الجامعة العربية: عظّم الله أجرنا

mainThumb

04-05-2011 12:05 PM


خمسة عقود مرت من عمر الفقير الى الله تعالى وأنا أتساءل عن دور الجامعة العربية وخاصة الدور المشتق من اسمها وهو التجمع العربي. وربما يسعفني البعض بالإجابة لاحقاً، وحتى لا أظلم هذه المؤسسة فقد اجتمعت على امر واحد وهو فيما يخص عمل وزراء الداخلية العرب، فهم الوحيدون الذين يجتمعون ويخرجون متفقين على هدف واحد على ما يبدو وهو (مصلحة) المواطن العربي و أمنه، و كان الله في عون هذا المواطن.



وإذا غضضنا الطرف عن دورها بالوحدة السياسية للعرب، لأن أمر هذه الوحدة كما يظهر ليس بيد الجامعة، فاننا لم نر لها دوراً بالوحدة الاقتصادية مثلاً. لقد فشلت الجامعة فشلاً ذريعاً بإنشاء السوق العربية المشتركة التي كثُر الحديث عنها، وأشبعونا حديثاُ عن التكامل الاقتصادي: فهذا يحدثنا عن السودان بأنه سلة غذاء الوطن العربي، وهو صادق، وآخر يحدثنا عن العمالة الرخيصة بمصر والدول العربية جميعها وهو محق وثالث يتحدث عن المال العربي وهو على صواب، فأين المشكلة إذن؟ لقد عشنا سنوات نأمل بأن يجتمع هؤلاء ويتخذوا قراراً بهذه السوق، ولم نر شيئا فعلياً باستثناء المزيد من الحديث و الكثير من الوعود. كذلك تبخر الحديث عن الدينار العربي, و تطايرت بالهواء أشلاء الآمال للمواطن العربي بالتنقل بين البلدان العربية بالبطاقة الشخصية وبدون فيزا. فما هو دور الجامعة العربية إذا لم يكن تحقيق آمال وطموحات الشعوب. فكما تعلمون فإن أوروبا بدأت بعدنا اقتصادياً بسنوات وسبقتنا بقرون, فأصبح اليورو عملة أوروبا الموحدة, كذلك يستطيع أي أروربي التنقل بكل أروربا دون فيزا، أما الأجنبي فتكفيه فيزا واحدة لأي بلد أوروبي ليتجول بكل أوروبا.



وللحقيقة، فإنني لم اشهد أي موقف يُذكر لهذه الجامعة الا بما يسمى اتفاقية الدفاع العربي المشترك والتي تقلصت وتشوهت لتصبح فقط لتوفير الغطاء الشرعي للتدخل بالشئون العربية وضربها تمهيدا لاحتلالها كما حدث بتشيكل قوة الردع العربية بلبنان والتي أفضت الى سيطرة سورية كاملة على لبنان التي قضّت مضاجع الجميع بما فيها الجماعات التي ادعت الجامعة ان القوة وجدت لحمايتهم. كذلك كان الغطاء الشرعي بحجة تحرير الكويت مقدمة لضرب العراق واحتلاله. وهذه الأيام اجتمعت لتطلب تدخل حلف الناتو (لتحرير الشعب الليبي) فبدأ القصف لهذا البلد العربي لينتهي كما انتهى العراق. ومن يدري؟ فلربما هناك دول أخرى على الطريق.



لقد ولدت هذه الجامعة ميتة دماغياً, وكانت الأجيال تعوّل على أن يتماثل هذا المريض للشفاء , ولكن على ما يبدو أن المرض طال ولا أمل بالشفاء والأطباء في حيرة من أمرهم، وهم ينتظرون رأي أهل المريض لرفع الأجهزة عنه، لإعلان وفاته رسميا ويتم تكفين هذا الميت ودفنه إكراماً له وأهله.



ولكن ورغم ان زمن المعجزات انتهى، الا أن الكرامات لبعض أولياء الله الصالحين ما زالت موجودة, ولربما ينفخ الله في هذا الجسد الخامد على سرير المرض منذ عقود فيتحرك، لكن يجب أن نعينه على ذلك. وأول درجات العون هو الخروج بالجامعة من مصر, وتدوير منصب الأمين العام على جميع الدول العربية، والا بقيت الجامعة كما هي الآن، دائرة من دوائر الخارجية المصرية وتأتمر بأمر الريس، كما دلت الكثير من الشواهد.



أما اذا بقيت الجامعة العربية كما هي الأن فليس للشعوب العربية من خيار الا أن تتقبل العزاء بهذا الكيان وتتقول لبعضها "عظم الله أجركم"، و إكرام الميت دفنه.

alkhatatbeh@hotmail.com

alkhatatbah.maktoobblog.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد