الإصلاح ومحاربة المفسدين
انهالت الأقلام الشامتة والشاتمة وتفنن فرسانها بالجري في مضمار نقد ما فات والتهليل لما هو آت، والاستبشار خيرا بمعروف وعدم الأسى على سمير مع حفظ الألقاب، كلنا نعلم مقدار الأخطاء الجسام التي ارتكبتها حكومة الرفاعي غير المأسوف عليها، ولكن هل الحكومات التي سبقت كانت معصومة ولم يكن لديها أخطاء فاقت أحيانا ما ارتكبته الحكومة الأخيرة، لست طبعا من المدافعين عن الرفاعي ولن أكون يوما؛ لأمضي العهد الذي قطعته على نفسي وليس من عادتي نقض العهود، فالدفاع عن مسؤول أخطأ خيانة للأمانة أولا وللوطن ثانيا ولقائده ثالثا وللشعب رابعا، نحن نشاهد ما حل بتونس ومصر حفظ الله شعبيهما وأختار لهما الأفضل إنه ولي ذلك والقادر عليه، كيف تبدل أمن الفاسدين والمفسدين والزبانية المنافقين وجلادين الأنظمة وأذرعتها إلى رعب وخوف من المصير الذي ينتظرهم في الدنيا وحسابهم بالآخرة وإن لم يفكروا به على الأغلب، فيجب علينا أخذ العبر والدروس جيدا من هذه التجارب الجديدة على شعوبنا العربية في العصر الحديث، فالمفسد لن يفلت من العقاب بعد اليوم وسيحاسبه شرفاء الأمة قبل الوقوف للحساب الأكبر أمام رب البرية، لهذا فعلى المزمرين مع كل جديد والناعقين على كل قديم دون أمانة ولا مسؤولية أن يعيدوا حساباتهم من جديد وأن يقرءوا الواقع الحالي جيدا وأن يتقوا الله في كل كلمة فهم مسؤولين عنها، أستغرب واستنكر كيف يصبح الولي الحميم عدوا بعد أن يترك كرسيه والمسؤولية ، وأندهش أكثر حين أقرأ لكاتب قبل أيام يمدح ويمجد بمسؤول وما لبث حبر مقالته أن يجف حتى بدأ بقصف نفس المسؤول لأنه لم يعد مسؤول.
إن المواطنة الحقيقية والإنتماء الصادق للوطن الأغلى على قلوبنا يكمن في عدم التزلف والنفاق لأي مسؤول علا أو قل شأنه، بل على المواطن الذي يطالب المسؤولين بمحاربة الفساد أن يكون أول من يشرع السيف في وجه الفساد والمفسدين، سيف النصيحة وقول الحق دون أي يخشى بالله لومة لائم، فالوطن يستحق منا الكثير، إن الإنتماء والمواطنة الحقيقية للشركات ولرجال الأعمال تكون بدعم الوطن والمواطن بالمشاريع الناجحة التي تحاول الحد من البطالة ووليدها العاق الفقر، وبالمحافظة على مقدرات وثروات الوطن وعدم نهبه وامتصاص منابع الثراء فيه، والنظر إليه كبئر نفط ومنجم ثراء على حساب دماء الفقراء ولقمة عيشهم.
إن الإنتماء الحقيقي يتمثل في أن نكشف الغطاء عن كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات هذا البلد، ومحاربة المحسوبية والواسطة قولا لا فعلا، وأن نبدأ بأنفسنا قبل ان ندعو غيرنا للتغيير، يجب إعطاء الفرص بأمانة وبتساو بين الجميع على الوظائف العليا بالدولة ويجب محاربة توريث المناصب والوزارات من الأحفاد إلى الآباء إلى الأبناء إلا من كان منهم يستحق ذلك ويحصل على المنصب بقدراته لا بجيناته، ليتق الله كل واحد فينا أيا كان موقعه، فمن غير المعقول للمواطن العادي أن يصفق اليوم ويلعن غدا، ومن الخيانة الأدبية والوظيفية أن يمجد الكاتب اليوم ويشتم غدا، ومن المخجل على مجلس نواب أن يمنح ثقة مفرطة لحكومة غير مقبولة من قبل من يمثلونهم تحت قبة المجلس، وبعد الرحيل يتفنون بالتنكيل والردح للحكومة التي منحوها الثقة العمياء.
إن من أهم العبر التي نستخلصها من ثورات الحق في بلادنا العربية هو أنه أصبح هناك رقيبا آخر للمسؤول هو الشعب، الشعب الذي ينبض بالحياة والكرامة، رقيبا صادقا يمدح من يقوم بواجبه على أكمل وجه ويوقف المخطأ عند حده قبل أن يتغول على الشعوب المقهورة المسحوقة، لنتعلم درسا مفيدا وحقيقيا من هذه التجارب بعيدا عن العنف وإراقة الدماء ونهب الثروات وتعطيل مصالح الأفراد، هو أنه يجب إعطاء كل ذي حق حقه وتغليب حب الوطن ومصلحته على كل حب شخصي ومنفعة ذاتية، عندها فقط سيكون مصير المسؤول بعد انتهائه من القيام بأمانة المسؤولية بين أحضان الشعوب لا تحت أقدامهم وسيكون عزيزا بينهم في بلده لا منفيا ذليلا في بلد آخر، ليعمل كل منا بصدق وأمانة لنخدم هذه الأمة ولنبني هذا البلد بصدق وإخلاص، ولنعطيه بصدق ليرتقي ويسمو ويكون كما نحب وأن لا نعامل الوطن بمقدار ما نأخذ منه فهذا نكران للجميل، فالوطن مثل أي حبيب يجب أن نحميه بالمحبة والمعرفة والعلم والإنتماء الحقيقي ومحاربة المفسدين من عيون الحساد ومطامع الأشرار والحاقدين والمتنفعين؛ لأننا نحب الوطن لذاته لا لثرواته، لهذا كله وأكثر يجب على الباحث عن الإصلاح الحقيقي محاربة المفسدين أولا؛ لأنهم العثرات الحقيقية والعائق الوحيد أو الأهم في وجه أي تقدم وإصلاح.
إصابة 4 جنود إسرائيليين بينهم حالة خطيرة في حادث بغزة
طائرة مغربية تتفادى اختراق المجال الجوي الجزائري في اللحظة الأخيرة
أستراليا تقدم 20 مليون دولار لغزة
4379 قرار تسفير لعمال وافدين في النصف الأول من 2025
الملك تشارلز يعرض طائرة الملكة إليزابيث الفاخرة للبيع
سوريا : اعتقال تاجر مخدرات خطير مرتبط بماهر الأسد
لبنان يحذر حزب الله من الانتحار السياسي
زياد الرحباني… شاعر سرقته الموسيقى
الدور العربي في وقف حرب السودان
ليست مجرد نتيجة .. إنها آخر فرحتنا
رئيس الحكومة اللبنانية يتأثر ويبكي خلال جلسة عن انفجار المرفأ
مهم للأردنيين المتقاعدين مبكراً والراغبين بالعودة الى العمل
كم بلغ سعر كيلو الدجاج في الأردن .. تفاصيل
إنهاء خدمات 39 موظفاً للتقاعد المبكر .. أسماء
مئات المدعوين للامتحان التنافسي .. أسماء
السفارة الأردنية تحذر الأردنيين المقيمين في ولايات أميركية
حدائق الحسين تمنع الأراجيل وتبدأ تفتيش المركبات
التربية تحدد موعد إعلان نتائج التوجيهي 2025
مهم بشأن تصنيف طلبة التوجيهي لغايات التقديم للجامعات الرسمية
بعد تعرضها لاعتداءات .. الأردن يطالب بحماية بعثاته والعاملين فيها
الاحتلال يسحب دبلوماسييه من الإمارات فجأة
سعر الذهب عيار 21 في الأردن اليوم
وفاة الدكتور علي الرحابنة تفجع أسرة جامعة اليرموك