لماذا الخوف من الإسلاميين

لماذا الخوف من الإسلاميين

14-04-2011 03:37 AM

يبدو أن البذور التي زرعها الاستعمار في حياتنا الثقافية قد أتت أكلها, وأصبح ينظر إلى الإسلام بالغريب في قطاعات واسعة من أبناء المسلمين ...ففي كل يوم نسمع كلاما سخيفا مبهرجاً غريبا وتوترات ونرفزات لم نألفها من قبل. تطحننا آفات الحسد والتناحر والزجية والرخص، ويبدو أن الإنسان مهما حاول أن يغطي حقيقته بشتى الأغلفة والمظاهر الكاذبة فإنه في أعماقه يعرف نفسه، فقبل يومين سمعت أحد المتنطعين يرتجف ويخاف من الإسلاميين حيث أنهم استطاعوا أن يفرضوا وجودهم على الساحة السياسية، وكأن الإسلاميين قد جاءوا من كوكب أخر أليسوا شريحة من شرائح المجتمع الأردني لهم ما لنا وعليهم ما علينا؟ نحن لا نؤيد الاتجاه الإسلامي ليس لأنه إسلامي فقط بل نقف إلى جانبه لأنه يرفض الظلم ويحارب الاستبداد والانحطاط الخلقي، ويجرّم الفساد المالي والإداري الذي عشعش في مؤسساتنا منذ زمن بعيد؛ فالمعنى الاجتماعي للإسلام هو التكافل المطلق, فلا يجوز في عرف الإسلام أن تجوع مجموعة وتتخم مجموعة أخرى، فالمال هو مال الله والأمة كلها مستخلفة فيه ،فضلاً عن احترام القيم الإنسانية واحترام عقائد الشعوب وكرامة الناس .




 فالذي يستعرض خارطة العالم العربي يجد ثراءً هائلاً في الثروات، كما يجد تناقضا في توزيعها, فالترف الفاحش يقابله فقر فاحش وقد تعرض الإسلاميين ومؤيدوهم إلى الظلم في بلدانهم بالفصل والعزل والإبعاد من المراكز للفكر الذي يحملونه. لم يعرف الشقي أن الاتجاه الإسلامي قد أثبت موجوديته على مختلف الصعد ومع كل احترامي وتقديري إلى كل المخلصين من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية إلا أنني أقول من الذي أعاد إلى خزينة الدولة ما تم توفيره من أموال، وما الدور الذي يلعبه التيار الإسلامي في المجتمع ككل ؟ وما درجة الأمانة والمصداقية والانتماء الذي يتمتعون بها؟ .




 تعلمون أن الشعب يقف خلف كل من يسعى لرفعة هذا الوطن مهما كان لونه أو اتجاهه أو فكره أو مذهبه لأن الأمور تكشفت والبحث جار عن الجرثومة التي نخرت هذه الأمة لملاحقتها والقضاء عليها، ويبدو أن الطريق ستغلق أمام المتبجحين والكاذبين والمتسلقين وأصحاب الذمم الرخيصة . إن كل ما أفرزته الأقلام التي تتلمذت على المدارس التي قادت الأمة إلى ما هي عليه الآن من واقع فكري واجتماعي وقيمي مقلق للغاية وأخص الأقلام التي تمددت على النفاق والكذب والوصولية اهتزت رؤيتها حتى تفاجأت بهذا الزلزال الذي ترون، وأحسب أن البعض منا وصل إلى درجة التحجر العقلي لأن الغذاء الثقافي والهبوط القيمي وصل بهم إلى مرحلة إفساد الذوق وإبطال القدرة على التفكير للمستقبل.




إن ما تريده الأنظمة وما يريده الغرب أيضاً هو أن يتخلى الإسلاميون عن ثوابتهم، ولتكن النتيجة انفضاض الجماهير عنهم دون الحصول على شيء مقابل ذلك. فالإسلام هو مرجع هذه الأمة في أخلاقها وسياستها واقتصادها، ومن أراد أن يطرح شيئا آخر، فليتفضل وليكسب الناس على أساسه، وإذا كان الإسلاميون مخطئين في شعارهم فلتكن الجماهير هي الحكم، أليست هذه هي الديمقراطية التي يتشدقون بها, هم ومن ورائهم الغرب الذي يعبد مصالحه.




 إن حبي لهؤلاء الأشقياء الذين لا يعرفون ما يدور حولهم فيجلسون يهاجمون الاتجاه الإسلامي من أجل إرضاء سلاطينهم فيزجون أنوفهم بأمور لا يعرفونها يفرض علينا النصيحة لهم بأن يتريثوا لأن الصحوة قادمة والتغيير لا بد قادم وسوف ترى عندما ينجلي الغبار أفرس تحتك أم حمار. لا بد لأبناء الحركات الإسلامية أن يستوعبوا الدروس التي دفعوا لها ثمناً غالياً من حرمان وحرية وكبت وظلم وتجني، أن يعيدوا حساباتهم وأن يتعاملوا مع المرحلة الجديدة بكل جدية وشورية وتمهل لأنهم لن يجدوا الأبواب أمامهم مفتوحة كما يتوقعون فالطريق طويل والعمل شاق وحذاري ثم حذاري من الصدام غير المحسوب العاقبة الذي يترتب عليه سفك الدماء المعصومة وانتهاك الحرمات ولا يترتب عليه تغيير للواقع ولا إصلاح بل إفساد فأنتم تعرفون أن الطريق شاق.




 فالخوف كل الخوف من التنازل عن الثوابت والنصوص، وتمرير ما يخططون إليه إلى داخل العمل الإسلامي لإجهاض الحركة وفقدان مصداقيتها أمام الشعوب كما مررها الاستعمار إلى داخل المجتمعات المسلمة، فلا بد من الثبات على المنهج الحق أما الوسائل فهي قابلة للتفاوض والأخذ والرد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد