مهلا يا دعاة الإصلاح

مهلا يا دعاة الإصلاح

02-06-2011 04:04 PM

       لعل الإصلاح مطلب شعبي وغاية نبيلة وهدف سام لا يختلف عليه اثنان من العقلاء وأعتقد أن أولى خطوات الإصلاح والأساس الأول في هذا البناء هو إصلاح النفس، فلن يصلح المجتمع إلا بصلاح أفراده، وكلما ازداد عدد الصالحين في المجتمع البشري يزداد بالضرورة عدد المصلحين فيهم وهؤلاء هم دعاة الإصلاح ورب العزة يقول: ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )، فالمطالبة بالإصلاح تستدعي بالضرورة أن يكون من يطالب بالإصلاح مصلحا ولا يكون الفرد مصلحا إلا إذا كان صالحا في ذاته، وهنا لا بد من تذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام : (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب ) .

     وإن الناظر إلى عالمنا العربي اليوم ليقف حائرا مندهشا مما يحدث بحثا عن العدل والخبز والحرية  ولكن سرعان ما يجد الجواب واضحا لكل ذي لب، فإن احتكار السلطة وانقطاع الحاكم عن المحكومين وغياب العدل وتفشي الظلم والقهر والكبت واستيلاء نخبة ممن لا يرعون إلاً  ولا ذمة في أبناء الشعب وتغولهم على السلطة واستئثارهم بمكاسب البلاد وأرزاق العباد وعدم إسداء النصيحة الصادقة وتشويه الصورة عما يحدث في البلاد قد يكون هو السبب الرئيس لهذه الأحداث حتى يفاجأ بعض حكام العرب بأن أحوال شعوبهم هي في الواقع معاكسة للصور التي أوصلوها لهم أولئك المتسلقون الانتهازيون المتزلفون للسلطة والثروة والجاه والذين نهبوا خيرات البلاد والعباد ولا يعرف لهم الآن طريق، ومع كل هذا فلنصبر قليلا  فالخير في هذه الأمة إلى يوم الدين وإن الفرج قريب بإذن الله ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ) .

    إن هذا الواقع المؤلم والمرض العضال دواؤه مر وأكثر إيلاما إن لم تبادر الحكومات إلى إصلاح حقيقي عملا وسلوكا، لا قولا وشعارات، عملا يسعف أبناء الوطن الذين ما زالت جراحهم تنزف، وإلا فالعواقب قد تكون أسوأ مما نتوقع داعين الله عز وجل أن يلهم أصحاب القرار رأي سداد ورشاد وطريق هدى ينقذ هذه الأمة مما أصابها من نكبات وأن تعود لها هيبتها وكرامتها ورسالتها التي ارتضاها رب العزة لها لتكون أمة وسطا وشاهدة على الأمم السابقة بالخير والصلاح والإصلاح والوسطية والاعتدال، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى والله المستعان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد