حكم إدريس ولا حكم إبليس

mainThumb

17-01-2011 10:04 PM

يقول أصحاب الرأي الآخر في ليبيا العربية "حكم إدريس ولا حكم إبليس" جملة   رددها زميل ليبي على مسمعي يوما" في بريطانيا بثمانينيات القرن الماضي. أما حكم إدريس فهو حكم الملك إدريس السنوسي, وأما ما قصده بحكم إبليس فهو حكم العقيد ألقذافي, الذي استولى على ملك السنوسي بعد انقلاب عسكري قاده منذ ما ناف عن أربعين سنة.  وتم تسمية الانقلاب فيما بعد من قادتها بثورة الفاتح من سبتمبر, ثم أكلت الثورة أبنائها ولم يتبقى من مجلس قيادتها الأوائل في الواجهة سوى من قادها وهو العقيد معمر ألقذافي. ويعرفه الليبيون كما يعرفه العرب "قادة ومحكومين" بأنه رجل خلافي مشاكس, يجدف عكس التيار !



وفي غمرة الأحداث الحالية في تونس الخضراء, طالعنا العقيد, صاحب ثورة سبتمبر, مخاطبا شعب تونس "بغير حق وبدون لياقة" بلومهم على انتفاضتهم وثورتهم الشعبية ليعاتبهم قائلا "بأنه كان يجدر بهم الصبر ثلاث سنوات أخرى على رئيسهم الهارب, وزاد على ذلك بأنهم لن يجدوا أفضل منه لحكمهم" ! وقبل هروب بن علي حاول قائد الثورة ألسبتمبرية, العقيد إجهاض الثورة وإنقاذ صديقه طاغوت تونس بفتح حدود ليبيا أمام العاطلين عن العمل التونسيين المعوزين, بعيد انتفاضتهم المباركة التي بدأت في بلدة سيدي أبو زيد الخالدة, يوم أن قام الشاب "محمد البوعزيزي" بحرق نفسه بعد أن ضاقت به السبيل ليموت, ويليه الأمجاد, المنسيين من شعب تونس برسم طريقهم نحو الخلاص من طغيان الحاكم الهارب زين العابدين بن علي وأسرته و أنسابه.   



فهل يتسنى لي مخاطبة سيادة العقيد الذي يحلو له أن يوصف نفسه بالثائر ألأممي من خلال موقع السوسنة الالكتروني الأردني, المنشغل دوما بالهم العربي ؟



أسجل عتبي الكبير على سيادتك, أيها الأخ العقيد, كمواطن عربي, يعيش المرحلة بكل تجلياتها, لأخاطبك كثائر وكصاحب نظرية جماهيرية ثالثة فريدة, ومؤلف للكتاب الأخضر ! لقد توسمت يوما بك وبناصريتك وبانحيازك للجماهير العربية فكيف تنحاز لزميلك, الرئيس الهارب من السلطة بجلده, ليترك وطنه بليل بلا راع وبدون مدبر, بمشهد يصعب على الثائر قبوله. فهل الهرب "بعرفكم ويقينكم" هروب زعماء أم هو هروب جلادين وجبناء. وكيف لسيادتك أن تكيل اللوم للضحية, الشعب التونسي من عشاق الحرية, أنساب ألشابي لعدم صبرهم وتنتصر للطاغية زميلك المخلوع من حكم قرطاج. فهل نسيت أن الشعب دائما على حق يا سيادة العقيد ! وهنا لدي حيرة كما لدي العديد من الأسئلة:



1.   هل الحكام في أوطاننا العربية ملة واحدة ؟ وهل الشعوب من ملة أخري وطينتهم مختلفة !


2.    ألا يستحق شعب تونس الخضراء من حاكم عربي التهنئة والمباركة أو على أقل تقدير إعطائه الحق فيما ثار عليه !


3.   ألم يقرأ الحكام المبجلون في أوطاننا قصيدة أبو القاسم ألشابي (1909- 1934) الخالدة في الوجدان العربي "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر// ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر" ؟


4.   ثم إن لم يتسنى لهم أن يقرءوها لانشغالهم, فهلا سمعوها بصوت كوكب الشرق أم كلثوم وهي تصدح فيها وتغنيها لنا في كل الإذاعات العربية وتقول "ومن لم يستطع صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر"          


     أحرار تونس نبلاء, كما أبناء الوطن العربي وفيهم آلاف وملايين مبعدين طوعا" أو قسرا" في أصقاع الأرض يبحثون عن الرزق الحلال وطيب العيش, ومنهم من "غرب خلف الرزق وهو مشرق ويقسم لو شرق, لكان الرزق مغرب. وحذار يا شعب تونس من أن تسرق ثورتكم لجلادين آخرين ولكم في موعظة ووصية العلامة الشيخ/ يوسف القرضاوي/ منهج وسبيل, وكل ثورة وأنتم بخير.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد