الطلاق الروحي

mainThumb

22-05-2011 01:15 AM

اتى فصل الصيف ونحن نعلم أن الزواج والخطبه تكون في هذا الفصل أكثر من غيره من الفصول الأخرى ويكون فصل المرح والسعاده .وتبدأ الفتيات بانتظار الشباب للزيارات والتعرف والاتفاق وبعدها الخطبه الرسميه وهكذا يصبح النصيب وتبدأ التحضيرات  لحفلة الزفاف السعيد ويتم الزواج الميمون ويدفع العريس الكثير من الأموال لمستلزمات العرس والحفله والذهب والصالة وغيرها الكثير (بتنفض مزبوط) وجهاز العروس من ثياب وتزيين وغيرها .....



وعندما يجتمعان في بيت الزوجيه (القفص الذهبي ) تكون حياتهما مثاليه إلى حد كبير لايغضبها ولاتغضبه تحترم كل مايقول توافقه على قراراته سواء أكانت صحيحة أم لا فهو الزوج الحنون وكيف لا وهو من يدلل زوجته ويعاملها بكل معاني الحب والموده والسعاده، والضحكات تعانق السحب والفرح قد عم في بيتهم الصغير المكتنز بالحب والحنان والمودة والاستقرار .....



وعندما تنتهي الايام الاولى من الزواج أو الاسابيع الاولى تفتقد الحياة معانيها فيصبح الزوج يمل الجلوس في بيته ويفكر دائما بديونه المتراكمه من قبل الزواج والأموال التي أنفقها على ذالك الزواج ويتنكد معظم الوقت فيعود من العمل مستاء عبوس بوجه زوجته يريد الأكل والنوم فقط وبعدها يكلم الاصدقاء ليسهر معهم في ساعات الليل التي من المفترض أن تكون جزءا منها لزوجته ولكنه يفضل المكوث خارج البيت على أن يسمع حكاياتها المكرره عن أبيها وأمها عن حماتها ماذا فعلت بها نهار اليوم أو عن فواتير قد جاءت للمنزل وزوجها غائب .



وهكذا يوفر على نفسه  العناء ويخرج للقاء الاصدقاء تاركا وراءه زوجه تعيسه حزينه تتساءل لماذا هو أصبح في هذه الطباع لم يكن هكذا في بداية حياتنا أو في فترة الخطبه ماذا جرى أهو مستاء مني ماذا فعلت له أهو عاشق غيري أم ماعدت أروق له أنا لم أتغير لماذا يجافيني ولا يكلمني الا في أعمال البيت أو في الامور الماليه ....



وهكذا يأخذ كل من الزوجين جانبا ليفكرا في حياتهما بصمت عجيب كل منهما يطرح الاسئله على نفسه ويجيب عنها وينسى أن هناك شطر له بإمكانه أن يناقش معه جميع أفكاره فكلاهما بحاجة للنقاش الجاد في كل أمور حياتهما لانهما جسدين لهما روح واحده كما إتفقا على أساسيات الحياه عند الاتفاق على الاقتران والزواج ،ولكن تتراجع العلاقات وتبدأ الزوجه تلعب دور الأم التي تحافظ على أبناءهاوالزوج  يلعب دور الأب المنهمك في تلبية حاجات البيت لأن (البيت شحات) لايهتم الا كيف يحضر المال ومتطلبات البيت التي لاتنتهي متناسيا أن هناك زوجه قد تركها روحيا وعاطفيا منذ زمن بعيد ن والزوجه بدورها متناسيه أن هناك زوج بحاجة لمن يسانده ويعطيه جرعات ليست قليله من الحب والدعم ليبقى قادرا على العطاء والبذل وتستمر الحاله وتستاء رويدا رويدا ليمربها مشكلات الاولاد وزيادة المصاريف والاقساط المدرسيه أو الجامعيه وتنفجر الزوجه مرة واحده قد مللت من هذه الحياة فأنت لاتهتم بي ولاتشعر معي فأنا متعبه من أولادك وحياتك الممله،




وهوبدوره تثور ثورته قينقض بكلماته الجارحه عليها أنت التي لاتشعرين معي أنا أحضر للبيت كل احتياجاته وما تطلبين أنت من حاجاتك أحضرها لك ولكنك انت التي أهملتني وتعتنين بنفسك وزياراتك وابناءك متناسيه أنه هناك شخص آخر عليك الاهتمام به وهو أنا ،وهنا تنهمر دموع الزوجه البائسه وتقول أنا لم أتركك ولم أتخلى عنك ولكنك منذ عهد طويل تنازلت عني مقابل سهراتك مع أصدقاءك  وتلفازك ومبارياتك التعيسه فأنت تشجع الريال وأنا برشلونه....



وهكذا تبقى الفجوه في إتساع ويصبح الجفا والبعد الروحي والنفسي بين الزوجين إلا أن يصبحا كالجيران أو ماتشابه من علاقات متزعزعه فهي تترك العتاب وتتابع جاراتها بأحاديثهن ونزاعاتهن مع أزواجهن وابناءهن وعند عودتها للبيت تنشغل في إعداد الطعام وتلبية حاجات المنزل الماديه وهذا الحال يكون في أسرة مثاليه من هذا النوع فهذا الحال من أفضل الحالات التي تصل الى هذه النقطه ولكن هناك حالات أصعب بكثير لتترك الزوجه المنزل من دون عنايه أوترتيب وتستقل برأيها ولاتكترث لزوجها وأحيانا كثيره تحاول إيجاد من يساندها  ويساند عاطفتها لتشبع رغباتها الانثويه ......



وتصل الأمور في معظم هذه الحالات الى مايسمى بالطلاق الروحي وهذه طامة كبرى في مجتمعاتنا فحذايري أيها الازواج وايتها الزواج من الوصول لتلك النقطة المؤلمة وتصافوا فيمابينكم منذ البداية لكي لاتكونوا فريسة للأوهام والوساوس القاتله ..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد