المراجعة في الاصلاح السياسي

mainThumb

26-02-2011 10:42 PM

ان أول ما تقتضيه عملية الإصلاح السياسي حصول الإستعداد الذاتي لقبول المراجعة والنقد من كافة الوان واطياف العمليه السياسيه, وان تتطور فكرة المراجعة من مراجعة إجمالية تبريرية الى مراجعة منظمة وجذرية و تفصيلية و شاملة للعهود السابقه للحكومات من الاخطاء لدراستها وتجنبها للعقود القادمه .



ان الإصلاح السياسي يعني أن تمتلك الحكومات برامج جادة وفعاله، عوضاً عن الخطب الإنشائية الواردة في بياناتها المختلفه والتي تسر اليها المستمع ، التي تنال عليها ثقة البرلمانات بالأغلبية، وما تلبث أن ترحل بوزائها حتى يتاكد من فشلها في تنفيذ وعودها. ألا يحق لنا التساؤل وبالحديث عن الاصلاح السياسي المبرمج المدروس, عن ما نتجت عنه مشاريع لجان "الأردن أولا"، و"أهل العزم"، و"الأجندة الوطنية" و"كلنا الأردن". والتي هي الاساس لبناء جيل من الشباب المبدع الواع ٍ للمستقبل , المنتمي لوطنه وقائده , والقادر على الانجاز وعلى تحمل المسؤوليه في يوم من الايام .



لقد غدا الإصلاح‏ ضحية تشويه‏ الدلالات والصور من قبل أقلية نافذة على المنبر السياسي ،بحيث تتداول المناصب الحكومية فيما بينها ‏, وتتآكل صدقيتها أمام شعب ملّ من الشعارات الرنانه والساطعه للحكومات المتعاقبه, حتى بات الأمر واضحاً، فاستمرار هذه النخب السياسيه بتقديم البدائل للحلول وترحيل الازمات والمشاكل المختلفه ، يهدف إلى الحيلولة دون ترجمة إرادة سيد البلاد بالتطور وحماية المواطنين والحفاظ على مصالحهم . ان السياده بالاردن ودور الهاشميين بالنهوض ببلدنا العزيز من المسلمات والبديهيات والتي ما كان ولن يكون لاحد من الاردنيين الشرفاء شك بها , وان الاردن وحماية امنه واستقراره واجب على كل اردني شريف يحس بالمسؤوليه تجاه الوطن الذي عاش فيه واكل من خيراته,
 



ان الاردن الحديث بقيادة جلالة الملك عبدالله بن الحسين والذي هو الامل لجميع بلدان الشرق الاوسط , لان الاردن هو قلب هذه المنطقه وهو الابتسامة المشرقه لرؤى ونهج جلالة الملك عبدالله بن الحسين حفظه الله ورعاه , ولكن هذا لا يتعارض مع اننا بحاجة من الحكومه والتي هي حكومة جميع الاردنيين, الى المراجعة الجادة والدقيقة والدائمة والتي تحمي الحكومات من آفات الرفض والسقوط في مزالق الغموض والخطأ ، كما أن لتقوية الفكر الواعي والمسؤول لدى الحكومات ينقلها من العشوائية والتخبط في الاداره إلى التخطيط العلمي المدروس المنهجي الواضح النتائج ،و الذي يأخذ في اعتباره القدرات المتوفرة والظروف المحيطة والأهداف المقصودة والوسائل المتاحه ، وتقويم التجارب والممارسات السابقة وتجنب عثارتها, مع اخذ بعين الاعتبار على محاربة الفساد والمفسدين وارجاع اموال الدوله من اي شخص كان قد استغل منصبه بطريقة غير مشروعه وتثبت ادانته .
 


لقد اتسعت دائرة الفقر والبطالة في معظم مناطق الوطن , ما ادى الى تراكم مخزون العنف الجامعي والشعور بالعزله من الحكومات المتعاقبه. إن الواسطة و المحسوبية هي عنوان كبير للفساد الاداري , لما في ذلك من تحطيم للمعنويات , , فإن الرصاصة تقتل مرة, والواسطة والمحسوبيه تقتل في اليوم ألف مرة, فأي مكان للاجتهاد والابداع والواسطة والمحسوبية موجودة, هل تعلم الحكومات مدى ما يسببه هذا الأمر من ألم و ضرر على الآخرين, وهل تعلم الحكومات أن الأصول والأنظمة و التعليمات لا تطبق إلا وللاسف على المستضعفين والذين ليس لديهم لا حول والا قوة .



واخيرا" فإننا عندما نقول الاردن فاننا نرى الام التي ترتسم في عينيها صورة لرجل عظيم , رجل علمنا الحب ومعنى العطـــــــــاء والوقوف برجولة عند الشدائد وشكر الله في الرخاء , رجلا اعطانا كل شي وأغلى شيء وهو الانتماء لهذا الوطن والامل لغد مشرق , حمى الله الوطن ومليكه المفدى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد