مكة الكرمة حاضرة الأمس واليوم والغد

mainThumb

10-01-2011 10:17 PM

هي مدينة مقدسة عند المسلمين تتميز بالأصالة والعراقة والقداسة ، هي الأولى في القدسية ، ومن بعدها المدينة المنورة ويليها مدينة القدس مهبط الديانات السماوية الثلاث . مدينة ليست كالمدن العادية مقارنة ، وبالعودة إلى أنها حاضرة الأمس . ففيها تنزل القرآن الكريم على النبي المصطفى في غور حراء ، ومنها انطلقت الدعوة إلى الإسلام ، ومن المدينة المنورة تم نشر الدين الإسلامي إلى مشارق الأرض ومغاربها وفي ذلك قال الله تعالى (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا لن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) صدق الله العظيم -آل عمران / 85 . السؤال هو لماذا ؟ الجواب لأن الدين عند الله الإسلام ، وهو دين كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بداية من آدم ومرورا بجميع الأنبياء وانتهاء بالنبي محمد صلوات الله عليه وسلم ، ولو كان الأنياء أحياء وعاصروا النبي (ص) وقت الدعوة لكان عليهم إتباعه جميعا .....




 وقد أخذ الله سبحانه وتعالى عليهم الميثاق بقوله تعالى)) : وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين(( صدق الله العظيم . ثم قال النبي (ص) ((والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي )). نعم إن مكة المكرمة هي حاضرة الأمس وقد قال الله سبحانه وتعالى ((إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين)).




لقد تعرضت مكة المكرمة قديما لعدد من السيول الجارفة مما أدت إلى جرف مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ومنها سيل ( أم هنشل ) فاضطر الخليفة عمر بن الخطاب إلى إعادته لمكانه . وفي مكة وضواحيها يوجد أماكن المشاعر المقدسة عند المسلمين ، الحرم المكي والكعبة المشرفة والمسعى بين الصفا والمروة وجبل عرفات ومنى منطقة رمي الجمرات والمزدلفة ، فجبل عرفات يقف عليه الحجاج يلتمسون المغفرة ويطلبون منه الرحمة والتوبة من المعاصي .أما الحجر الأسود فقد جاء فيه جبرائيل من الجنة وفي ذلك قال الرسول ( ص ) " استلموا الركن فإنه يمين الله في خلقه يصافح به خلقه مصافحة العبد أو الدخيل ، ويشهد لمن استلمه بالموافاة )) .




وفي الحرم المكي يوجد قبر خديجة رضي الله عنها وإلى جانبها قبر القاسم ابنها . أما الجمرات الثلاث في منى فقد سميت بهذا الاسم لأن آدم عليه السلام كان يرجم إبليس الذي فوت عليه فرصة دخول الجنة . ولمكة أسماء وردت في القرآن مثل : مكة ، القرية ، البلد الأمين ، معاد ، الوادي ، بكة . وسكان مكة هم خليط من جميع شعوب الأرض ويصعب حصر أعدادهم لكثرة الزوار الذين يؤمون مكة باستمرار وعلى مدار العام سنويا . وموقع مكة في واد غير ذي زرع ، يحاط بجبال جرداء من صخر الجرانيت الصلب وتبعد عن جدة حوالي 70 كم إلى الجهة الشمالية الشرقية وعن المدينة المنورة حوالي 400 كم .




 ومناخها صحراوي وحرارتها مرتفعة على مدار العام تزيد في المعدل عن 20 درجة مئوية وتسقط عليها أمطار حملية فجائية ينتج عنها سيول جارفة . وأما مكة حاضرة اليوم ففي المناسبات الدينية ( الحج والعمرة ) يتحول العالم الإسلامي إلى المدينتين المدينة المنورة ومكة المكرمة . ففي الأولى للسلام على رسول الله في المسجد النبوي الشريف .وأداء الصلوات فيه وكل صلاة فية تعادل ألف صلاة في مساجد أخرى ، وفي الحرم المكي تعادل 100000 ركعة ، وفي القدس الشريف 500 ركعة . وتشهد هاتان المدينتان احتفالا مهيبا مقدسا لتأدية الحج الركن الخامس في الإسلام وأداء العمرة في شهر ذو الحجة والذي وصفه الرسول (ص ) (( أوله رحمة وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار )) .




 ومما يلفت النظر ذلك التجمع الضخم من البشر المسلم والذي يلبس ملابس الإحرام (( نموذج موحد يذكرنا بيوم الحشر)) وأعداد بالملايين يؤدون الصلوات والمناسك في صورة مذهلة متضرعين إلى الله تعالى بالدعاء والمغفرة والتوبة من ارتكاب المعاصي التي تغضب وجه الله تعالى . ونطلب من الله العلي القدير أن يسترد القدس المحتلة مسرى الرسول (ص ) من قبل أعداء الله لكي يمارس المسلمون طقوسهم الدينية . ومما يلاحظ في مكة المكرمة تلك التوسعات الضخمة المكلفة ماديا التي خصصتها الحكومة لبناء مشاريع سكنية وأبراج وتوسعة ساحة الحرم المكي . مكة المكرمة حاضرة الغد ...إن ما يشهد على ذلك توجه الحكومة السعودية لجعل مكة أضخم مدينة في التاريخ من حيث التوسعات التي ستنجزها الشركات العملاقة من بناء الأبراج الحديثة والتي تتناسب مع حضارة العصر ومن أمثلة هذه الإنجازات هو برج الساعة العملاقة الذي تبلغ مساحة كل وجه فيها 40* 40 مترا والتي تعلو عن سطح الأرض ما يزيد عن600 مترا .




 وتجعل الزائر لهذه المدينة يشعر بالراحة وأداء الفرائض دون ما نشاهده اليوم من اكتظاظ خاصة في ساحات الحرم . والتوسع الهائل في بناء الأبراج الذي مازال في طور الإنشاءات . والشاهد على ذلك آليات عملاقة وروافع تعمل ليل نهار في أرض الحرم لتجعل منه أضخم مكان عبادة في العالم ويتسع لملايين الحجاج الذين يجتمعون في شهر ذو الحجة لأداء العمرة والحج والوقوف على عرفة .وهناك خطة شمولية لعمل كل ما يريح الحجاج في جميع مناسك الحج ومن هذه التسهيلات إنجاز سكة حديد لقطار المشاعر وقد تم تجريبه في حج عام 2010 وكان ينقل 100000 حاج في الساعة بين مكة ومنى وجبل عرفات لتسهيل التنقلات التي تعصى على الحجاج في وقت أداء المناسك . هذه مكة المكرمة حاضرة الأمس واليوم والغد . وأترك الحديث للمعلقين لكي يبدوا وجهات نظرهم حول أقدس مكان في الدنيا بالنسبة للمسلمين مع الشكر الجزيل سلفا . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد