خلجنة الأردن هروب وتوطين

mainThumb

17-05-2011 01:09 AM

بداية وبشغف المواطن العربي والشعور القومي ورغم أنّي لا أجيد لبس الدشداشة الخليجية( ولا أظني سأجيدها لأنّ العلم في الكبر كالنقش على الكثر) فإنني أنصاع اخلاقيا لكلّ شكل من أشكال الجمع أو التجمع أو أيّ صورة من صور الوحدة العربية ولكن ما يجعل الموقف مختلفا ويخيفني  توجيه هذه التجمعات إلى محاور وإبعادها عن محاور أخرى هي عربية ايضا.



           إذن ربما هو هروب من محور الثورات والزعامات القومية الجديدة والتي قد تؤسس لمحور ممانعة جديد بنكهة وطنية جديدة وبرائحة عربية مختلفة.

 

           منذ بداية التسعينات يحاول العالم الغربي متحالفا مع الصهيونية وأغلب الأنظمة العربية إيجاد تسوية لمسألة اللاجئين من خلال إعادة توزيعهم على عدّة دول في العالم،  وقد واجه هذا المشروع عقبتين: الأولى: عدم وجود أيّ زعيم فلسطيني يجرؤ على عقد مثل هذه الصفقة، والثاني: معيق ذاتي عند الفلسطيني صاحب العلاقة إذ عدّ ذلك إهانة لكرامته وإنسانيته وتحايل فاضح على أبسط حقوقه الإنسانية.

 

         منذ ذلك الوقت والبحث جار عن دواء لهذه المعيقات ولكن هذا البحث ظلّ خاضعا للظروف، فطبع بحالة المدّ والجزر تبعا للمتغيرات،ولكن ما ان بسطت الثورات العربية خارطتها الجيوغرافية على المشهد العربي صار لزاما على أصحاب المصالح البحث الجاد والسريع والاستباقي لإنهاء هذا الملف .

   

        بالتأكيد هناك مخطط جاد وسريع لإنهاء (تصفية) القضية الفلسطينية وهذا المخطط بسباق شرس مع نتاجات الثورات العربية وإفرازاتها خاصة بعد مؤشرات الثورة المصرية المتجهة نحو عروبتها وإعادة موقعها الريادي القيادي بين الشعوب العربية بالدرجة الأولى.



          من هنا يجيء التفكير في التخلص من العقبات الشائكه في طريق إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتي لعلّ أهمها تسوية قضية اللاجئين كما أسلفت للهروب بأمن اسرائيل إلى أبعد نقطة على شاطئ الأمان وحمايتها من مخرجات الثورات العربية وليتفرغ الصهاينة لحل مشكلتهم الداخلية الأهم المتمثلة في تثبيت دولتهم كدولة يهودية ومن ثمّ إنهاء وجود فلسطيني ال( 48 ) على أرض دولتهم اليهودية،ومن يسأل بصعوبة ذلك فما عليه سوى تذكر صمت العالم أمام قتل الشعب الفلسطيني وتذكر أساطيل السفن المتجمعة لنقل الشعب الفلسطيني بحجة إنقاذه من الموت ليقبع في غياهب اللجوء والنزوح عشرات السنين مع فارق كان لصالح الفلسطينيين وهوعدم وجود نظام عالمي أحادي الجانب كما هو الآن.

 

      بهذه الخطوة (ضربة معلم ) يمكن سحق حقّ العودة بطريقه جهنمية عبقرية من خلال إذابة اللاجئين الفلسطينين في مساحة جغرافية شاسعة بعد إخراجهم من مخيماتهم وتوفير فرص عمل مناسبة وبعد ذلك يدفعون باتجاه التسوية وطرح قضية التعويضات.وبذلك يكون قد تمّ الهروب من ساحات محاور الثورات وإنهاء ملف اللاجئين بالتوطين، وحينها قد يلبسوننا العمامة .

 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد