نلوم الهاشم وبيننا قربى اشدّ مضاضة ..

mainThumb

05-06-2011 11:49 PM

علت الاصوات مؤخرا تهاجم الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم لتطاوله على الاردن وكيل الإهانات للبلد  .. استغربت تلك الاصوات ومصدرها وتساءت في نفسي : كيف نعتب على الهاشم وبيننا من هو أشد ظلما للاردن ؟  كيف لنا أن نعتب عليه وبعضنا لم يرحم الاردن ولم يقصر في اشباعه اهانات وافتراءات وتهجما عليه  جعلت الغريب يتطاول عليه بلا رحمة ؟ فكيف لي ان أعتب على غريب والقريب هنا  أشد فتكا ؟

فكم حمدنا الله على نعمة الديمقراطية التي نتفيأ ظلالها منذ سنوات ولكننا ومنذ فترة  تمنينا  العودة للاحكام العرفية لنرحم الاردن من تبعات الديمقراطية التي أساء الكثيراستخدامها وبدلا من ان يخدم بها مسيرة الاردن قام بالدوس على هذا البلد الذي قدّم له قبل أن يأخذ منه ؟
لست هنا لاطبل لحكومة او لشخص لانني لا اتقن هذا النمط , ولست هنا لاكتب مقابل شكر من احد , ولكنني سأقول الحق والذي لن يروق للبعض وسيتهمونني بأنني مأجورة او متسلقة وعليه أعدهم  ان حصلت على منصب - ربما كنت ألهث وراءه كغيري-  بانني سأتبرع به لمن يريده وقد سخر وقته للهجوم والمعارضة لاجل ذلك وانا على يقين عندما سيحقق مراده الشخصي فسيٌلقي الوطن وراء ظهره ضاربا بعرض الحائط ما يسمى وطن ..
لا ننكر استفحال الفساد في البلد ولا ننكر تطاول الحيتان على لقمة الفقير فيه ولا ننكر اتساع فتحة الافواه الجائعة التي تقتات من لحم المواطن دون رحمة ناسية ان الله يُمهل ولا يُهمل ...ولكن ذلك لم يحرمنا بعد من نِعم كثيرة لا زلنا نعيشها في هذا الوطن الذي نحب ونخلص له .. أهمها نعمة الامن والامان التي يرى البعض أنها مجرد أكسسوار نتزين به ولا ألومهم لانهم لم يجربوا بعد معنى فقدان هذه النعمة التي لا زال الكثير يحسدنا عليها ونحن هنا نحسد غيرنا لحرمانه منها .. فإرحموه يرحمكم الله .
البعض الآخر يردد كالببغاء متباهيا بتجارب مصر وتونس وغيرها في اعتصاماتهم للاصلاح  ولا يعلم اننا في الاردن لسنا كهؤلاء .. فبعضنا هنا من يستخدم هذا النهج ليترصد خراب البلد ويقف شامتا على ركامه . فلنصحوا قبل ان نحقق امنية الكاره والمغرض بيننا ..
وسؤالي لكل مطالب بالاصلاح وانا منهم .. هل الخلل دائما من الحكومة او ممن هو اكبر منها ؟ وهل الحكومة هل المعنية بالدرجة الاولى بعملية الاصلاح ؟؟
والسؤال الآهم . كيف للحكومة ان تصلح الوطن ونحن كل بمكانه عاجز عن اصلاح نفسه .. كيف للحكومة -التي والله لا يعنيني الدفاع عنها بقدر ما يعنيني وضع الاصبع على الجرح – كيف لها ان تحمينا كمواطنين من جشع تجار تمادوا على قوت المواطن وعلى طبيب استشرى فساده فأصبح يسير في دما ءالمرضى واصبح كالمنشار يأكل اينما اتجه ؟ وأمثلة كثيرة لن يسعفني الوقت لذكرها كيلا يمل القارئ ..
فمن خلال ما أرى فقد أوشكت أن أفقد الأمل  في شيء اسمه اصلاح لانني رأيت أن بعضا ممن يطالب بالاصلاح  ويعتلي منصات الخطابة لاجل ذلك . هو فاسد ولا يعلم اصلا معنى الاصلاح وهذه الكلمة يستخدمها فقط لتأجيج مشاعر المواطنين ليتفاعلوا معه ويقفوا ضد مسيرة هذا الوطن المنادية بالاصلاح . فالاصلاح لايكون بالهتافات ولا المسيرات ولا الاعتصامات التي تؤجج وتعيق اكثر مما تخدم .
صحيح أننا لا ننكر اهمية هذه الاعتصامات وقدرتها على تحقيق اهدافها المنشودة ولكنها غير محمودة في كثير من الاوقات التي نرى فيها انها تعيق ولا تخدم وانها تشغل الكثير من المؤسسات عن اداء عملها بدلا من ان تترك كل في مكانه يقوم بعمله .. فمن مصلحة من انشغال الاجهزة الامنية في ذلك واعاقتها عن عملها . ألا يرى معي البعض انه تصب في مصلحة من لا يريد خيرا لهذا البلد ؟
من مصلحة مَن  يقوم البعض بتحريك مسيرات لاجل هدف ما ,  وهو جالس في بيته ينتظر نتائج تثلج صدره برؤية مواطن يُضرب او رجل أمن يعتدي عليه وبالمحصلة توالد حقد بين المواطن وغيره ؟
لست هنا واعظا فهذه المهنة الجليلة يستلمها مشايخنا الكرام ولكنني هنا لاقول  لا يصلح الله ما بقوم حتى يصلحوا ما بأنفسهم . فدعونا نبدأ بأنفسنا ونصلح الخلل المستشري فيها وبعدها نقف بكل قوة لنطالب الحكومة بالاصلاح ,  ورسالتي كذلك موجهة لاعضاء الحكومة ولكل مسؤول في منصبه .. أن يبدأوا بالاصلاح ونترك انشغالنا بالهاشم وغيره لانه لن يجدِ خيرا لنا ونحن فقط القادرون على اسكات كل فم يسيئ لنا إن نحن قمنا بدورنا وأصلحنا انفسنا وعندها سنغلق كل تلك الافواه . فدعونا نغلق كل الابواب بوجه كل ناعق على هذا الوطن ونبدأ بمن هو داخل الوطن  لنسكت من هو خارجه .

Samar_73@adiga.org 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد