بالله ؛  وخاصة إذا مهدت الطريق لهذا الزنا    بعد  التقاء  طرفين  من الجنسين من الذين يكون الشيطان رفيقا دائما  لهما ، وصدف أن تواجدا  في جو  ومكان يسكنه الشيطان وكانت  تتوفر فيه فرصة الخلوة الآثمة  .  



" فما اجتمع رجل وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما "!!
. الأمر الذي يؤدي إلى ترغيب الشيطان لهما في ممارسة هذا الفعل الشائن  بعد تزيينه لهما ، وفي نهاية الأمر يجدان نفسيهما يضعفان تدريجيا إلى يصلا الى  وضع يصعب عليهما  مقاومته أمام اشتداد شهوتهما العارمة من جهة ، وبسبب مدى قوة تأثير وسيطرة الشيطان عليهما من جهة أخرى .



فالشيطان وكما هو معروف عنه ؛ فهو  لا يكف أبدا  عن الوسوسة  في الصدور وتخريب العقول ، و ينجح عادة بإمتياز  في   نصب شباكه حول ضعاف الإيمان  ؛ ويستطيع  بمكره ودهائه إطفاء البصائر لديهم ؛ فيحكم قبضته عليهم   ، ويجعلهم يستسلمون لأوامره  وهمزاته  ونفخاته ، إلى أن يوقعهم   في الحرام  وفي مستنقع الرذائل ؛ والذي  تكون من نتائجه  بلاشك مايلي : ـ


 1ـ  إنجاب  أطفال لقطاء غير شرعيين. 2ـ حدوث اختلاط في الأنساب،  3ـ  انحلال في الأسر، 4ـ تفكك في الروابط الإجتماعية ، 5ـ انتشارلكثير من  الأمراض المعدية كالأيدز والسفلس والسيلان وغيرها .
 وهذا سيؤدي في   نهاية الأمرومع انتشاره   إلى انهيار كامل في منظومة  الأخلاق ،  ومن ثم إلى حدوث تدهورخطير في كافة القيم الإنسانية .



 إخوان أخوات :
إن ديننا الإسلامي الحنيف ، وكما تعلمون  دين ، يحترم الإنسان  ويسمو به  ،ويميزه عن غير ه من سائر الكائنات الأخرى ؛ ولهذا  فهو  يحرّم  علينا كل علاقة جنسية  غير شرعية، وكما أنه يحرّم علينا كل قول ، ويحرم علينا  كل عمل يفتح نافذة على علاقة محرمة  آثمة . ولهذا  نجده قد شرع لنا الزواج الحلال ، وطالبنا  كمجتمع اسلامي محافظ  بضرورة  تبسيط أموره وتقليل تكاليفه والتشجيع عليه .


 ولاشك أن المتعمق  في  دراسة أمور الدين الإسلامي وتوجيهاته  وإرشاداته وهديه ؛  سيجد أنه دين عظيم حافل بكل مامن شأنه أن يعصمنا  جميعا  من الوقوع في شرورالمعاصي والمحرمات وعواقب الأخطاء.
 

هدانا الله وإياكم جميعا إلى كل  مايحبه ويرضاه   ، وأرشدنا الله وإياكم  إلى السير في الطريق القويم المستقيم بإذن الله .

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد