المجتمع المدني والتنمية

mainThumb

21-03-2011 04:11 PM

 
يعد المجتمع المدني أحد الركائز المهمة للديمقراطية، لما له من دور بارز في تعزيز الديمقراطية في الأردن. إذ يلعب دوراً مهماً في تجسيد مظاهر المواطنة من خلال الأنشطة التي يمارسها، حيث يقوم بالتعبئة والتنمية مع التأطير والتثقيف، بالإضافة إلى توعية المنخرطين فيه على القيم النبيلة والتعاون والتضامن.


وقد برز المجتمع المدني بفعل تشجيع الأمم المتحدة له، كتوجه استراتيجي لتحقيق النتاجات الإنمائية، والتي لا يمكن تحقيقها من طرف الدولة إلا بشراكة فعلية مع المنظمات التنموية غير الحكومية، وبشراكة مباشرة مع السكان.


وقد لعبت مؤسسات المجتمع المدني في الدول المتقدمة دورا ً مهما ً ومكملا ً لمسيرة النمو الإنساني والمجتمعي، بسبب التقدم الاقتصادي، وانتشار الديمقراطية، ووجود بنى تحتية ذات كفاءة متميزة ومردود عال، ووفرة مصادر التمويل، مما جعلها تتمتع بالاستقلالية في بعدها التنظيمي والهيكلي.


بينما في الدول النامية، ونتيجة لمخلفات الاستعمار وفشل العديد من الخطط التنموية فيها، أدى إلى بروز العديد من المشاكل في مختلف المجالات، الأمر الذي ساهم في ظهور تنظيمات المجتمع المدني لسد الفراغ الذي تركه انسحاب الدولة وتخليها عن بعض الأدوار، وقد استطاعت هذه التنظيمات القيام بالعديد من المبادرات بالرغم من ضعف البنية التحتية، وقلة مصادر التمويل، وضعف تكوين الموارد البشرية.


أما على مستوى الأردن فقد أصبح المجتمع المدني خلال السنوات الأخيرة من أهم المواضيع التي تستقطب جل الباحثين، نظرا ً لأن السكان – وعلى أثر وعي عدد كبير منهم، بأن مؤسسات الدولة أصبحت غير قادرة على تحقيق جميع متطلبات السكان- أصبحوا يشاركون في إعداد وتنفيذ مختلف المشاريع والأنشطة التي تخصهم، إضافة إلى أن المجتمع المدني إلى جانب الدولة أصبح بمثابة فاعل تنموي.( هنا لا يمكن الجزم على انسحاب الدولة من تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها من أجل التنمية، بل إنها تعمل جنباً إلى جنب مع مؤسسات المجتمع المدني كي يشكلا جسماً واحداً يساهم في تغيير الأوضاع الراهنة).


وفي ضوء ما سبق، يمكن القول بأن منظمات المجتمع المدني يبقى عملها أكثر التصاقاً بهموم المواطن، وأكثر مساهمة في تطوير عجلة التنمية، لذا نجد بأنها استطاعت تطوير أساليب عملها التواصلي، وتشكل ركناً مهماً وأساسياً من الصعب تجاهله في التنمية المحلية.


faisal_mayouf@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد