السياسة بين ((الكياسة .. والتياسة ))

mainThumb

23-03-2011 07:27 AM


في خضم الأحداث ، وتواليها يوما بعد يوم نكتشف الكثير من المعلومات والحقائق التي تؤكد وترسخ في أذهاننا حقائق مثبتة ولا جدال فيها أن السياسة لها مدلولان ؛ الدليل الأول يشير إلى أن السياسة في مواجهة العدو والتحديات التي تمارس من بعض الدول العربية أصبحت سياسة تياسة لهذه البلدان في التعامل مع الدول الكبرى مما جلب لها الويل والدمار . ويقابل العدو خصمه المفتعل (( الدول العربية )) بسياسة كياسة (( التعامل بأدب مغلف)) لكسب الشرعية الدولية وتجييش العالم معها والرأي العام العالمي عن طريق تجنيد الأساطيل لحصار دول الخصم تمهيدا للضربة القاضية واحتلال أراضي الخصم بعد أن حصلت على رخصة الشرعية الدولية من مجلس الأمن كما حصل في العراق وأفغانستان وها هي ليبيا على الطريق وبعدها اليمن ولا ندري من هو صاحب الدور بعد ذلك ؟؟



وهذا ما تتبعه إسرائيل ((بوصلة ودرع الغرب في بلاد الشرق )) في تعاملها حيال القضية الفلسطينية فهي تستخدم أسلوب الكياسة والنفس الطويل موازياً للدور القتالي من آن لآخر..وما يتبعه من اغتيالات وتصفيات ودسائس نجحت فيها إلى حد ما.



ولكن نجد بالمقابل بعض الشعوب العربية تلعب دورا يتسم بالتياسة السياسية المفضوحة للصغير قبل الكبير سواء في مواجهة المحتمل من جراء المسيرات والثورات والأجندات التي تحمل بذور الفتنة وجلب الاستعمار للوطن العربي من جديد وربما احتلال أراضي جديدة من أراضيه كما هو الحال في ليبيا واليمن والصراع على السلطة وها هي الثعالب تترصد لبترول ليبيا والمواقع الاستراتيجية للوطن العربي لافتراسها ونهب خيراتها (( فرصة ذهبية للاستعمار الجديد)) الذي يستغل الغفلة لينقض على الافتراس . ومن هنا نجد ملامح هذه السياسة ..سياسة الغوص بالرمال سمة أصبحت مرادفة للأكل والشرب ..



والمثير أن هذه السمة بدأت تنعكس على الشعوب العربية والأكثر خطورة انعكاسها على الشباب الذين هم المفروض أمل هذه الأمة وبناة مستقبلها... وخاصة المثقفين منهم ، والذين يحملون جينات خارجة عن حدود الوطن العربي ويعتقدون بصحتها وحقيقة أمرها (( جينات سياسة التياسة ))



نتساءل الآن ؟؟ ماذا يعني أن الثورات والديموقراطية حلت في الوطن العربي كالنار في الهشيم حاليا ، وأنا على يقين بأن الكثير من الذين ينظمون هذه التظاهرات والمسيرات (( المستمرة )) وتعطيل التدريس والمستشفيات وجميع مرافق الوطن لهم أجنداتهم الخاصة بهم ... ولكني على يقين أكثر بأن الكثيرين من الذين انظموا لها لا يعرفون حدود بلادهم ولا يعرفون بأي قارة يعيشون ، والمثقف فيهم قد ارتكب خطأ فادحا مما سمح للزعران والبلطجية والمطلوبين قضائيا لقيادة هذه المظاهرات وهم من الذين يرددون ما يملي عليهم ويحاكون الشعارات كالببغاوات دون أن يعرفوا مغزاها وأبعادها ...إنهم مظللون وغرقوا في محيط (( سياسة التياسة )) .



نحن نعرف أن الوطن العربي مليء بالعلماء والمثقفين ، ولو أحسن استغلالهم ، ومنعوا من اللجوء إلى دول أخرى (( هجرة الكفاءات )) ولو كانت هناك نية صادقة ونظرة شمولية من زعماء الوطن العربي لاحتضان هذه الفئة من العلماء وتشجيعهم وتحفيزهم وإغداق الأموال عليهم (( خاصة دول البترول الغنية )) لصنعوا المعجزات والتحديات ، وأصبحت لدينا قوة ضاربة ومنافسة يرهبها الغرب ومنها (( رأس الأفعى /اسرائيل )) .لأن الكف لا يلاطم المخرز ، وما يؤخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة ، وقوتنا نحن العرب مازالت غضة وغير معدة إعدادا يوازي إعداد الخصم لقوله تبارك وتعالى (( وأعدوا لهم ...)) و بحاجة إلى صحوة ضمير وسياسة كياسة وتروي لا سياسة تياسة (( نطلب محاربة وإغراق اسرائيل في البحر المتوسط وقوتنا تتصف بالضعف والتفكك وعدم الاستعداد )) مما يقضي على استقرارنا وحضارتنا التي بنيناها في وقت طويل ، فعندما يشتد الظهر وتستند الخاصرة ونصبح كالمخارز والصخور الصماء التي تتحطم عليها آمال الطامعين ، يهابنا من لا يهاب ، وبعدها تبتعد عن أوطاننا الدول المفترسة لخيرات بلادنا ولن تخاطر ولو لمرة واحدة في الطمع باحتلال جزء واحد من الوطن العربي . هذه رسالتي إلى جميع نشامى وشباب الوطن العربي ...(( البحر من أمامكم والعدو من ورائكم )) تعقلوا وانتبهوا إلى أن السياسة كياسة وليست تياسة وخرط وعرط ومسيرات فارغة ونحن مثقلين بما أصاب جسم الوطن العربي من أوبئة التخلف والنظرات الضيقة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد