من ساخر الى ساحر

mainThumb

28-03-2011 10:55 PM

في زمن الانقلابات و الثورات و تغير المواقف، لم تفلت حتى الكتابة من ذلك، المني أحد الكتاب الساخرين في بلدنا العزيز و هو يحاول أن يعبر عن أحداث دوار الداخلية يو الجمعة الماضية ناسياً أو متناسياً بأنه كاتب لا يملك سوى قلمه سلاحاً و عدة و عتادا و أنعم به من سلاح – أي القلم- اذا كان صادقاً نزيهاً شفافاً و محايداً، فهذا القلم  ما كان و لم يكن يوماً مجهزاً باجهزة و مجسات و " سينسورات" الكشف عن النية أو قياس منسوب الوطنية، أو تمييز النفس المطمئنة. فكيف يستطيع ذلك الكاتب أن يجسد الأحداث و يكشف عن النوايا و يحدد النفوس المطمئنة الراضية المرضية؟ و يكون ذلك  لطرف واحد دون الاخر، أم ان الطرف الاخر يقيناً من جماعة ( " وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " ، سورة الشمس اية 10 ).   



يقول الكاتب في مقالته: "شباب 24 آذار كانوا يستحقّون التكريم لا الضرب..يستحقون التصفيق لا التفريق .. لأن قلوبهم على وطنهم لا على مصالحهم .. لأنهم يريدون الاطمئنان على مستقبلهم ومستقبل أولادهم بعيش كريم آمن ديمقراطي ..لا على أرصدتهم وأرصدة أبناء أبنائهم ..لأن هتافاتهم المغرغرة بحب الوطن والعلَم والأرض هي هتافات حقيقية وصادقة..غير مرتبطة بنفاق أو "بمناكفة "...   ..... "مسيرات بهذا الاتجاه !! ومسيرات مضادة!!.. ايها الأردنيون الصادقون : علينا اعادة الخطاب واعادة "الاستيعاب" فمن المؤسف بعد كل هذا الصبر والجهد أن نستبدل العصير "بدبشة" ، و"نخربش" الصورة الجميلة بالهراوة أو بالشتيمة ... ايها الأردنيون الصادقون : في هذه الظروف الحالكة ؛ الأردني الحقيقي هو من يستوعب الآخر أكثر... كرمال الوطن ... فالوطن أبقى من الجميع." 
  


و هنا أقول، هل كنت ايها الكاتب في قلب الحدث و شاهد عيان على هروات و شتائم الأجهزة الامنية؟ و هل كانت الهروات و الشتائم ملكاً للأجهزة الامنية دون غيرهم؟ لم أرى في حياتي أجهزة أمنية تقوم بفض اشتباك أو تجمهر و هي معزولة السلاح حتى في أمريكا أم الحريات و لكن رأينا هذا في الأردن أم العزيمة و الثبات، فلماذا تنقلب أنت على الأجهزة الأمنية التي هي فخر و أعتزاز كل أردني غيور على ثرى هذا الوطن. ثم  هل شققت أنت عن صدور "شباب 24 آذار" و أطلعت على قلوبهم و عرفت صدق نواياهم، فأنت لست جرّح قلب " حد علمي"  و ان كنت كذلك فهذه المعرفة من علم الغيب الذي أختصه الله عزوجل لنفسه و أخفاه عن خلقه من البشر حتى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، فمن أين أتتك المعرفة؟ 

  

الكاتب الساخر يجب أن لا يغير دوره و يصبح ساحراً  !! 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد