الحزن والبكاء لغتان عالميتان من غير كلام !!!

الحزن والبكاء لغتان عالميتان من غير كلام !!!

08-01-2011 09:02 PM

 الحزن والبكاء  لغتان عالميتان  لكنهما من غير كلام !!! ؛ يعرفهما  ويفهمها ويجيدهما  كل الناس ؛ من غير أن  يكونوا قد تعلموها  لا في مدارس ولا في معاهد ولا في جامعات  !  لكونهما  تعبران  عفويا وتلقائيا بصدق عن مافي داخلنا نحن البشر من آلام وهموم وأحزان تكون متشابهة في تأثيراتها على الجميع .



 وإنه ولهذا  ومهما كان سبب الحزن والبكاء الذي قد يعترينا  في لحظة ضعف ، ومهما كانت الدوافع إليهما   في وقت ما ؛ فإني ومهما أوتيت من الفصاحة في القول ، ومهما كان لدي من البلاغة في اللسان ؛ فإني سوف لن أستطيع أن أطلب من أحد من الناس بعدم الحزن ، أو بإلتزام الصمت والكف عن البكاء !!؟؟


 لكني أعتقد أنه يجوز لي أن أسأل  كل  من يشعر بالحزن رجلا كان أو إمرأة  بالقول :


هل سيفيدنا هذا الحزن ؟ وهل سيفيدنا هذا البكاء ؟؟ا وهل سيرجع لنا أي منهما  صفحات الماضي الجميل الذي كنا قد افتقدناه فجأة في غفلة من الزمن ؟ وهل هما قادران فعلا على إرجاع  وإحياء ما قد مضى وإعادته لنامن جديد ؟؟


  بالطبع ستكون الاجابه :لا !!


 إذن ولهذا؛ فإني أنصح كل إنسان حزين وأنصح وكل إنسان  موجوع وكل متألم ؛أن يقوم بالتحكم في دموعه وأن يقوم بقهر أحزانه.  وعليه أن يعلم أن الدنيا وبكل مافيها  وماتحتويه  ؛ فهي  لاتستحق منه ومنا جميعا لحظة ألم ، وهي لا تستحق أيضا دمعة حزن واحدة تذرفها عيوننا الجميلة لأجلها !!!


 ولهذاأيضا فإني أرجو ألا نكون نثقل أنفسنا بالهموم .!! وعلينا أن نعلم أنه لاشيء في هذه الحياة يستحق منا  الدموع والهموم والأحزان .وعلينا أن نحاول  نسيان كل شي مع ضرورةأن نحاول تذكر  كل  ( لا شــيء)  !!!


 نعم !! تذكر  !! لاشي..! لاشي..لاشي.!


 فأحزاننا ياإخوان وياأخوات ؛ سوف لن تقدم لنا فى واقع الأمر شيئا ،وأحزاننا مهما كان سببها فسوف لن تؤخر لنا في واقع الأمر لنا شيئا أيضا . كما أنها في الوقت نفسه  ستكون  عاجزة لاشك  عن  إيقاف عجلة الزمن وعاجزة أيضا عن  ايقاف شروق الشمس ،وعاجزة كذلك  عن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ؛ مهما كانت  هذه الأحزان قوية ، ومهما كانت عاصفة ، ومهما كانت شديدة . فالعجلة لابد من أن تدور  والحياة لابد من أن تسير وتستمر !!.


 ولهذا فإن الإنسان الحزين ، في رأيي هو : كالنافخ في قربة مثقوبة ، وهو كمن يستعمل إصبعه في الكتابة على الماء!! فحزنه سوف لن يغير في  أمر الدنيا في  شيئ.  فهو إن حزن  فهو يحزن لوحده ،  وإن ضحك فإن الجميع سيضحكون معه

 
فياأخي الحزين وياأختي الحزينة :


  أرجو منكم ألا تحزنوا ، وأرجو منكم ألاتبكوا أبدا ، و نظرا لكوني  مرهفة الحس و رقيقة المشاعر ، فأرجو أن تعلموا أيضا أن أحزنكم تؤلمني  وإن بكاءكم  يبكيني . وأن نحيبكم يؤجج مشاعري  وأن عويلكم  يدمي قلبي وينزف فؤادي !!! لكن بالرغم من كل تأثري  معكم  ومع ماجرى لكم فإنه  ليس بيدي أي حيلة  لكم حيال كل ذلك !!! واعلموا أن كل ماأستطيع أن أفعله لأجلكم  هو : أن  أطلب من كل واحد فيكم  طلبا واحدا وهو : ألا تنسوا الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى. فالله وحده هو الكفيل بتفريج همومكم  ومسح أحزانكم مهما بلغت ، وخاصة إذاحاولتم  أن تقوموا باللجوء  إليه  ، وحاولتم التقرب منه بالطاعات والنوافل ،وداممتم  على الصلوات  والعبادات ، ولم تغفلوا  عن أداء الزكاة ، ولم  تنسوا الإنكباب على قراءة القرآن أكثر وأكثر  ، وكررتم الطلب من الله عونه  وعفوه ورضاه عنكم . واعلموا أن الله  شديد الرحمة  بعباده المؤمنين والطائعين ، وهو شديد العقاب  بالكافرين والعاصين .

 وأخيرا وليس آخرا دعني أذكركم جميعا  ببيت شعر جميل  يقول

دع الأيام تفعل ما تشاء ..وطب نفسا إذا حكم القضاء ..ولاتجزع لحادثه الليالي.. فما لحوادث الدنيا بقاء ..وكن رجلا على الأهوال جلدا..وشيمتك السماحه والوفاء.


 وفي  خاتمة كلامي  أقول  لكل حزين  ولكل حزينة :


  دعكم من أحزان الماضي ؛ فالماضي قد ولى و فات و مات ، وهو لن يعود إليكم  مهما حاولتم وحاولتم .و عليكم النظر بكل تفاؤل وثقة الى المستقبل المشرق الجميل منذ الآن . وتأكدوا أن هذا التفاؤل  هو كفيل أن ينسيكم جميع ذكريات  وآلام ماضيكم الحزين،  وكل مامر بكم في حياتكم  من أنين ونحيب ، وكل ماحملته أنفاسكم من أهات وشهقات وزفرات .

 أبعد الله عنكم وعنا  الأحزان والآلام  والآهات والأنات ، وجعل  جميع أيامكم وأيامنا سعادة وهناء وفرحا وسرورا وحبورا .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد