نقابة أساتذة الجامعات مطلب وطني ملح

mainThumb

12-03-2011 08:04 AM

لما للأردن من مساحة مثلى في إطلاق الحريات المسئولة، فإنا هذه المفردة تصطف لتناغم مع خطابه ،فقد لاقت الدعوة المباركة لتأسيس نقابة لأساتذة الجامعات استحسانا كبيرا من أساتذة الجامعات الأردنية جميعها ، الحكومية منها والخاصة. إن الدعوة لإنشاء نقابة لأساتذة الجامعات كانت مطروحة منذ فترة زمنية بعيدة، وجاء لقاء الثلاثاء الماضي 132011 في مجمع النقابات المهنية تتويجا لجهود الكثير من الأساتذة الذين دعوا لتأسيس نقابة لهم بطرق ووسائل مختلفة.




ومن هنا، فاني أجد لزاما علي أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى الزميلين الفاضلين، الدكتور إبراهيم علوش والدكتور حسن كساسبه، لجهودهما الشخصية الكبيرة في إخراج فكرة النقابة إلى حيز الوجود ، ودورهما في نجاح اللقاء. والشكر موصول أيضا إلى كل الزملاء الذين تجشموا عناء القدوم إلى عمان من الجامعات البعيدة، والى كل من ساهم في إنجاح اللقاء، إضافة للكثير من الزملاء الذين اعتذروا عن الحضور لأسباب خاصة وأعلنوا دعمهم الكامل لمشروع النقابة. فقد تداعى إلى الاجتماع حشد من أساتذة الجامعات يمثلون معظم الجامعات الحكومية والخاصة،
 




ورغم أن الكثير من الأساتذة ممن حضروا اللقاء لا يعرفون بعضهم البعض، فقد كانت همومهم مشتركة، ومعاناتهم متشابهة، وكان حرصهم على الارتقاء بواقع التعليم العالي في الأردن، القاسم المشترك بينهم جميعا، مما جعل الدعوة لإنشاء نقابة لأساتذة الجامعات محط اتفاق الجميع، للدور الذي قد تلعبه في ألارتقاء بواقع التعليم العالي في الأردن. التعليم العالي في الأردن، وبعد أن كان في مقدمة دول المنطقة، بدأ يتراجع لأسباب عديدة، يعرفها كل معني ومهتم، وهي أسباب قابلة للعلاج، إذا ما وجدت الإرادة الصادقة المخلصة القوية، فواقع البحث العلمي ومخرجات التعليم العالي في الأردن بشكل عام يشير إشارة صريحة إلى التراجع الخطير الذي وصلت إليه الجامعات الأردنية، و التعليم العالي في الأردن.
 



و هنا فاني أرجو أن لا يفهم أن ما أشرت إليه سابقا يأتي طارئا، أو يساق كمسوغات ومبررات لإنشاء نقابة لأساتذة الجامعات الأردنية الآن. فقد سبق لي وأن نشرت مقالات عن واقع البحث العلمي في الجامعات الأردنية في جريدة الرأي، وفي صحف ومواقع الكترونية كثيرة. كما سبق لي ولبعض الزملاء وان نشرنا مقالات عن واقع الأساتذة الجامعيين ورواتبهم المتآكلة وتغييبهم المقصود عن أدوارهم المأمولة منهم في خدمة قضايا وطنهم وأمتهم. التاريخ يقول إن الإصلاح الحقيقي ينبغي إن تقوده الجامعات والمؤسسات التعليمية، وأن لا إصلاح حقيقي دون مؤسسات تعليمية وطنية حرة، تضطلع بدورها في التغيير والتطوير والنقد البناء والتفكير الحر.
 



من هنا فان الدعوة لإنشاء نقابة لأساتذة الجامعات ، خطوة مهمة في طريق بناء مؤسسات تعليمية حرة، ،مؤسسات تؤمن بالتغيير البناء، وتؤمن بالفكر الحر الأصيل منهاجا ودستور حياة. مؤسسات تعليمية تستثمر القدرات البشرية لأجيال من الشباب القادر على تحمل المسؤولية، والمتسلح بالعلم والإرادة الحرة، التي تمكنه من ولوج المستقبل بعزيمة وقوة وثبات ونجاح. أساتذة الجامعات هم حكماء زمانهم، وهم مهندسو النشء وموجهوهم، ومن هنا فان إنشاء نقابة لهم تمثل مصلحة وطنية عليا لكل أردني يتوق ويتطلع إلى مستقبل أفضل .
 



الدعوة لإنشاء نقابة لأساتذة الجامعات، دعوة ينبغي أن يحملها ويعلنها ويجهر بها كل محب صادق مخلص للأردن، فالتعليم الناجح هو الغد الأفضل، والتعليم هو السيف الذي نشهره في وجه مشكلاتنا المختلفة التي قد تعترض طريق تقدمنا . وهنا – لا يفوتني- أن أنوه إلى أهمية إنشاء نقابة للإخوة المعلمين، والتي يمكن أن تسير جنبا إلى جنب مع نقابة أساتذة الجامعات،وتساهم في خدمة الواقع التعليمي والارتقاء به. وهنا أيضا لا بد من التنبيه إلى بعض الدعوات التي تمازجها الفطرة ، والتي رافقت الدعوة لتأسيس نقابة للمعلمين منذ بداياتها، والتي تحاول الآن أن تخلط الأوراق بالدعوة لإنشاء نقابة لأساتذة الجامعات والمعلمين، بذريعة أن عملهم متشابه.




نعم إن معلمي المدارس وأساتذة الجامعات يتشابهون في طبيعة عملهم، من حيث بناء الإنسان والاستثمار الأفضل لإمكاناته وقدراته ومؤهلاته، إلا إن الجامعات مؤسسات تعليمية شبة مستقلة كليا، لا بل أن لكل جامعة نظام خاص بها يتعلق بأعضاء هيئة التدريس وأسس التعيين والرواتب ونظام الترقيات والإجازات الخ…، فيما أن الإخوة المعلمين يتبعون لوزارة واحدة ونظام خدمة مدنية واحد، مما يجعل إنشاء نقابة خاصة منفردة مستقلة بكل منهما مطلب وطني ملح. حمى الله الأردن وقيادته، وسدد على طريق الخير خطانا. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد