قوى الشد العكسي

قوى الشد العكسي

26-05-2011 05:23 PM

أي نظام في هذا الكون دائمٌ في حركته لا يتوقف ، باحثاً عن حالة من الاستقرار الوظيفي .
الأنظمة السياسية الحاكمة لابد لها للحفاظ على استقرار حكمها و تثبيت دعائمه أن تمارس التغيير و التطوير . و لنا في تاريخ الأمم العبر المستفادة الكثيرة.

فالأنظمة التي تطور هياكلها غالباً ما تكون خالية من القلاقل و شبهات الفساد و المفسدين أما على النقيض من ذلك في حالة الأنظمة المقاومة للتغيير فنجدُها تقوم دوماً على قمع شعوبها و تسيطر فيها ثقافة نصرة القوي على الضعيف ..

في الواقع العربي نلاحظ الكثير من الأمثلة ، فالمهتريء الصدئ من الأنظمة غالباً ما يتصدر واجهة الأحداث  فيه رجال لا يتورعون عن فعل أي شيء في سبيل مقاومة أي تغيير و لو بسيط يمس مصالحهم ، ربما تصل أفعالهم حد القتل حفاظاً على مصالحهم مثلما حصل في ليبيا و سوريا ويمثلون دوماً قوى شد عكسي لمقاومة الإصلاح و المصلحين و هم بذلك يشكلون الخطر على النظام نفسه..

هؤلاء المتنفذون يشكلون التصدعات في بدن الدولة و يزرعون اليأس في نفوس الشعوب  و أوصلوهم لقناعات مفادها أن أوطانهم مسلوبة من قبل هذه الفئة التي تسود و تقود و ليس الحكّام ..

النظام المصري و التونسي و الليبي و السوري و اليمني أمثلة على أنظمة لم تستشعر الخطر قبل وقوعه  بتسليمهم البلاد لقلة طامعة بخيراته يجعلونهم ينهبون البلاد و العباد حتى ضاقت الأرض بأهلها و كانت أعذارهم دوماً أن الأوامر من فوق ، فالمشكلة دوماً بالمتنفذين ، فإطلاق أيديهم و تحكّمهم بمقدرات بلادهم هي غالباً السبب في تعجيل سقوط تلك الأنظمة ..


أنظمة أخرى مضت قدماً  بالإصلاح و لكن بخطى بطيئة و على مضض لأسباب كثيرة منها الهاجس الأمني و رجالات الشد العكسي الذين يعطلون القانون متى شاءوا و ينفذونه متى شاءوا طبقاً لمصالحهم الخاصة ..

إن لم تساعد الأنظمة العربية و تطور من أداءها فلن يأتيها ذلك من خارجها إلا و يُربط بلعبة المصالح المشتركة  و هذه اللعبة لا تجيدها أنظمتنا ..لأننا الطرف الأضعف فيها .

التغيير لابد أن يتم و بسرعة و يجب أن لا يُتذرع بكلمة التسرع  إن أسرعنا بالتغيير و الإصلاح ، و إلا سيأتي اليوم الذي سنندم فيه إن لم نصلح باكراً..
أولى خطوات الإصلاح هي البحث عن الفساد الداخلي و هم رجالات النظام الذين أعطوا صلاحيات لا يستحقونها  و من ثم تقليل هذه الصلاحيات ، في وطننا الأردن مكانة جلالة الملك محفوظة في قلوب الأردنيين و لكن ما دونه لا صلاحيات مطلقة لهم ..
و يجب أن لا يكون في قاموس أي مسئول أو مواطن أو حتى ثقافة الشعب الأردني كلمة "متنفذ"


ففي نهاية الكلام جرت سنة الحياة أن الذي لا يتغير سوف يتغير فتلك الصخور الثابتة الصماء إن لم تتحرك فسوف تحركها ذرات الرمال التي تنساب من حولها ، و النبات الذي لا يرى الشمس فإنه يموت ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد